أفغانستان: جهود للمصالحة الوطنية على وقع المعارك

26 يونيو 2014
معارك طاحنة في اقليم هلمند (شاه ماري/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

دعت الرئاسة الأفغانية، اليوم الخميس، حركة "طالبان" وزعيمها الملا عمر، مجدداً إلى ترك السلاح، فيما عقد علماء الدين مؤتمراً في العاصمة كابول، شارك فيه عدد كبير من العلماء من مختلف أقاليم أفغانستان، بهدف مناقشة أبعاد المصالحة الوطنية الأفغانية.


وقالت الرئاسة في بيان إنه "آن الأوان لأن تدرك "طالبان" والجماعات المسلّحة أن الحرب في أفغانستان، التي استمرت على مدى العقود، لن تصب في مصلحة هذه البلاد، وأن الحل النهائي للمعضلة يكمن في المصالحة الوطنية". كما أعرب الرئيس الأفغاني حامد قرضاي المنتهية فترة ولايته، عن الانزاعاج والقلق الشديدين للخسارة التي لحقت بأرواح عامة المواطنين وممتلكاتهم جراء معارك عنيفة بين مسلحي"طالبان" وقوات الجيش الأفغاني في إقليم هلمند.. مشيراً إلى أن "طالبان" أبناء هذه الأرض، وإننا ندعوهم إلى ترك السلاح، والانخراط في العمل السياسي.

في هذه الأثناء، عقد في العاصمة الأفغانية كابول مؤتمر لعلماء الدين، شارك فيه عدد كبير من العلماء من أرجاء أفغانستان المختلفة، وناقشوا أبعاد المصالحة الوطنية والعقبات التي تواجهها. كما ناشد المؤتمر الساسة وشيوخ القبائل وعلماء الدين والمثقفين بالعمل لتقوية المصالحة الوطنية بين الأطراف المتخاصمة، لا سيما الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" أفغانستان، وذلك لأن "الحوار والمصالحة هما الحل النهائي للصراع الأفغاني". كما وجه العلماء انتقادات شديدة للجنة المصالحة الوطنية الأفغانية، واتهموها بعدم الجدية في إيجاد حل نهائي للأزمة الأفغانية.

على المستوى الميداني، تتواصل المعارك الطاحنة لليوم السابع على التوالي بين مسلحي"طالبان" والجيش الأفغاني في مناطق واسعة من إقليم هلمند جنوبي أفغانستان، وعلى وجه الخصوص في مديريات سنجين ونوازاد وكجكي وموسى كلا.

وأدت المعارك الدائرة إلى مقتل 40 مدنياً معظمهم نساء وأطفال، كما أوضحت الداخلية الأفغانية أن نحو 106 من مقاتلي "طالبان" و21 من عناصر الجيش لقوا مصرعهم خلال تلك المعارك.

في المقابل، أكد المتحدث باسم حركة "طالبان"، قاري يوسف، مقتل عدد كبير من جنود الجيش الأفغاني، والسيطرة على بعض المناطق المهمة، موضحاً أنّ خمسة من مسلّحي الحركة لقوا حتفهم خلال أيام من المعارك. وكانت وزارة الدفاع الأفغانية قد أعلنت إرسال تعزيزات جديدة إلى المنطقة.

بدوره، أكّد زعيم قبلي يدعي ميراجان، أنّ أشرس معارك تدور حالياً بين الطرفين للسيطرة على مديرية سنجين، وأنّ عدد ضحايا المدنيين أكبر بكثير مما ذكرته مصادر حكومية. ولفت الزعيم القبلي إلى أنّ نحو 50 مدنياً قتلوا في مديرية "سنجين"، مشيراً إلى أن المعارك أجبرت نحو 2000 أسرة على النزوح إلى مناطق أخرى. وكانت الحكومة الأفغانية قد أمرت السلطات المعنية بإرسال إغاثات عاجلة للأسر المتضررة، وتوفير الاحتياجات الأولية لها.

على صعيد متصل، أكدت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان "إيساف" في بيان أن جندياً من قواتها لقي مصرعه في جنوب أفغانستان في هجوم لمسلحي "طالبان". ولم يذكر البيان أية تفاصيل عن الحادث. بيد أن المتحدث باسم حركة "طالبان" قاري يوسف، أكد أن مسلحي الحركة فجروا خلال الليلة الماضية دورية للقوات في مديرية "كرشك" بإقليم هلمند، ما أدى إلى قتل عدد من جنود "إيساف". كما أعلنت الحركة عن إسقاط طائرة أميركية دون طيار في إقليم لوجر المجاور للعاصمة الأفغانية كابول، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن "مسلحي"طالبان" أطلقوا النيران على الطائرة في منطقة بركي برك بإقليم لوجر، وأسقطوها".



وفي سياق الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 من الشهر الجاري، أعلنت لجنة الانتخابات اليوم أن لجنة الشكاوى قد أكملت عملية التحقيق والبحث في كل الشكاوى التي قدمت إليها. وأكد المتحدث نادر محسني، أن اللجنة تستعد لإعلان النتائج.

وعقد أحد المرشحين للرئاسة أشرف غني أحمد زاي مؤتمراً صحافياً في كابول دعا فيه منافسه عبد الله عبد الله إلى احترام القانون، والعودة إلى سير العملية الانتخابية. وكان عبد الله عبد الله قد أعلن في 18 من الشهر الحالي تعليق تعاونه مع اللجنة بحجة التزوير لصالح منافسه أشرف غني أحمد زاي، مطالباً بإقالة أمين سر اللجنة ضياء الحق آمر خيل، وفرز الأصوات تحت إشراف الأمم المتحدة. لكن رغم إعلان آمر خيل الاستقالة من منصبه، لم يعلن حتى الآن معسكر عبد الله عبد الله العودة إلى المسيرة الانتخابية، والتعاون معها.

المساهمون