انتفاضة العراق: حالات اختناق في بغداد وصدامات بين الأمن ومتظاهرين بالبصرة
تواصل القوات العراقية محاولات السيطرة على ساحة الطيران في بغداد من خلال إطلاق متقطع للرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ما تسبب بحدوث 12 حالة اختناق، بحسب ناشطين أكدوا لـ"العربي الجديد" أن قوات أمنية جديدة وصلت إلى الجانب الشرقي من الساحة، في مؤشر إلى وجود نية لتنفيذ عملية واسعة لاقتحامها.
وقالت خلية الإعلام الأمني، في بيان، إن "14 ضابطاً أصيبوا خلال تأدية واجبهم بحماية المتظاهرين الذين قام بعضهم باقتلاع أحجار الأرصفة ورميها على القوات الأمنية"، موضحة أن الأمن العراقي "استمر بضبط النفس".
إلا أن علي غالب، وهو أحد المشاركين في تظاهرات ساحة الطيران، قال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن القوات العراقية "تطلق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في الساحة منذ الليلة الماضية"، مؤكدا وقوع إصابات تم نقلها إلى مستشفى الجملة العصبية القريب، فيما تابعت قوات مكافحة الشغب هؤلاء واعتقلت عددا من المتظاهرين الذين كانوا برفقتهم.
في غضون ذلك، شهدت منطقة الجنينة بمحافظة البصرة صدامات بين القوات العراقية ومتظاهرين بعدما قامت قوة أمنية بإطلاق النار لتفريق الاحتجاجات، ما دفع المتظاهرين لرميهم بالحجارة وإغلاق الطرق وحرق إطارات السيارات.
كما قطع متظاهرون الطريق المؤدي إلى ساحة اعتصام البصرة بهدف منع القوات الأمنية من التوجه إلى محيط الساحة لحصر الاحتجاجات فيها، وحرقوا الإطارات في الشارع التجاري الحيوي، كما شهد شارع الأندلس بالبصرة مواجهات بين محتجين كانوا يرمون الحجارة وقوات أمنية قابلتهم بإطلاق الرصاص الحي في الهواء بهدف تفريقهم.
وقال ناشطون لـ"العربي الجديد"، إن قوات "الصدمة" في البصرة اعتقلت عددا من المتظاهرين ولاحقت آخرين في الأزقة بهدف إنهاء حالة الإضراب عن العمل التي فرضها المتظاهرون.
إلى ذلك، تجمع الآلاف من متظاهري ذي قار على الطريق الدولي السريع الذي يربط بغداد بالجنوب، وقرروا إقامة اعتصام هناك حتى الاستجابة للمطالب، وقام عدد من ذوي قتلى احتجاجات ذي قار برفع صور للضحايا على الطرق والمطالبة بمحاكمة سريعة للقتلة أيا كانت انتماءاتهم أو الجهة التي تقف خلفهم.
وقال قائد شرطة ذي قار العميد ريسان الإبراهيمي، إن قوات أمنية تنتشر بمحيط التظاهرات على الطريق الدولي من أجل حمايتها، مؤكدا في تصريح صحافي، أن أكثر من 3 آلاف متظاهر يتجمعون على الخط السريع الرابط بين الناصرية ومحافظتي البصرة وبغداد.
ولفت الإبراهيمي إلى أن وجود دوريات أمنية بإمرة عدد من الضباط هو لحماية المعتصمين، "كون المنطقة مفتوحة وبعيدة عن مركز المحافظة"، مبينا أن قيادة شرطة ذي قار تفاوضت مع المتظاهرين لفتح الطريق الخارجي أمام الحالات الخاصة.
واستمرت حالات إغلاق المؤسسات وقطع الطرق وحرق الإطارات في محافظات بابل وكربلاء والنجف وواسط والمثنى وميسان، وسط غياب للحركة وإضراب شبه كامل عن العمل في المؤسسات والمدارس والجامعات.