استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء بصواريخ جو-أرض وأرض-أرض مواقع لـ"حزب الله" اللبناني وأخرى للنظام السوري ومليشيات موالية له في محافظة القنيطرة جنوبي سورية، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية.
وذكر المرصد السوري أن القصف استهدف مزارع فيها قوات تابعة لـ"حزب الله" اللبناني ومليشيا "المقاومة الشعبية لتحرير الجولان"، ونقاطاً عسكرية تابعة لـ"اللواء 90 دبابات"، التابع لقوات النظام والذي تتمركز فيه مليشيات إيرانية، في منطقة الهبارية بريف القنيطرة قرب الحدود الإدارية مع محافظة درعا.
وأوضح أن القصف أدى إلى تدمير تلك المواقع، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وأشار إلى أن المضادات الأرضية التابعة للنظام حاولت التصدي للصواريخ.
وقال موقع "صوت العاصمة" المحلي إن الغارات استهدفت شحنة أسلحة إيرانية قادمة من طهران، حطت في دمشق ظهر يوم الأربعاء، عبر طائرات إيرانية.
بدوره، أعلن النظام السوري التصدّي للصواريخ الإسرائيلية وإسقاط عدد منها، ولفت إلى أن الخسائر اقتصرت على الماديات.
وقال الجيش الإسرائيلي في تقرير يوم 31 ديسمبر/كانون الأول، إنه قصف نحو 50 هدفاً في سورية عام 2020، وأشار إلى أن الطائرات الحربية نفذت 1400 طلعة جوية "عملياتية".
وفي محافظة درعا، اغتال مسلحون مجهولون عنصراً من الاستخبارات الجوية التابعة لقوات النظام، في بلدة عتمان بريف درعا، وذلك بعد انفجار دراجة نارية ملغومة في مقر لقوات تتبع الفرقة الرابعة، في بلدة المزيريب غربي درعا، حيث أدى الانفجار إلى سقوط عدد من الجرحى أيضاً.
إلى ذلك، أصيب ثلاثة مدنيين بجراح نتيجة انفجار جديد وسط مدينة رأس العين، الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني السوري المعارض شمالي الحسكة.
وفي محافظة إدلب، شهدت طريق حلب - اللاذقية (إم 4) انتشاراً للقوات التركية قرب مدينة أريحا، بعد يوم من مقتل جندي تركي برصاص مجهولين.
السويداء السورية تسجل أول قتيل لها في ليبيا
على صعيد آخر، سجلت السويداء جنوب سورية، ذات الغالبية من طائفة "الموحدين الدروز"، سقوط أول أبنائها قتيلاً في ليبيا، جراء انفجار لغم أرضي بمجموعة من السوريين العاملين ضمن الشركات الأمنية الروسية، في حين اتجه عشرات الشباب من أبناء المحافظة يوم أمس الأربعاء، إلى القاعدة العسكرية الروسية حميميم، استعدادا لنقلهم إلى ليبيا.
ولقي الشاب "يامن صابر الطرودي عزام" من بلدة عريقة في ريف السويداء الغربي، حتفه قبل أيام جراء انفجار لغم أرضي بمجموعة مكونة من 6 سوريين، تم تجنيدهم في وقت سابق من قبل الشركات الأمنية الروسية، التي تعمل على تأمين حماية المصالح الروسية في ليبيا، بحسب ما نقله أحد المواقع المحلية عن مصادر مقربة من عائلة عزام.
وكان عزام غادر السويداء متوجها إلى ليبيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعدما وقع عقد خدمات أمنية مع شركة "الصياد" السورية، عبر مندوب لها في السويداء، والتي بدورها تتعاون مع شركات أمنية روسية لتأمين مرتزقة سوريين من مختلف المناطق.
ومع وصول أنباء عن مصرع عزام، كان أكثر من 30 شابا من السويداء، يتجمعون بالقرب من دوار "باسل الأسد" شمال مدينة السويداء، استعدادا لمغادرة محافظتهم، متجهين إلى قاعدة حميميم على أن تقلهم طائرة عسكرية روسية إلى ليبيا.
وأفاد الناشط أبو جمال معروف (اسم مستعار لأسباب أمنية)، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن "المجموعة التي توجهت إلى "حميميم" يوم أمس ليست الأولى من نوعها، فمنذ عدة أشهر والشركات الأمنية تجند عشرات الشباب وهناك مجموعات عادت من ليبيا".
وأوضح معروف أن "عددا من الشباب العائدين أفادوا بأن طبيعة عملهم هي حراسة منشآت اقتصادية روسية، لكن شروط العقد مجحفة بحقهم حيث لا ضمان صحيا ولا تأمين ولا رواتب تقاعد، وفي حال عدم إكمال مدة العقد لسبب ما مثل التعرض لإصابة يتم فسخ العقد ووقف الرواتب".
ولفت إلى أن "العامل الرئيسي، الذي يدفع الشباب للالتحاق بالشركات الأمنية، هو سوء الأوضاع الاقتصادية وقلة فرص العمل، والرواتب المغرية التي تقدمها هذه الشركات، ففي حين أن راتب الموظف في مؤسسات الدولة يبلغ نحو 20 دولارا، وطبعاً هذا مبلغ زهيد بالنسبة لتكاليف المعيشة، يتم تعويض الفروقات من خلال المساعدات الإنسانية والمعونات المالية التي تأتي من الأقارب في الخارج، إضافة إلى الفساد وقطاع الأعمال الخاصة، في حين راتب الشخص في الشركات الأمنية شهرياً ألف دولار أميركي (سعر صرف الدولار الأميركي 3040 ليرة)، فما يجنيه الشاب من المال في خمسة أشهر مدة العقد، قد يحتاج إلى سنوات في سورية لجمعه".
وبين أن "من أهم شروط الموافقة على إبرام عقد مع أحد الشباب السوريين، هو الحصول على موافقة أمنية، ما يعني أن العملية تتم بموافقة النظام، بل وتقديم تسهيلات لتقوم شركات الخدمات الأمنية السورية بدور الوسيط".
وذكر أن "مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز والعديد من القوى السياسية والمدنية، أبدوا خلال الفترة الماضية استياءهم واعتراضهم على تجنيد أبناء المحافظة وزجهم في تلك المهمات الأمنية، مستغلين الفقر وعدم وجود فرص عمل وبدائل اقتصادية لتعويضهم عن تلك الإغراءات المالية".
يُشار إلى أن الشركات الروسية تعمل على تجنيد السوريين لحماية منشآت اقتصادية روسية في ليبيا وفنزويلا، إضافة إلى منشآت اقتصادية في سورية وإن كانت برواتب أقل تتراوح بين 200 و300 دولار أميركي في الشهر.
وفي الوقت ذاته، تسعى إيران إلى تجنيد شباب أيضا لحماية مصالحها وتدعيم نقاط سيطرتها وحواجز التفتيش التابعة لها في ريف دير الزور والبادية، في حين تتزايد ظاهرة استنكاف الشباب السوري عن الخدمة العسكرية في القوات النظامية بسبب سوء المعاملة وتسلط ضباط النظام على الجنود والفساد وضعف الرواتب.
مقتل ضابط تركي في حلب وقصف مكثّف للنظام السوري على ريف إدلب
قتل ضابط تركي أثناء تفكيك لغم في محافظة حلب، شمال غربي سورية اليوم الخميس، فيما كثّفت قوات النظام والمليشيات الموالية لها قصفها المدفعي على ريف إدلب الجنوبي في منطقة جبل الزاوية، شمالي البلاد.
وقال الناشط أحمد خليل لـ"العربي الجديد" إن ضابطاً تركياً يعمل مستشاراً في تفكيك الألغام قتل اليوم بانفجار لغم أثناء تفكيكه في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة بريف حلب الشرقي، شمالي سورية.
وفي محافظة إدلب قصفت قوات النظام والمليشيات الموالية، لها محيط بلدتي الفطيرة وكنصفرة في جبل الزاوية بنحو 100 قذيفة مدفعية.
وتزامن القصف مع تحليق طائرات روسية مسيرة في سماء المنطقة، وبحسب ما أفاد به مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد" فإن القصف لم يسفر عن خسائر بشرية.
وقال فريق "منسقو استجابة سورية": إن "قوات الأسد" وروسيا خرقت اتفاق وقف إطلاق النار مئات المرات في محافظة إدلب منذ توقيعه مطلع شهر مارس/آذار من العام الفائت.
وأضاف، أن المنطقة شهدت منذ مطلع العام الحالي 289 خرقاً كانت المساهمة الروسية فيها واضحة، وأكد في بيان أن الغارات الجوية الأخيرة تعتبر مؤشراً خطيراً لعمليات التصعيد.
وأشار إلى أن المنطقة التي طاولتها الغارات الروسية يوم أمس الأربعاء تضم أكثر من 116 مخيماً، وطالب في الوقت نفسه كافة الجهات المعنية بالشأن السوري بالعمل على إيقاف عمليات التصعيد والسماح للمدنيين بالعودة إلى مناطقهم والاستقرار بها، محذراً من عودة العمليات العسكرية وزيادة معاناة المدنيين خاصة أن المنطقة لا تحتمل موجة نزوح جديدة.
وفي ريف محافظة الحسكة، سيّرت القوات التركية والروسية دورية مشتركة بين مدينتي القحطانية والجوادية بريف القامشلي، شاركت فيها خمس مدرعات روسية وأربع تركية، إضافة إلى حوامتين روسيتين.