"استدعاء" وزير الدفاع السوري إلى طهران لاحتواء تقهقر قواته

30 ابريل 2015
قوات النظام تقصف المدنيين رداً على تقدّم المعارضة (الأناضول)
+ الخط -
يأتي استدعاء وزير دفاع النظام السوري، فهد جاسم الفريج، إلى طهران بشكل عاجل، بعد الضربات المؤلمة التي تلقّتها قوات النظام السوري في كل من إدلب وجسر الشغور ومعمل القرميد شمال البلاد، ما خلق حالة من التذمر المتبادل بين طهران والنظام السوري، على خلفية الهزائم المتتالية لقوات الأخير، التي شهدت حالات تصدع وفرار كبير بين صفوفها، وهروب عائلات قوات النظام باتجاه المنطقة الساحلية.

الانهيار الكبير لقوات النظام في الشمال السوري، تعتبره طهران ضربة موجعة لسياستها في سورية، إذ يشعر العديد من السوريين الموالين للنظام في دمشق بأنهم خُذلوا على الأرض، كما يقول أسعد. ق. لـ"العربي الجديد"، مضيفاً: "نحن والحرس الثوري الإيراني مصيرنا واحد، ويبدو أن ما حصل هو مؤامرة إيرانية لصالح مصالح طهران مع القوى العظمى لإنجاز الاتفاق النووي". في حين يرى آخرون، لم يفصحوا عن أسمائهم، لـ"العربي الجديد"، أن زيارة الفريج إلى طهران واستدعاءه من قبل وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، لن تغيّر واقع الحال المفروض على الأرض، لجهة تغيير قواعد الاشتباك القائمة في جنوب البلاد وشمالها وتصدع المنطقة الوسطى.

ويقول مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على زيارة الفريج لطهران: "هناك فشل مشترك، ويشعر الطرفان بالإخفاق الكبير حيال منع تداعي السيطرة العسكرية والأمنية".

ويبدو أنه لم يعد أمام طهران ما تقدّمه للنظام السوري غير البرنامج الذي قدّمته خلال السنوات الأربع الماضية. وتقول مصادر إن افتقاد العقيدة القتالية وانهيارها لصالح عمليات السرقة والسلب والنهب التي انتهجتها المؤسسة الأمنية السورية وعملت بها، إضافة إلى الضربات المتلاحقة من قبل قوات المعارضة، ستكون نتائجها ازدياد التصدّع في صفوف القوات السورية.

لكن دهقان حاول تحويل الأنظار مؤكداً، خلال لقائه مع نظيره السوري، أن إيران "تقف إلى جانب الأمة والحكومة السورية حتى القضاء على جذور الورم السرطاني للإرهاب والعنف". أما الفريج فقد عبّر عن الأمل في "تطوير التعاون في المجال الدفاعي" بين البلدين.

اقرأ أيضاً: وزير دفاع النظام السوري في طهران: أسئلة ومؤشرات

وترافقت زيارة الفريج مع إعلان وسائل إعلام إيرانية أن طهران تريد تدشين خط بحري مباشر مع سورية، من أجل زيادة المبادلات التجارية بين البلدين. وقال الملحق التجاري في السفارة الإيرانية لدى دمشق، علي كازيمبيني، لوفد سوري يزور طهران إن "الخط البحري المباشر سيزيد المبادلات التجارية البالغ حجمها مليار دولار حالياً".

ويأتي هذا في وقت تحقّق المعارضة فيه تقدّماً في اللاذقية، التي تضم أحد أهم الموانئ البحرية في سورية، وبالتالي قد يشير ذلك إلى أن الخط البحري الذي تسعى إيران إلى إقامته، لن يُخصص لزيادة المبادلات التجارية كما قيل، بل سيكون معبراً جديداً لنقل المساعدات العسكرية الإيرانية للنظام السوري، الذي يواجه خسائر متلاحقة مع استمرار تقدّم قوات المعارضة المسلّحة في ريف إدلب وعدة مناطق في الشمال السوري، ومحاصرة معسكر المسطومة الذي تتمركز فيه قوات النظام، والتي اندفعت إلى ارتكاب مجازر بحق المدنيين، كان آخرها في مدينة بنّش، حيث تسبب قصف لطائرات النظام في مقتل عشرة مدنيين وسقوط عشرات الجرحى على الأقل.

من جهة أخرى، يقول علي لـ"العربي الجديد"، وهو مجند أنهى خدمته الإلزامية في ريف درعا الشمالي، بعد أن دفع رشوة للضابط للموافقة على تسريحه، "إن حالة من الرعب والقلق تسيطر على المؤسسة العسكرية"، مشيراً إلى أن العشرات من الحرس الثوري الإيراني يحضرون من طهران عبر مطار دمشق من دون مرورهم على سلطات المطار، وتؤمن لهم القوى الأمنية الإيرانية الخروج الآمن من بوابات أخرى على هيئة مسافرين، بحجة زيارة المراقد الدينية.

اقرأ أيضاً: " تذمر" إيراني من دمشق

المساهمون