أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عن تنفيذ الطيران الحربي الوطني ضربات جوية ضد "أوكار عصابات تهريب الوقود وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر".
وفيما لم يسمِّ بيان وزارة الدفاع مدينة الزاوية التي شهدت القصف الجوي، قال إن الضربات الجوية شملت "منطقة الساحل الغربي"، مؤكدًا أنها "كانت ضربات ناجحة حققت أهدافها المرجوة".
وبحسب البيان، فإن الوزارة "تقوم بمهمتها الوطنية بمتابعة مباشرة من رئيس الحكومة في تنفيذ التعليمات والخطة العسكرية الموضوعة من أجل تطهير مناطق الساحل الغربي، وباقي مناطق ليبيا، من أوكار الجريمة، والأعمال العصابية"، مشيرة إلى أنها "لن تتأخر أبداً في القيام بواجبها الوطني".
وتعرض موقعان في مدينة الزاوية، غرب طرابلس، ظهر الخميس، لقصف جوي. وقال عز الدين كشلاف، عضو مجلس حكماء مدينة الزاوية، قبل إعلان حكومة الوحدة، إن طيراناً مجهولاً استهدف بالقصف موقعا بمحاذاة ميناء مدينة الزاوية، وموقعا آخر في منطقة الماية، غرب المدينة.
وأوضح كشلاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الموقعين تابعان للمجموعات المسلحة المسيطرة على المدينة، مشيراً إلى تعرّضهما لخسائر مادية كبيرة، عدا عن إصابة عدد من المسلحين داخلهما بإصابات مختلفة.
من جانبه، كشف مصدر تابع لمديرية أمن مدينة الزاوية في وقت سابق من اليوم، أن القصف الذي تعرّض له موقعان تابعان لمجموعة مسلحة في المدينة، يأتي ضمن عملية أمنية واسعة بدأت اليوم الخميس لإخلاء المدينة من المجموعات المسلحة المتورطة في أنشطة تهريب الوقود والاتجار بالبشر، مؤكدا أن القصف تم تنفيذه بالتنسيق "مع كافة الجهات الأمنية في مدينة الزاوية".
وأوضح المصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، أن الموقعين اللذين تعرّضا للقصف يتبعان لمجموعة مسلحة يقودها حسن أبوزريبة، مؤكدا أن هذه المليشيا هي من بين المجموعات المسلحة التي طالب متظاهرون في مدينة الزاوية المدة الماضية بضرورة إخراجها من المدينة.
وبحسب المصدر، فإن العملية الأمنية استهدفت حتى الآن عددا من المباني العامة والخاصة التي تتخذها مليشيات التهريب مقرات لها، في مناطق المطرد، والحرشة، والماية، وأبوصرة، ومحيط الميناء.
وفيما أشار المصدر إلى وقوع إصابات في صفوف مسلحي المليشيات المتواجدة في مقارها بهذه المناطق، لا سيما في موقع محاذ لميناء المدينة، أكد أن "عملية ملاحقة المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة مستمرة".
من جانبه، أوضح عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية، علي بوزريبة، أن الطيران الذي استهدف الزاوية هو من الطراز المسيّر، متهما رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بإعطاء أوامره لـ"الطيران التركي المسيّر" بقصف المدينة.
وقال بوزريبة، في تصريحات صحافية: "نستغرب قيام الطيران التركي المسير الذي يتحرك بأوامر الدبيبة باستهداف موقع في منطقة بوصرة"، واتهم الحكومة بمسؤوليها عن إصابة مواطنين خلال القصف. ولم يصدر حتى الآن أي توضيح من جانب حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس.
وشهدت الزاوية مظاهرات، خلال الأسابيع الماضية، تطالب بضرورة إخراج المجموعات المسلحة المسيطرة على المدينة، بسبب مساهمتها في تردي الوضع الأمني في المدينة وممارستها أنشطة تهريب الوقود وتجارة البشر.
ونهاية الشهر الماضي، تعهد رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية، الفريق محمد الحداد، بضبط الوضع الأمني بالمدينة خلال لقائه بعدد من المتظاهرين.
وجاءت زيارة الحداد للمدينة بناء على تكليف من المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش، "لوضع خطة عاجلة لمحاربة الجريمة والانفلات الأمني وتحسين الوضع المعيشي والأمني في مدينة الزاوية بدعم كامل من رئيس الحكومة" في طرابلس.