استمع إلى الملخص
- تعرضت مواقع أخرى مثل مطار خلخلة ومطار الثعلة لهجمات مماثلة، مع تصاعد الدخان وخروج كتيبة تل الخاروف عن الخدمة، مما يعكس تصاعد الصراع ودخول إيران كطرف غير مباشر.
- المواقع المستهدفة تديرها عناصر إيرانية وحزب الله، مما يشكل عائقاً أمام الطيران الإسرائيلي، ولم تعلق وزارة الدفاع السورية على الهجمات المتكررة.
قصفت طائرات حربية إسرائيلية الليلة الماضية بغارتين جويتين هدفا عسكريا لقوات النظام السوري في محافظة السويداء جنوبي سورية، في إطار الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لأهداف عسكرية سورية، خاصة للدفاعات الجوية للنظام بغية إزاحة أية تهديدات أمام الطائرات الإسرائيلية التي تقوم بعمليات عسكرية في سورية أو عبر الأراضي السورية. وقالت مصادر محلية خاصة لـ"العربي الجديد" إن القصف الإسرائيلي الليلة الماضية استهدف كتيبة الرادار في تل المسيح قرب مدينة شهبا شمالي السويداء، ما أدّى إلى تدمير منظومة الرادار وخروجها عن الخدمة، إضافة إلى مبنى شُيد حديثاً على شكل "هنكار"، دون أن تؤدي الضربات لأي إصابات بين العسكريين.
وتأتي هذه الضربات بعد عام على تعرض نفس الموقع لعدوان مشابه أدى حينها لتدمير أنظمة الرادار وخروجها عن الخدمة لتعود القوات السورية بإعادة تأهيله وبناء مركز خدمة بجانبه خلال الشهرين الماضيين. وسمع أهالي منطقة شهبا المجاورة لتل المسيح، مساء أمس، دوي انفجارين يفصل بينهما حوالي عشر دقائق، ما فسر إصابة محطة الرادار بصاروخين موجهين دون مشاهدة أو سماع أصوات طيران معادي في السماء.
وتتعرض محطات الرادار في عدة مواقع عسكرية سورية على امتداد محافظة السويداء لهجمات إسرائيلية متكررة، حيث تعرضت قبل حوالي شهر كتيبة الرادار في مطار خلخلة في الريف الشمالي لمحافظة السويداء لقصف مماثل، وفق تقارير إعلامية الحرس الثوري الإيراني. ويعد مطار خلخلة من أكبر المطارات الحربية السورية. كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدواناً مماثلاً على مطار الثعلة الحربي الذي يقع بين محافظتي درعا والسويداء، دون معرفة نتائج القصف، لكن السكان شاهدوا سحب الدخان تتصاعد من داخل المطار.
والنقطة الرابعة التي تتعرض للقصف الإسرائيلي في محافظة السويداء هي الرادار الموجود في تل قليب، وهو أحد أكبر تلال المحافظة، قريبا من بلدة الكفر، حيث قام الطيران الحربي الإسرائيلي بعدة غارات عليها طوال الأشهر الماضية وأصاب عسكريين فيها. كما تعرضت كتيبة تل الخاروف للدفاع الجوي الواقعة في الريف الغربي لمحافظة السويداء، قرب مطار الثعلة، لعدة ضربات من سلاح الجو الإسرائيلي أدت لخروجها عن الخدمة بحسب مصادر مطلعة.
وقال خبير في سلاح الإشارة السوري، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد" إن هذه المواقع العسكرية في محافظة السويداء تُعتبر نقاط مراقبة متقدمة لقوات النظام السوري، خاصة أن بعضها مثل الموقع الذي ضُرب بالأمس في تل المسيح، يستطيع كشف حركة الطيران الإسرائيلي قبل دخوله الأجواء السورية، ولهذا كان يسبب خطراً وعائقاً أمام العدو، مضيفا: "لم تكن هذه المواقع في حسابات العدو قبل تصاعد حدة الصراع في المنطقة، ودخول إيران طرفاً غير مباشر فيه".
وأضاف: "هذه المنطقة هي نقطة عبور لسلاح الجو الإسرائيلي كما هي للإيراني، وقد شهدت خلال الأسابيع القليلة الماضية أسراباً من الطائرات المسيرة وسقط البعض منها". ووفق بعض أهالي المنطقة تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن هذه المواقع تُديرها عناصر وخبرات تتبع لإيران وحزب الله اللبناني وتشكل بالنتيجة عائقا أمام مخططات الطيران الإسرائيلي.
يذكر أن وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري لم تعلق على الاستهداف الإسرائيلي ليلة أمس، وعلى كثير من الاستهدافات السابقة في المحافظة، وهو ما يفسره بعض المتابعين بأن مرده شعور النظام بالحرج حيال عدم قدرته على الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.