وزير داخلية فرنسا يجسّ النبض لخوض الانتخابات الرئاسية في 2027

14 اغسطس 2023
أطلق دارمانان إشارات واضحة حول نيته المشاركة بالانتخابات (Getty)
+ الخط -

تتجه فرنسا نحو مناورات سياسية مبكرة، حيث يستعد وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، لخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2027، لخلافة إيمانويل ماكرون. وقد أطلق دارمانان إشارات واضحة حول نيته المشاركة في هذه الانتخابات، مع توجيه تحذير بشأن تصاعد اليمين المتطرف وزعيمته مارين لوبان.

وبدأ دارمانان جسّ النبض لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة لخلافة إيمانويل ماكرون، بتحذيره من أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان قادرة على بلوغ الإليزيه في حال واجهت خصماً غير مناسب.

ويتوقع حين يعود السياسيون الفرنسيون من إجازاتهم الصيفية في وقت لاحق من أغسطس/آب، أن تهيمن على النقاشات، المناورات التمهيدية للانتخابات التي ستطوي معها عهد ماكرون الذي بدأ في عام 2017.

وهزم الرئيس الوسطي مارين لوبان في الدورة الثانية لانتخابات 2017 و2022. ونظراً لأن الدستور يمنعه من الترشح لولاية ثالثة متتالية، بدأ السؤال يطرح في باريس عن المرشح المثالي لمواجهة اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة، وخصوصاً أن أداء لوبان كان تصاعدياً في دورتي الاقتراع الماضيتين.

وعلى رغم أنه لم يتجاوز الأربعين، بنى دارمانان حيثية وازنة في فرنسا، معوّلاً على مواقف مثيرة للجدل وحيوية لا تعرف الكلل، في أسلوب يذكّر بمرشده السياسي نيكولا ساركوزي، اليميني الذي حكم الإليزيه بين 2007 و2012 بعدما شغل منصب وزير الداخلية.

والأحد، أعطى دارمانان الإشارة الأوضح حتى الآن إلى أنه قد يكون جزءاً من معادلة الانتخابات الرئاسية في 2027.

وقال في تصريحات لصحيفة لوفيغارو الفرنسية "لم يعد النظر إلى ما جرى في 2017 و2022 يثير اهتمامي. ما يقلقني الآن هو ما سيحصل في 2027".

وحذّر من "وضع مستقبلنا" بين يدي التكنوقراط، و"استخدام مفردات لا يفهمها الفرنسيون على الدوام".

وأضاف "علينا التحدث من القلب إلى القلب لا عبر الإحصاءات"، محذّراً من أنه في حال تقدّم مرشح غير مناسب "سيجري انتخاب مارين لوبان" رئيسة للجمهورية.

الشرطي الأول

كان دارمانان، المحسوب على يمين التكتل الحاكم بزعامة ماكرون، في واجهة الأزمات والتحديات الرئيسية التي واجهتها فرنسا منذ تعيينه وزيراً للداخلية في عام 2020.

تحدّى مراراً لندن على خلفية سياستها للهجرة، ووضع جانباً الانتقادات التي وجّهت إليه على خلفية الفوضى خلال نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم 2022 في باريس.

دافع الوزير الذي بات يُلقّب بـ"الشرطي الأول" في فرنسا، بلا هوادة عن الشرطة في مواجهة اتهامها بالعنصرية الممنهجة والعنف، خصوصاً في مطلع صيف 2023 مع اندلاع احتجاجات واسعة النطاق وأعمال شغب، على خلفية مقتل شاب برصاص شرطي خلال تدقيق مروري.

ويتوقع أن يعرض دارمانان رؤيته خلال تجمع يقيمه في 27 أغسطس/ آب في معقله السياسي توركوان بشمال شرق فرنسا.

وقال بشأن هذا اللقاء: "بعد ستة أعوام في الحكومة، يسعدني تلبية نداء أصدقائي الذين يحضونني على توضيح البوصلة الشعبية التي أقترحها".

وعلى رغم تبقّي ثلاثة أعوام ونصف عام على الانتخابات الرئاسية، يكتسب هذا الموعد من الآن أهمية كبيرة، ويتوقع أن يدفع إلى إطلاق مناورات سياسية بشكل مبكر، لأن العديد من المحللين يرون في اقتراع 2027 الفرصة الأمثل لليمين المتطرف للفوز بالسلطة.

وإضافة إلى دارمانان، لا يخفي وزير الاقتصاد برونو لومير، أقدم أعضاء حكومة ماكرون، طموحه لخلافته. كما يتوقع أن يدرس رئيس حكومته السابق إدوار فيليب خيار الترشح.

ولم يعط ماكرون أي تلميح علني إلى المرشّح الذي يفضله، لكنه شدد في يوليو/تموز على ضرورة "استكمال ما قمنا به"، مقرّاً بأن فيليب هو من القادرين على تولي المهمة من بعده.

قريب من ساركوزي

ولد دارمانان لأب كان يملك حانة، وأم عملت في مجال التنظيف في المصرف المركزي الفرنسي.

في 2020، أصبح أصغر وزير للداخلية في فرنسا، وتولى المنصب الذي ساهم في تعزيز حظوظ ساركوزي لدخول الإليزيه.

شاب الصعود السريع لنجمه شكوى ضده في 2017 من امرأة اتهمته باغتصابها في 2009. نفى دارمانان التهمة، وأسقطت محكمة في باريس القضية في 2022، لكن الشاكية استأنفت هذا القرار.

يعتمد دارمانان أسلوباً واضحاً وسلساً عزّز أداءه أمام الإعلام، على رغم أن أسلوبه في إسكات منتقديه أحياناً يثير الامتعاض حتى في أوساط حلفائه.

لا تزال تربطه بساركوزي علاقة وثيقة. وأكد مصدر مقرب منه أن وزير الداخلية زار الرئيس السابق وزوجته كارلا بروني في مقر إجازتهما الصيفية المطل على البحر المتوسط في يوليو/تموز الماضي.

(فرانس برس)

المساهمون