لودريان يعلق زيارته إلى لبنان بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.. ووفد أميركي يجول على المسؤولين
شهدت الساحة اللبنانية، اليوم الاثنين، حركة وفود "سياسية – مالية – وثقافية" خارجية، أكدت في عناوينها "العلنية" على أهمية استقرار لبنان وخروجه من أزمته الاقتصادية وضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، بينما علّق وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان زيارته إلى بيروت، في خطوة قابلها اليوم إعلان فرنسي سعودي عن حزمة مساعدات للشعب اللبناني.
وفي وقتٍ تحدثت وسائل إعلام لبنانية اليوم عن أن لودريان سيزور لبنان في 3 و4 مارس/آذار، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"العربي الجديد"، أن "الزيارة علقت حالياً ربطاً بالاجتياح الروسي لأوكرانيا"، مشيراً إلى أن "وزير الخارجية الفرنسي كان تحدث مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن زيارة سيقوم بها إلى لبنان قريباً جداً، وذلك خلال لقائهما على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ بألمانيا، بيد أن التطورات الروسية الأوكرانية دفعته إلى التأجيل".
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية "واس" اليوم أن جلسة المباحثات بين وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبدالله والفرنسي جان ايف لودريان "شهدت متابعة التنسيق الثنائي بين المملكة وفرنسا حيال مستجدات الأوضاع في لبنان، وجرى الاتفاق على تمويل عدة مشاريع إنسانية خيرية لمساعدة الشعب اللبناني وقطاعات صحية واستشفائية وتعليمية، والمساهمة في تمويل أعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضرراً".
من جهة ثانية، استقبل ميقاتي الإثنين وفداً من وزارة الخزانة الأميركية ضمّ النائب الأول لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول أهرين ونائبه أريك ماير، وذلك بحضور السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا.
وجرى خلال اللقاء بحث التعاون بين لبنان والولايات المتحدة، وقد غادر الوفد من دون الإدلاء بأي تصريح، بحسب ما أعلن مكتب ميقاتي الإعلامي.
الإصلاحات وإجراء الانتخابات
وقد أكد مصدر دبلوماسي أميركي، لـ"العربي الجديد"، أن الموفد شدد على أهمية تطبيق الإصلاحات المالية وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد في مايو/أيار المقبل، التي ستعطي للشعب اللبناني الحق في اختيار ممثليهم والتشديد على الشفافية المطلوبة في الاستحقاق.
ولم يكشف المصدر عمّا إذا كان في جعبة الوفد حزمة عقوبات جديدة بحق مسؤولين لبنانيين، بيد أنه لفت إلى أن "الخزانة الأميركية تدعم الشعب اللبناني وتقف خلفه، وتستخدم ما لديها لمكافحة الفساد والفاسدين لأي جهة انتموا، سواء كانوا سياسيين أم رجال أعمال أو كيانات تابعة لجهات حزبية".
وعقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي اجتماعاً اليوم مع الوفد الأميركي جرى خلاله البحث في ملف مكافحة الجريمة بكافة أنواعها وتمويل الارهاب، بالإضافة إلى مكافحة المخدرات وضبط عمليات التهريب.
كما تطرقت المحادثات إلى التحضيرات الجارية استعداداً لإجراء الانتخابات النيابية في مايو المقبل، بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية اللبنانية.
على صعيد آخر، استقبل رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى لبنان إرنستو راميريز والوفد المرافق له، وجرى عرض لمراحل الحوار القائم بين لبنان وصندوق النقد الدولي والتشريعات التي أنجزها المجلس النيابي، وفق ما ذكر بيان صادر عن مكتب بري الإعلامي.
كما استقبل بري وزير الثقافة والإرشاد الإيراني محمد مهدي إسماعيلي، الذي يزور لبنان على رأس وفد من الوزارة لافتتاح "الأسبوع الثقافي الإيراني في لبنان".
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون استقبل في قصر بعبدا وزير الثقافة والإرشاد الإيراني مهدي إسماعيلي، وأعرب له عن أمله في نجاح مفاوضات فيينا "باعتبارها مؤشر سلام ليس لإيران فحسب، بل لكل المنطقة" على حد تعبير عون، الذي شدد أيضاً على "رغبة لبنان في المحافظة على أفضل العلاقات مع إيران".
بدوره، قال إسماعيلي إن زيارته اليوم تدل على "نية إيران في تعزيز العلاقات الأخوية مع لبنان في كافة المجالات، لا سيما منها الفنية والثقافية والفكرية، وقد افتتحنا هذه الليلة الأسبوع الثقافي الإيراني في بيروت، الذي تشارك فيه فرق فنية وموسيقية وثقافية من شأنها تعريف الشعب اللبناني على آخر المنتجات الفنية والثقافية في إيران".
وأكد أن "الإيرانيين يمدون يد التلاقي والتعاون مع لبنان، وهم على أتم الاستعداد لتعزيز العلاقات الثنائية وترسيخها في كافة المجالات".