ليبيا: تجدد القصف الجوي على مدينة الزاوية غرب طرابلس

27 مايو 2023
تصاعد أعمدة الدخان جراء القصف على مدينة الزاوية في ليبيا 27 مايو 2023 (تويتر)
+ الخط -

تجدد القصف الجوي على مدينة الزاوية، غرب طرابلس، لليوم الثالث على التوالي، مستهدفاً موقعين، وسط المدينة وجنوبها.  

وقال شهود عيان من الزاوية لـ"العربي الجديد" إن قصفاً جوياً استهدف، مساء اليوم السبت، منطقتي الركينة وسط المدينة، وبئر غنم جنوب المدينة، فيما يحلّق الطيران المسير على نحو متواصل.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر أعمدة نيران تتصاعد من مبنى بمنطقة الركينة تتخذه مجموعة مسلحة مقرّاً لها، فيما أفاد ذات الشهود بأن الموقع الذي استهدفه الطيران في بئر غنم هو مخزن للذخيرة.  

ومنذ الخميس الماضي تشهد المدينة قصفاً جويّاً متتابعاً بواسطة طيران مسيّر، استهدف عدداً من الأحياء داخل المدينة وعلى أطرافها، وسط انقسام في موقف الحكومتين حياله.

وفيما أعلنت حكومة الوحدة الوطنية عن مسؤوليتها عن القصف، وأنه يستهدف "أوكار عصابات تهريب الوقود وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر"، وجاء لـ"تنفيذ التعليمات والخطة العسكرية الموضوعة من أجل تطهير مناطق الساحل الغربي وباقي مناطق ليبيا، من أوكار الجريمة، والأعمال العصابية"، سارع وزير الداخلية في الحكومة المكلّفة من مجلس النواب عصام أبوزريبة إلى استنكار القصف، وطالب مكتب النائب العام بضرورة فتح تحقيق و"مباشرة الإجراءات القانونية ومحاسبة من كان وراء قصف مدينة الزاوية". 

ووصف الوزير، في بيان له، القصف بـ"الأفعال والتصرفات غير المدروسة، والإفراط في استعمال القوة"، مشيراً إلى أن هذه الأفعال من شأنها إشعال فتيل الحرب بين السكان وإفشال المصالحة الوطنية.  

ودعت الوزارة البعثة الأممية إلى "التدخّل العاجل وحماية المدنيين، والقيام بدورها المنوط بها"، كما دعت حكماء وأعيان الزاوية إلى "سرعة التدخل، وإخماد نار الفتنة، والحفاظ على السلم والأمن الاجتماعيين".  

وجاء بيان وزير الداخلية، بعد تصريحات لعضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية علي بوزريبة حمّل فيها الحكومة في طرابلس مسؤولية قصف مواقع أدى إلى أضرار مادية وبشرية.

من جانبه دعا حراك تصحيح المسار في مدينة الزاوية إلى الاستمرار في استهداف "الجريمة والأوكار في الزاوية والساحل الغربي"، شريطة "الابتعاد عن استغلال مطالب الحراك في تصفية الحسابات السياسية".  

وقال الحراك، في بيان له أمس الجمعة، إنه "حراك مدني إصلاحي خدمي وليس له علاقة بأي توجهات أو تصفية حسابات سياسية ولا أي عمليات عسكرية"، وإن العملية التي أعلنت عنها الحكومة لم يتم التنسيق معه بشأنها.  

ومنذ بيانها الخميس الماضي لم تعلن الحكومة في طرابلس عن نتائج عملياتها الجوية، كما لم يُعلن بشكل رسمي عن وجود إصابات بشرية أو ضحايا جراء القصف.  

وفي السياق أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري أن القصف في الزاوية "تم دون علم المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي ودون علم رئاسة الأركان والمنطقة العسكرية الغربية واللجنة العسكرية والأمنية التي تم تشكيلها مؤخراً".  

واتهم المشري رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بتوظيف "سلاح الطيران المسير لتصفية حسابات سياسية ضد أطراف مختلفة معه سياسياً بحجة نبيلة كمكافحة الجريمة"، داعياً المجلس الرئاسي إلى سحب صلاحيات الطيران المسير وقيادته من رئيس الحكومة "الذي أصبح يستغلّه لإرهاب خصومه السياسيين ومواجهتهم".  

وأعرب مجلس النواب عن استنكاره ما وصفه بـ"الاعتداء السافر على مقرّ سكن عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية علي بوزريبة"، وكذلك "الاعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية".

واعتبر مجلس النواب، في بيان له اليوم الجمعة، القصف الجوي الذي طاول مواقع بمدينة الزاوية "خطراً على حياة المواطنين ويزيد الاحتقان ويزعزع الأوضاع الأمنية"، محذّراً من أنه سيفشل مساعي استتباب الأمن الرامية إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وفق البيان.   

ودعا المجلس إلى "التهدئة وتحكيم لغة العقل والحفاظ على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة".   

وفيما أكدت البعثة الأممية، أمس الجمعة، أنها تتابع عن كثب الأحداث التي وقعت يوم أمس في مدينة الزاوية"، أشارت إلى أنها مستمرة في التواصل "مع السلطات الليبية المعنية بهذا الخصوص"، دون تحديدها.  

واعتبرت البعثة أن الحدث في الزاوية يذكّر الجميع "بالحاجة الملحّة إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية وتمكينها، وجعلها خاضعة للمساءلة، لضمان سلامة واستقرار الشعب الليبي".  

المساهمون