استمع إلى الملخص
- خلال زيارته إلى لبنان، التقى عبد العاطي مع مسؤولين لبنانيين، مؤكداً دعم مصر للبنان عبر الجسر الجوي للمساعدات الإنسانية وأهمية الحفاظ على الاستقرار الداخلي.
- تزامنت الزيارة مع تجدّد القصف الإسرائيلي، حيث شدد عبد العاطي على رفض الضغوط الخارجية في ملف الرئاسة اللبنانية وضرورة التوازي بين انتخاب الرئيس ووقف إطلاق النار.
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ضرورة تكثيف الجهود والعمل لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، مشدداً على أنّ العدوان يجب ألا يستمرّ من الآن وإلى غاية 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، موعد تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه. ووصل عبد العاطي إلى العاصمة اللبنانية صباح اليوم الأربعاء ومعه شحنة من المساعدات إلى الشعب اللبناني، للقاء المسؤولين اللبنانيين سياسيين وعسكريين، وبحث التطورات العسكرية، ومسار المفاوضات والمساعي الدولية لوقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إنه استمع من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى "شرح مطوّل حول تطورات الأوضاع وكيفية الخروج منها، إضافة إلى طلبات الحكومة اللبنانية واحتياجاتها من المواد الغذائية والإيوائية والصحية والطبية". وشدد "مستمرون في تواصلنا مع الجانب الأميركي ومع الأوروبيين وأشقائنا العرب وكل الأطراف الدولية، بما فيها الصين وروسيا وغيرها، حتى يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار". وأشار: "نعوّل بطبيعة الحال على الرئيس ميقاتي وعلى قيادته وحكمته جنباً إلى جنب مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في قيادة لبنان في هذا الوقت المضطرب نحو شاطئ الأمان، حتى نوقف هذا العدوان الإسرائيلي، ويجري انتخاب رئيس لبناني توافقي ضمن ملكية لبنانية وطنية".
وفي السياق، وبعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، قال عبد العاطي: "نحمل رسالة دعم وتضامن مع لبنان، وأنصتّ للرئيس بري واستمعت إليه لرؤيته وقراءته للموقف العصيب الحالي الذي يمرّ به لبنان". واعتبر أنّ "الجيش اللبناني يقوم بدور شديد الأهمية للحفاظ على تماسك الدولة اللبنانية"، مؤكداً على "دعمنا الكامل له ولمؤسسات الدولة وتمكينها". ولفت إلى أنه تحدث مع بري عن "التنفيذ الكامل غير الانتقائي للقرار 1701 وأكد لي بري وقائد الجيش استعداد وحرص الدولة والجيش للانتشار الفوري في الجنوب تنفيذاً للقرار المذكور".
وشدد عبد العاطي على "الأولوية الأولى في كل التحركات المصرية والجهد المصري على المستوى الإقليمي والدولي هو مسألة وقف إطلاق النار ووقف العدوان من دون أي شروط"، لافتاً إلى أنه بحب مع بري "المسائل الأخرى المرتبطة بالنزوح وأهمية الحفاظ على الاستقرار الداخلي".
وقبل ذلك، بحث قائد الجيش اللبناني جوزاف عون في مكتبه مع وزير الخارجية المصري الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. وأكّد الوزير عبد العاطي التزام مصر بدعم الجيش اللبناني.
استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة وزير خارجية جمهورية مصر العربية بدر عبد العاطي بحضور السفير المصري في لبنان علاء موسى، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. وأكّد الوزير عبد العاطي التزام مصر بدعم الجيش اللبناني.… pic.twitter.com/QnknCJY9Ls
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) November 13, 2024
وتزامن وصول وزير خارجية مصر إلى بيروت مع تجدّد القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تقع على مسافة قريبة من المطار، وذلك بعدما شهد يوم أمس الثلاثاء سلسلة غارات جوية مكثفة في ساعات الصباح والمساء، وسَّعت رقعة التدمير والتهجير في مناطق الليلكي، وحارة حريك، وبرج البراجنة والغبيري، إلى جانب ارتكاب العدو سلسلة مجازر في مناطق يستهدفها للمرة الأولى منذ بدء العدوان في محافظة جبل لبنان.
وتأتي هذه التطورات مع الإعلان أيضاً عن بدء المرحلة الثانية من العمليات الإسرائيلية البرية في لبنان، في وقتٍ يجري الحديث عن مساعٍ خارجية، ولا سيما أميركية، للتوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار، ما تضعه أوساط سياسية لبنانية في إطار محاولة الاحتلال تعزيز شروطه التفاوضية تحت النار، علماً أنّ الجانب اللبناني يرفض قيام أي مفاوضات قبل وقف العدوان.
وزير خارجية مصر: اتصالات مكثفة لوقف العدوان
وفي تصريح له من مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت، قال عبد العاطي إنّ "الاتصالات مستمرّة بشكلٍ يوميّ مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأشقاء في المنطقة العربية لهدفٍ واحدٍ، وهو وقف العدوان الغاشم على لبنان، بأسرع وقتٍ ممكنٍ، إذ لا يمكن السماح باستمراره تحت أي ذريعة أو حجة أو مبرّر، ونحن نتطلّع بكل خير واستقرار للبنان".
وشدد عبد العاطي على أنّ "مصر تقف إلى جانب لبنان بشكلٍ كاملٍ، وهي تقدّم كلّ أشكال الدعم الممكنة لمساعدة الشعب اللبناني الشقيق في هذه المحنة، وقد أتيت برسالة وتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومعي الشحنة الرابعة في إطار الجسر الجوي الذي تقيمه السلطات والحكومة المصرية لدعم الشعب اللبناني، فهذا واجب ومسؤولية مصر تجاه أشقائها في لبنان وستستمرّ به". وأشار إلى أنّ الصمت "مخجل من المجتمع الدولي عن الجرائم التي ترتكب، وكذلك شلل مجلس الأمن وآليات الأمم المتحدة، ويجب التضامن مع لبنان".
عبد العاطي: هناك العديد من الأفكار المطروحة ويتعين أن تنصب في إطار هدف واحد وهو وقف العدوان
وأكد الوزير المصري: "سنستمرّ في كل الجهد المخلص والصادق والدؤوب لوقف العدوان الغاشم والتوصل الفوري لوقف إطلاق النار وتقديم كل أشكال الدعم، الممكن سواء مساعدات إغاثية وطبية وإيوائية وكل أشكال المساعدات"، مشيراً إلى أن "الاتصالات ستستمرّ مع أميركا والأطراف الدولية والدول التي تتوافق معنا لتكثيف الضغط من أجل وقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، ونتطلع إلى التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة".
ولفت عبد العاطي إلى أن "هناك العديد من الأفكار المطروحة، ويتعين أن تنصبّ في إطار هدف واحد، وهو وقف العدوان، وهناك قضية الشغور الرئاسي في لبنان، وهي مهمة إلى جانب دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وتمكينها من ضمنها الجيش اللبناني". وأكد في السياق: "نرفض أي إملاءات أو ضغوط خارجية في ملف الرئاسة اللبنانية، كما نرفض أن يكون انتخاب الرئيس شرطاً من شروط وقف إطلاق النار، فالمساران يتعين أن يسيرا بشكل متوازٍ، وأن يكون هناك رئيس للبنان في هذه الظروف الصعبة أمرٌ مهمٌّ جداً"، مشدداً على أن "مصر تؤكد الملكية الوطنية اللبنانية لهذا الملف".