ميركل مهتمة بمنصب في الاتحاد الأوروبي: سأعمل من أجل مستقبل أوروبا

16 مايو 2019
ميركل فتحت التكهنات أمام اهتمامها بمنصب في الاتحاد الأوروبي(Getty)
+ الخط -


قالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في حديث مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، اليوم الخميس، "سأعمل من أجل مستقبل أوروبا مع التزام أكبر من ذي قبل، كثيرون قلقون بشأن أوروبا، بمن فيهم أنا"، ما فتح باب التكهنات حول اهتمامها بمنصب في الاتحاد الأوروبي وشعورها المتزايد بالمسؤولية تجاه أوروبا، وهو ما كان قد طرحه رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، مؤخرا، معربا عن اعتقاده بأنه بإمكان المستشارة في ما بعد أن تقوم بدور على المستوى الأوروبي، وليس مستبعدا أن تكون خليفة محتملة لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك وفق ما تفيد العديد من التحليلات.

علاوة على ذلك، أوضحت ميركل في نفس المقابلة شكوكها حول نظام المرشح الرئيسي للانتخابات الأوروبية، بالقول "هذا كان رأيي أساسا من دون تحفظ، إنما النقطة المهمة الان أن حزب الشعب الأوروبي لديه مرشح أعلى هو مانفريد ويبر، وسأعمل من أجله ليصل إلى رئاسة المفوضية الأوروبية إذا أصبحنا أقوى قوة سياسية في الانتخابات"، وذلك رغم اعترافها بأن للمرشح ويبر "قناعته الخاصة" وبالأخص في تقييمه لخط أنابيب النفط "نورد ستريم 2" الذي تدافع عنه المستشارة بقوة ويعارضه ويبر.

من جهة أخرى، نفت المستشارة أن تكون العلاقة مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون تدهورت في الأشهر الأخيرة بسبب العديد من الاختلافات في الرأي، وقالت: "بالطبع، نحن نكافح بعضنا مع البعض الأخر، هناك اختلافات في طريقة مقاربة الأمور بيننا إلى الاختلافات في فهم الأدوار، ونتفق على الخطوط الرئيسية وسوف نتنازل دائما من أجل أوروبا".


في المقابل، تهربت المستشارة في رد على سؤال عما إذا كانت تفضل رئيس البنك المركزي الألماني ينس فيدمان بدلا من ويبر على رأس المفوضية بالقول "لا أناقش هذا السؤال"، قبل أن تعقب: "أنا أؤيد الن ويبر كرئيس للمفوضية، ولا أستبعد أن يكون لألمانيا شخصيات بارزة لمكاتب أخرى في أروقة بروكسل". لتضيف "بعد الانتخابات الأوروبية يتعين على حكومات الاتحاد الأوروبي اتخاذ قرارات بشأن مجموعة من الأفراد، ستشمل منصب رئيس المفوضية الأوروبية ومفوض الشؤون الخارجية ورئيس البنك الأوروبي ورئيس المجلس الأوروبي".

وفي ملف اللاجئين وأزمة اليورو، دافعت المستشارة عن قراراتها المهمة بهذا الخصوص، لتؤكد أنه "لو تصرفنا بشكل مختلف، أعتقد أن ذلك كان سيكون له عواقب أسوأ بكثير من العديد من المشاكل اليوم"، وفي رد على الاتهامات أنها اتخذت في العام 2015 قراراتها بخصوص اللاجئين من دون التنسيق مع الشركاء الأوروبيين، أوضحت أن "هذه ليست قرارات تتخذ على لوحة الرسم، ولكنها إجابات عن الحياة الحقيقية، هناك ما يقرب 70 مليون شخص في جميع أنحاء العالم هاربون، لذلك كان يجب على أوروبا أن تتعامل مع مليون واحد منهم بشكل جيد"، مبرزة أنه "اتضح أنهم لم يكونوا مستعدين بما فيه الكفاية لمواجهة التحديات".

وبخصوص العلاقة مع تركيا ومسألة انضمامها إلى التكتل الأوروبي، لم تدافع ميركل عن فكرة الإنهاء الفوري للمفاوضات مع تركيا، كما طرحها المرشح ويبر، حيث ارتكز على خلفية الأحداث الأخيرة التي حصلت حول الانتخابات المحلية، إنما قالت إن عضوية تركيا أقل احتمالا، متحدثة عن قلق أساسي بشأن تطور تركيا، قبل أن تشير إلى أهمية المصالح المشتركة مع الأوروبيين فيما يتعلق بسورية والإرهاب.

ورفضت ميركل التكهن بشأن مستقبل المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، إنما شددت على أنه "ولاستكمال خروج بريطانيا يجب أن تكون هناك أغلبية برلمانية في لندن من أجل شيء وليس ضد لا شيء".

من جانب آخر، حذرت المستشارة من هجمات السياسيين الشعبويين ضد الاتحاد الأوروبي قائلة "على كل شخص أن يتحمل مسؤولية التعامل مع كيان فريد مثل الاتحاد الأوروبي بعناية، ويجب على الاتحاد الأوروبي التركيز على العقوبات المنصوص عليها في معاهدة لشبونة وأنه حان الوقت الذي يجب فيه الدفاع عن قيمنا ومبادئنا الأساسية".

المساهمون