غرينفيلد تعليقاً على تصويت الكنيست: واشنطن متمسّكة بحل الدولتين

18 يوليو 2024
غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **حل الدولتين والسلام في الشرق الأوسط**: أكدت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، على تمسك الولايات المتحدة بحل الدولتين كحل وحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم تصويت الكنيست الإسرائيلي ضد إقامة دولة فلسطينية.

- **الوضع الإنساني في السودان**: أعلنت غرينفيلد عن مساعدات إضافية بقيمة 203 ملايين دولار للسودان، مشيرة إلى الأزمات الغذائية التي يواجهها 25.6 مليون شخص وتضاعف عدد اللاجئين في تشاد.

- **موقف الولايات المتحدة من تصويت الكنيست**: بدت الولايات المتحدة محرجة بعد تصويت الكنيست ضد قيام دولة فلسطينية، وأكدت التزامها بحل الدولتين رغم التحديات.

شدّدت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، اليوم الخميس، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، على تمسك بلادها بحل الدولتين، مؤكدةً أنه الحل الوحيد الذي يمكن أن يأتي بسلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن دونه سيكون من المستحيل تقريباً التوصل إلى سلام.

وجاءت تصريحات المندوبة الأميركية خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقدته في مقر الأمم المتحدة في نيويورك للحديث عن الوضع الإنساني في السودان وفي إطار ردها على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد"، أولها عما إذا كان لديها أي تعليق حول تصويت الكنيسيت الإسرائيلي بأغلبية 68 من أصل 120 نائباً لصالح مشروع قرار يعارض إقامة دولة فلسطينية، وسؤال آخر حول ما تقوم به بلادها للضغط على حلفائها الذين يستمرون بتوريد الأسلحة لجميع أطراف النزاع في السودان الذي يشهد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية حول العالم.

وقالت غرينفيلد تعليقاً على قرار الكنسيت: "في الواقع، لقد رأيت للتو هذا التقرير الإخباري الذي تشيرين إليه حول الكنيست، ليس لدي أي تعليق (مباشر) على ذلك، ولكن موقفنا هو (تأييد) حل الدولتين، وهذا هو المستقبل الوحيد الذي نراه لهذه المنطقة، حيث يستطيع الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا جنباً إلى جنب في سلام، ومن دون ذلك، سيكون من المستحيل تقريباً تحقيق السلام".

وحول استمرار إمداد أطراف النزاع في السودان بالأسلحة، علقت: "قلنا، لا يوجد حل عسكري لهذه الحرب. وأولئك الذين يقدمون الأسلحة لكلا الجانبين لا يساهمون إلا في تأجيج استمرار الحرب (...) نحن نمارس ضغوطاً كبيرة على هذه البلدان، وهي ليست مجرد دولة واحدة (تقدم الأسلحة). إنها عدة دول تقدم الأسلحة لكلا الطرفين، ولهذا السبب، فإن الحرب مستمرة. لكننا نفعل أكثر من مجرد الحديث في ما يتعلق بتعاملنا معهم".

ورداً على سؤال صحافي حول غزة و"اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب،: "في ما يتعلق بغزة، هناك نقاشات عديدة حول (اليوم التالي) وما هو مطلوب من ناحية الأمن والاستقرار عندما ينتهي هذا النزاع. لا يمكنني مشاركة أي تفاصيل حول ذلك. ولكن ما نركز عليه هو اللحظة الحالية ومحاولة معالجة الوضع الإنساني المتردي والمعاناة التي نراها تحدث الآن". وعبرت عن أملها أن يتم الوصول إلى مرحلة (اليوم التالي)، أي إنهاء الحرب، مضيفةً: "لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار الذي طرحه الرئيس بايدن على الطاولة ونعمل عليه، ولا يزال المفاوضون هناك، وما زلنا نأمل أن نتوصل إلى ذلك (...) والآن بعد أن قبل الجانبان ذلك، ونحن الآن في مرحلة وضع بعض التفاصيل الدقيقة لما طلباه. إذا تمكنا من الوصول إلى هناك، فسيسمح ذلك للرهائن بالعودة إلى منازلهم، وللمساعدات الإنسانية بالتدفق والوصول إلى المحتاجين إليها، حينئذ يمكننا الحديث عن (اليوم التالي)".

وبدت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، محرجة إثر تصويت الكنيست الاسرائيلي على قرار يرفض قيام دولة فلسطينية. وبعدما طرحت عليهما أسئلة عديدة، رفض المتحدثان باسم البيت الأبيض والخارجية الأميركية الإدلاء بأجوبة محددة بشأن التصويت في ذاته والذي أثار انتقادات دول أخرى.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، وفق ما أوردته وكالة فرانس برس: "أعتقد أن السبيل الأفضل للرد على هذا السؤال هو تكرار اقتناعنا الراسخ بوعد حل الدولتين". وأضاف أن "الرئيس جو بايدن لن يتخلى عن هذا الحل، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا في محاولة للوصول إليه". وتابع كيربي: "نعلم أن هذا الأمر لن يتم من دون صعوبات، ونعلم أيضاً أنه ينبغي إظهار شجاعة وقيادة في المنطقة لبلوغ ذلك". وبدوره، قال مساعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل: "أعتقد أنه يمكننا القول (...) إن نصاً تشريعياً يرفض حل الدولتين ليس أمراً يرضينا".

غرينفيلد: الأرقام التي تأتي من السودان يصعب استيعابها

وكانت السفيرة الأميركية قد استهلت إحاطتها الصحافية بالحديث عن الوضع الإنساني في السودان، وأعلنت عن مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 203 ملايين دولار للسودان والدول المجاورة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وقالت في بداية إحاطتها الصحافية إن "الأرقام التي تأتي من السودان يصعب بعض الشيء استيعابها، حيث هناك أكثر من عشرة ملايين نازح جديد، بما في ذلك أكثر من مليونين فروا إلى البلدان المجاورة بحثًا عن الأمان". وأضافت: "تضاعف عدد اللاجئين السودانيين في تشاد خلال الأشهر الاثني عشر الأولى من الصراع مقارنة بالعشرين عاماً السابقة".

وأكدت أن "هناك أزمة جوع، حيث يواجه 25.6 مليون شخص أزمات غذائية أو مستويات انعدام الأمن الغذائي، وقرابة ثلثهم يواجهون مستويات انعدام أمن غذائي طارئة، وثلاثة أرباع مليون شخص يواجهون ظروفاً قريبة من المجاعة، وهي الدرجة الخامسة من التصنيف الدولي للأمن الغذائي". 

وأضافت: "لقد قلت في الماضي إن هذه هي أكبر أزمة إنسانية في العالم، وللأسف لم يتغير ذلك". وأشارت المسؤولة الأميركية إلى أن بعض الدول التي تعهدت بتقديم الدعم المادي لم تف بتعهداتها. وتحدث عن تقديم بلادها منذ بدء العام الحالي وحده أكثر من نصف مليار دولار للمساعدات الإنسانية، وذلك يشمل تقديم الدعم للمأوى والغذاء والماء والصرف الصحي والدعم النفسي والاجتماعي للمجتمعات المحتاجة ودول الجوار التي لجأ إليها الملايين، بما فيها تشاد وجنوب السودان ومصر وأثيوبيا"، بحسب المندوبة الأميركية. وعبرت عن قلقها من توسع رقعة الصراع إلى مناطق أخرى، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن هناك مساعي أممية ودولية للضغط على أطراف النزاع والتفاوض، مؤكدة أنه "لا يوجد حل عسكري للصراع في السودان (...) علينا أن نضغط على أطراف النزاع وداعميهم".

وبشأن ما إذا كانت قد ناقشت موضوع الآلية العابرة للحدود لتقديم المساعدات مع القوات المسلحة السودانية، قالت غرينفيلد: "نعم، انخرطنا معهم في الحديث وانخرطت أنا شخصياً في محادثات مع مندوب السودان هنا (الأمم المتحدة في نيويورك) كما انخرط المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو في محادثات وهو يضغط عليهم لفتح معبر لإيصال المساعدات الإنسانية. هم مستمرون بقول الأشياء الصحيحة، لكنهم لم يفتحوا هذا المعبر الحدودي بعد، ولهذا السبب نعتقد أننا قد نحتاج إلى نوع من الآلية لفتح المعبر الحدودي".