أبوظبي تستأجر المتهم المصري بموقعة الجمل للهجوم على قطر

13 سبتمبر 2017
دعم إماراتي للفضالي لمحاولة تشويه سمعة الدوحة (تويتر)
+ الخط -

يبدو أن دول الحصار أفلست حتى تراهن أبوظبي بأموالها على سياسي مصري سيئ السمعة كأحمد الفضالي، لتأسيس ما يسمى بـ"الحركة العالمية لمواجهة إرهاب قطر"، وتنظيم مؤتمر صحافي بالعاصمة البولندية وارسو، الأربعاء، تحت عنوان "أوقفوا إرهاب قطر"، لمطالبة الدول الأوروبية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، وتجميد بنوكها لأموالها.

الفضالي، الذي ينتحل صفة مستشار، ويجوب دولا أوروبية بدعم إماراتي، لمحاولة تشويه الدوحة، ليس سوى موظف بأمانة لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب المصري (حاصل على إجازة بدون راتب)، عينه رئيسها السابق، أحمد عمر هاشم، خلال فترة تولي الحزب الوطني (المنحل) مقاليد الحكم بعهد المخلوع حسني مبارك.

الأموال الإماراتية التي لعبت دوراً بارزاً في تمويل الحركات المناوئة للرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، ظهرت بوضوح على الفضالي، الذي سارع إلى تأسيس حزب "السلام الديمقراطي"، وما يُعرف بـ"تيار الاستقلال"، لخوض الانتخابات النيابية، تحت حملة إعلانية ضخمة في الفضائيات، وجولات خارجية، لم يعلن عن مصادر تمويلها.


واستغل الفضالي رئاسته لجمعية "الشبان المسلمين"، ونظم مؤتمرات انتخابية بمقرها الكائن بوسط القاهرة، بالمخالفة لقانون الجمعيات الأهلية المصري، الذي حظر ممارسة أي من الجمعيات الخيرية للأنشطة السياسية، كما دفع أموالاً طائلة في الانتخابات المنقضية، حتى يحصل حزبه على خمسة مقاعد فقط بالبرلمان.

التمويل الإماراتي

مثل الفضالي أحد الوجوه البارزة لانقلاب الثالث من يوليو/ تموز 2013، وكان أول من بادر إلى إشهار توكيل لتفويض وزير الدفاع لإدارة شؤون البلاد، قبل إطاحته بالرئيس المنتخب بخمسة أشهر كاملة. وحين أعلن عبد الفتاح السيسي عن ترشحه للرئاسة، استأجر طائرة خاصة، حلقت فوق سماء العاصمة القاهرة، و6 محافظات أخرى، بصورة ضخمة للأخير.

وأثار سفر الفضالي المتكرر إلى الخارج أحاديث مشروعة عن أهدافه، ومصدر تمويله الإماراتي، إذ توجه إلى البرتغال، وروسيا، والصين، وتونس، والبحرين، وأميركا، وألمانيا، وما إن يغادر السيسي إلى أي دولة يسارع للسفر إليها، برفقة عدد من الشخصيات المؤيدة للانقلاب كـ"وفد شعبي"، لإعلان دعمهم له.

وقد سافر إلى الولايات المتحدة على رأس وفد لـ"الدبلوماسية الشعبية"، في أعقاب فوز الرئيس دونالد ترامب، للمطالبة بوقف دعم أميركا لجماعة "الإخوان المسلمين،، وإدراجها في قوائم الإرهاب، وحظر نشاط المنتمين إليها، إلا أن أحداً لم يلتقه من مسؤولي الإدارة الأميركية، واكتفى وفده بلقاء بعض أعضاء الجالية المصرية في نيويورك.

وكل فترة وجيزة، يعقد الفضالي مؤتمرات صحافية بفنادق ذات تصنيف (خمس نجوم)، مع دعوة القوى الحزبية لحضورها، تارة لتأييد قرارات السيسي، وأخرى للاصطفاف الوطني، وثالثة لتكريم بعض القيادات السياسية، ورابعة لتكريم الإعلاميين، وخامسة للصحافيين البرلمانيين، فضلاً عن جولاته الداخلية بمحافظات الصعيد والبحر الأحمر.

فضيحة ألمانيا

في يوليو/ تموز الماضي، كشف تحقيق لقناة "دبليو دي آر" الألمانية عن كواليس تظاهرة مناوئة للدوحة، على هامش فعاليات قمة مجموعة العشرين. وعرض الفضالي، من خلال وسيط يدعى محمد المصري، مبلغ 100 يورو على لاجئين سوريين وعراقيين وأفغان بمدينة هامبورغ، والذين هتفوا لصالح قطر، لعدم حصولهم على المبالغ المتفق عليها.

وانفردت قناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية بالبث المباشر لهذه المظاهرة المحدودة، وإجراء لقاء مع الفضالي، والذي قال إنه نظم التظاهرة بوصفه "عربياً" وليس مصرياً، بدعوة من منظمات أوروبية، بحسب زعمه، وسط لافتات تطالب "الفيفا" بسحب تنظيم كأس العالم للعام 2022 من قطر.

ونقلت مواقع إخبارية مصرية عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية ادعاءها بمشاركة سبعة آلاف شخص في التظاهرة، التي لم يتواجد بها سوى بضعة أفراد، وتجاهلها تماماً الإعلام الألماني، ما دفع الفضالي إلى استئجار مجموعة من عارضات "الاستربتيز" للمشاركة في التظاهرة، بحسب ما كشفت عنه الصور التي أرسلها بنفسه على البريد الإلكتروني للصحافيين.

ووثقت القناة الألمانية، في تقريرها، بعض شهادات اللاجئين، ومن بينهم لاجئ سوري يدعى أحمد (30 عاماً)، الذي قال إنه كان في إحدى الحدائق المجاورة، وتقدم نحوه شخصان مصريان، وطلبا منه التظاهر ضد قطر، وجلب أكبر عدد من أصدقائه، فاتفق على دفع 1000 يورو له، و100 يورو لكل شخص من أصدقائه يشارك في المظاهرة.

هذا الأمر أكده لاجئ سوري آخر يدعى مصطفى حسن، بتلقيه عرضاً بالمشاركة في المظاهرة لمدة ساعتين، مقابل 100 يورو، فيما نشر موقع القناة الألمانية على الإنترنت فيديو يُثبت غضب المتظاهرين وهم يهتفون: "بالطول بالعرض.. قطر تهز الأرض"، بعد عدم تلقي عدد منهم المبلغ المتفق عليه.

موقعة الجمل

وسبق اتهام الفضالي في القضية المعروفة إعلامياً باسم "موقعة الجمل"، بعد لعبه دور الوسيط، عن رجال أعمال مبارك، في تأجير أعداد كبيرة من البلطجية مقابل الأموال لمهاجمة المتظاهرين في مصر إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011، ومحاولة إجبارهم على مغادرة "ميدان التحرير" بوسط القاهرة.

وقبل 6 سنوات، نصب الإعلامي يسري فودة، ببرنامجه "آخر كلام"، المذاع على فضائية "أون تي في"، فخاً للفضالي، بعدما فضحه على الهواء، وبث مقطع فيديو له وهو يقف أعلى كوبري السادس من أكتوبر وسط البلطجية، عشية موقعة الجمل الشهيرة، وهم يلقون زجاجات المولوتوف الحارقة، وكسر الرخام والحجارة على ثوار التحرير، إلا أن النائب العام السابق، عبد المجيد محمود، لم يحرك البلاغ المقدم ضد الفضالي من ممثلي مؤسسة "بكرة" للدراسات الإعلامية والحقوقية، شادي مختار وجاد شوقي، واللذان صورا مقطع الفيديو، واتهماه بالتواجد قريباً من مناطق تمركز البلطجية أثناء هجومهم على ميدان التحرير، وإنه كان يتابع المعركة، ويوجه المسجلين خطر.