قوات إسرائيلية تتوغل في الجنوب السوري.. والنظام يستقدم تعزيزات إلى درعا

02 يونيو 2022
النظام السوري يحشد عناصره في محافظة درعا(محمد عزالدين/فرانس برس)
+ الخط -

تتجه الأوضاع في محافظة درعا جنوبي سورية حالياً إلى التسخين ارتباطاً بملف تهريب المخدرات باتجاه الأردن ودول الخليج العربي، حيث تفيد أنباء عن استقدام النظام السوري تعزيزات إلى المنطقة، بينما توغلت قوات إسرائيلية في الأراضي السورية.

وقد اقتحمت قوات إسرائيلية، أمس الأربعاء، المنطقة الحدودية القريبة من الحدود مع الجولان المحتل، في ريف القنيطرة الشمالي، وتوغلت بعمق يزيد على 400 متر داخل الحدود السورية، وقطعت عشرات الأشجار الحرجية في حرش الحرية القريب من المنطقة.

وذكر الناشط محمد أبو حشيش، لـ"العربي الجديد"، أن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار على رعاة المواشي والمدنيين في الحقول القريبة من الحدود، من دون تسجيل إصابات.

وسبق لقوات الاحتلال الإسرائيلي القيام بعمليات مماثلة خلال السنوات الماضية، دون أن تواجه أي رد من جانب عناصر قوات النظام المنتشرين في المنطقة.

كما ألقت الطائرات الإسرائيلية في وقت سابق منشورات ورقية تحذر قوات النظام والمليشيات المساندة له من الاقتراب من منطقة وقف إطلاق النار.

ولم يصدر عن سلطات النظام أو وسائل إعلامه أي تعليق رسمي حول عملية التوغل الإسرائيلية.

توتر في درعا


أفاد الناشط أبو محمد الحوراني، "العربي الجديد"، بأن مسلحين مجهولين هاجموا فجر اليوم بقذائف "ار بي جي" والرشاشات، مقراً أمنياً يتبع لقوات النظام في مدينة المزيريب غربي محافظة درعا، ما أدى إلى وقوع إصابات غير محددة بين عناصر الموقع. 

ونقلت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، عن مصدر في قيادة شرطة محافظة درعا، قوله إن عناصر شرطة ناحية المزيريب بريف درعا الغربي تصدوا لـ"مجموعة إرهابية هاجمت مبنى الناحية صباح اليوم، واشتبكوا مع المهاجمين بالأسلحة الرشاشة ما أدى إلى إحداث أضرار مادية بالمبنى دون وقوع إصابات بين عناصر الشرطة".

وأضاف المصدر أن "أفراد المجموعة المهاجمة أطلقوا قذيفة (آر بي جي) أصابت مبنى الناحية محدثة أضراراً مادية بسيطة ولاذوا بالفرار"، مشيراً إلى أن "الجهات المختصة تمشط المنطقة وتقوم بملاحقتهم".

وتشهد المحافظة يومياً هجمات مسلحة واغتيالات تسفر عن قتلى وجرحى بين العسكريين والمدنيين.

وأحصى "مكتب توثيق الشهداء" في درعا، أمس الأربعاء، ضمن الإحصائية الشهرية مقتل 27 شخصاً في المحافظة الشهر المنصرم نتيجة عمليات استهداف متفرقة.

في غضون ذلك، ذكر "تجمع أحرار حوران" أن مجموعات من "حزب الله" اللبناني والفرقة الرابعة، التابعة للنظام، و"لواء فاطميون" المدعوم من ايران، وصلت إلى المنطقة الحدودية مع الأردن قبل أيام وتوزعت على طول الحدود.

وقال المتحدث باسم التجمع أيمن أبو محمود، لـ"العربي الجديد"، إن المئات من العناصر وصلوا إلى منطقة الحدود على مدار الأيام الماضية قادمين من دمشق خلال ساعات الليل بهدف تفادي رصد تحركاتهم.

وأضاف أن التعزيزات وصلت على دفعات عدة وعلى شكل مجموعات منفصلة مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، فيما استقدمت قوات النظام آليات ثقيلة بينها دبابات ورشاشات إلى المناطق الحدودية مع الأردن.

وأوضح أن الأمن العسكري التابع للنظام يشرف على هذه التحركات ويروج أن هدفها ضبط الحدود مع الأردن لمنع عمليات تهريب المخدرات بعد أن تصاعدت الشكاوى الأردنية بهذا الصدد في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى توزيع العناصر على المخافر الحدودية مع الأردن بلباس جيش النظام السوري، فيما انتشرت مجموعات من الفرقة الرابعة على طول الحدود السورية مع الجولان المحتل.

ورأى أبو محمود أن هذه التعزيزات لا تستهدف ضبط الحدود مع الأردن، ولا مواجهة التوغلات الإسرائيلية في المنطقة، بل تقديم الحماية لمجموعات التهريب وذلك بعد أن غير الأردن، أخيراً، من قواعد الاشتباك على الحدود وباتت قواته تطلق النار مباشرة على المهربين ومن يرافقهم، ما أدى إلى تزايد أعداد القتلى بين المهربين وقوات النظام التي تحميهم.

تصعيد في الشمال السوري

إلى ذلك، شهدت مناطق الشمال السوري تصعيداً ملحوظاً في الساعات الأخيرة بين القوات التركية و"الجيش الوطني السوري" من جهة و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن القوات التركية تقصف، منذ صباح اليوم الخميس، مناطق خاضعة لسيطرة قوات "قسد" في ريف الحسكة الشمالي، خاصة قرى العبوش والدادرة وتل شنان وقصر توما يلدا وتل جمعة والأغيبش والطويلة الواقعة في ريف تل تمر، ومحيط القاعدة الروسية ومركز كهرباء بتل تمر، إضافة لقريتي محرملة وخضراوي، ومزرعتي بوبي والبك ضمن ريف أبو رأسين (زركان)، ما أدى لإصابة شخص واحد على الأقل في قرية محرملة، وسط تحليق لمروحيات روسية في الأجواء، في حين تشهد المنطقة حالة نزوح كبيرة للمدنيين.

وأشار إلى أنه نتيجة القصف على ناحية أبورأسين هذا الصباح أصيب مدني وزوجته، فيما تعرضت العديد من المنازل للتدمير.
 

وأعلنت "حركة التحرير والبناء"، التابعة لـ"الجيش الوطني السوري"، استهداف مناطق تحت سيطرة "قسد" رداً على القصف الذي تعرضت له مدينة تل أبيض، أمس الأربعاء، وأسفر عن سقوط 4 قتلى بين المدنيين.

ولفتت إلى أنها استهدفت مواقع في محيط قريتي أم الكيف وتل جمعة في ناحية تل تمر بريف الحسكة الغربي، فيما قصفت مدفعية الجيش التركي وغرفة عمليات "الفيلق الأول" مواقع "قسد" في قريتي صيدا والمعلق بريف عين عيسى شمالي الرقة، وأطراف بلدة تل رفعت شمالي حلب.

وطاول القصف أيضاً محيط مطار "منغ" العسكري شمالي تل رفعت حيث أُصيب عنصران من قوات النظام السوري، وفق ما نشرته صفحات موالية للنظام.

 وفي بيان، ذكر "مجلس منبج العسكري"، التابع لـ"قسد"، أن قواته تصدت لعدة محاولات تسلل قام بها عناصر "الجيش الوطني" باتجاه قرية المحسنلي، وأحبطوا تلك المحاولات.

وفي بيان آخر، قال المركز الإعلامي لقوات "قسد"، إن القصف التركي استهدف خلال الساعات الـ24 الماضية، عشرات القرى في مناطق شمال وشرق سورية، بأكثر من 370 قذيفة مدفعية وصاروخية إضافة إلى استهداف واحد بواسطة طائرة مسيرة انتحارية.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، مقتل وإصابة 11 عنصرا من "حزب العمال الكردستاني" في منطقة عمليات "نبع السلام" شمالي سورية، وذلك بعد أن أطلقوا نيرانا تجاه القوات التركية، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

ويأتي هذا التصعيد بعد القصف الذي تعرضت له مدينة تل أبيض شمالي محافظة الرقة، والذي نفت "قسد" مسؤوليتها عنه. وشجب الائتلاف الوطني السوري المعارض هذا القصف.

وقال في بيان له إن "الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها مليشيات كردية واستهداف المدنيين في مدينة تل أبيض، تؤكد الطبيعة الإجرامية لهذه المليشيات والعداء المستحكم لديها ضد الشعب السوري". وطالب الائتلاف المجتمع الدولي بـ"رفع أي غطاء عن هذا التنظيم الإرهابي".

"قسد" تحذر من العملية التركية المرتقبة

حذر القائد العام لقوات "قسد" مظلوم عبدي من أن التهديدات التركية "تشكل خطراً كبيراً على استقرار سورية، وسيؤثر التصعيد سلباً على الحرب ضد تنظيم داعش".

وأضاف عبدي في تغريدة على "توتير"، أن أي "عدوان جديد يعد استكمالاً لمخطط تقسيم سورية وتجزئة الشمال".

ورأى أن مثل هذه العملية ستؤدي إلى "أزمة إنسانية بحق مئات آلاف السوريين من الكرد والعرب ممن لجأوا لمناطقنا".

ودعا جميع الأطراف الفاعلة في الملف السوري "للعمل بجدية والحيلولة دون وقوع مآسٍ جديدة لأهلنا".

من جهة أخرى، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن القوات الروسية والتركية سيرت دورية عسكرية مشتركة بريف مدينة الدرباسية الغربي والشرقي عند الحدود السورية – التركية، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في سماء المنطقة.

وأضاف أن الدورية انطلقت من قرية شيريك بمشاركة 8 عربات عسكرية لكلا الطرفين وجابت قرى دليك وسلام عليك وقنيطرة وقرمانية وتل كديش وكر بطلي وجديدة وتل طيرة وتل كرمة وخاصكي ومدورة وصولاً إلى الجابرية على الطريق الواصل بين عامودا والدرباسية بريف الحسكة الشمالي، ثم عادت من الطريق ذاته.

مقتل 78 مدنياً خلال مايو

إلى ذلك، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 78 مدنياً بينهم 14 طفلًا و11 امرأة، خلال الشهر الماضي الذي شهد انخفاضاً في حصيلة الضحايا مقارنة بشهر إبريل/ نيسان.

وبحسب التقرير، قتل النظام السوري ثمانية مدنيين بينهم امرأة واحدة من مجموع حصيلة الضحايا، وقتلت "هيئة تحرير الشام" طفلًا واحدًا، وقتل الجيش الوطني السوري مدنيين اثنين.

وأشار التقرير إلى أن محافظة درعا تصدرت بقية المحافظات بقرابة 27% من حصيلة الضحايا، تلتها دير الزور بقرابة 17%، ثم حماة بنحو 13%.

وفي السياق، ذكرت شبكة "السويداء 24" المحلية، أن الشهر الماضي شهد مقتل 25 شخصاً، وإصابة 13 آخرين جراء حوادث عنف متفرقة، في محافظة السويداء.

ووثقت الشبكة، مقتل 21 مدنياً، بينهم امرأتان، خلال الشهر الماضي في حوادث العنف. بالإضافة إلى مقتل 4 مهربين، بينهم طفل، على الحدود السورية الأردنية، جنوب شرق السويداء، جراء تعرضهم لإطلاق نار من الجيش الأردني، أثناء محاولتهم تهريب المخدرات إلى الأردن.

بالنسبة للجهات المسؤولة عن قتل المدنيين، أشارت الشبكة إلى مسؤولية المجموعات المحلية التابعة لشعبة المخابرات العسكرية، عن قتل 3 مدنيين، بينما قتلت الفصائل المحلية، مدنياً واحداً، كما قُتل مدني واحد إثر انفجار لغم، فيما قتل 7 مدنيين، في جرائم جنائية و6 مدنيين، على أيدي جهات مجهولة. كما وثقت الشبكة، انتحار 3 مدنيين خلال الشهر الماضي

المساهمون