وكشف مكتب عبد المهدي، في بيان اليوم الجمعة، أن الأخير تلقى مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الخميس، تناول التطورات الأخيرة ورغبة مختلف الأطراف بمنع التصعيد والذهاب إلى حرب مفتوحة.
ونقل البيان عن عبد المهدي قوله إن "العراق رفض ويرفض كافة العمليات التي تنتهك سيادته، بما في ذلك العملية الأخيرة التي استهدفت عين الأسد وأربيل"، في إشارة إلى الهجوم الصاروخي الإيراني على العراق، الأربعاء الماضي، مشيراً إلى أن "العراق يبذل جهوداً حثيثة ويتصل بكافة الأطراف لمنع تحوله إلى ساحة حرب".
Facebook Post |
وفي هذا الشأن، أبرز البيان أن عبد المهدي طلب من وزير الخارجية الأميركي "إرسال مندوبين إلى العراق لوضع آليات تطبيق قرار مجلس النواب بالانسحاب الآمن للقوات من العراق"، مشدداً على أن "العراق حريص على إبقاء أحسن العلاقات بجيرانه وأصدقائه في المجتمع الدولي وعلى حماية الممثليات والمصالح الأجنبية وكل الموجودين على الأراضي العراقية".
كما أبلغ عبد المهدي، بحسب البيان، وزير الخارجية الأميركي بأن هناك "قوات أميركية تدخل للعراق ومسيّرات أميركية تحلق في سمائه من دون إذن من الحكومة العراقية، وأن هذا مخالف للاتفاقات النافذة".
من جهته، وعد الوزير الأميركي بمتابعة الأمر، مؤكدا احترام بلاده لسيادة العراق.
في هذا الصدد، قال مسؤول عراقي بارز في الحكومة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأزمة تتفاقم بين رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي والإدارة الأميركية حيث تعتبره الأخيرة بأنه لا يملك صلاحية التعامل مع القضايا السيادية، على اعتبار أنه مستقيل وحكومته تصريف أعمال".
وأضاف المسؤول العراقي أن "المسؤولين الأميركيين يعتبرون الحديث عن أي انسحاب أو تنظيم العلاقة مع بغداد يجب أن يكون في ظل حكومة دائمة ومنتخبة ويتهمون عبد المهدي بأنه رئيس وزراء أسقطته التظاهرات منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول وأن قراره رهن الرغبة الإيرانية".
وبين أن "الأزمة بين الحكومة المستقيلة الحالية والأميركيين تتفاقم، وكتل سياسية باتت تعتبر استعجال تشكيل حكومة جديدة ضرورياً لوضع حد لوصول العلاقة بين بغداد وواشنطن إلى أسوأ حالاتها منذ عام 2003".
في المقابل، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد الحمداني، إن تصريحات عبد المهدي المتكررة بخصوص القوات الأميركية ترجمة لضغوط يتعرض لها من قوى وأحزاب ومليشيات مرتبطة بإيران تنفذ أجندة طهران في العراق.
وأضاف الحمداني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "جميع الأجواء المحيطة بالقواعد الأميركية في العراق وما يتسرب من معلومات منها حول تعزيزاتها الدفاعية لا يشير إلى قرب انسحاب أو أنها فعلاً أخذت قرار البرلمان الأخير بالتصويت على خروجها على محمل الجد".