نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصادر دبلوماسية، أن دولة الإمارات أعلنت اعتراضها على تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق، صبري بوقادوم، مبعوثاً أممياً إلى ليبيا، الذي كان قد اقترحه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مصدراً أفادها بأن الإمارات وحدها رفضت، خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الاثنين، تعيين الوزير الجزائري السابق بوقادوم مبعوثاً إلى ليبيا.
والإمارات، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، تمثّل حالياً المجموعة العربية في المجلس.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين آخرين قولهم إن "الإمارات أوضحت خلال الجلسة أن دولاً عربية وأحزاباً ليبية أعربت عن معارضتها لتعيين بوقادوم مبعوثاً إلى ليبيا"، دون الكشف عن الدول أو الأحزاب الليبية التي رفضت.
واكتفى أحد هؤلاء الدبلوماسيين بالإشارة إلى أنّ هناك "قلقاً إقليمياً" من تعيين بوقادوم، ولا سيّما أنّ للجزائر حدوداً مشتركة مع ليبيا. وشدّد هذا الدبلوماسي على أنّه لو مضى مجلس الأمن قدماً في تعيين بوقادوم، لوجد الدبلوماسي الجزائري نفسه أمام "مهمة مستحيلة".
وسبقت جلسة مجلس الأمن، أمس الاثنين، إعلان عدة أطراف ومتحدثين في ليبيا رفضهم تعيين بوقادوم، وشنت حملة انتقادات على محاولة تعيينه، إذ يرون أن "الجزائر منحازة إلى طرف معين في ليبيا"، يقصد به حكومة الدبيبة، خاصة بعد رفض رسمي ومعلن من قبل الجزائر الاعتراف بحكومة فتحي باشاغا المكلفة من مجلس النواب.
وكانت ردة فعل الإمارات متوقعة، التي يتطابق موقفها مع موقف مصر، وموقف جهة شرق ليبيا بقيادة مجلس النواب. ويُعتقد أن يكون هذا الموقف موجهاً لمصلحة لائحة مرشحين قدمتها المجموعة الأفريقية، بدعم من فرنسا.
ولم يعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رسمياً إخفاق مقترحه بتعيين وزير الخارجية الجزائري السابق صبري بوقادوم.
وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يفشل فيها غوتيريس في الدفع بدبلوماسي جزائري إلى شغل منصب ممثله في ليبيا، بعد محاولة سابقة في مارس/آذار 2020، حين اقترح تعيين الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة (وزير الخارجية الحالي) رئيساً لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، بعد استقالة المبعوث السابق اللبناني غسان سلامة.
ولم تحظ المشاورات التي قام بها غوتيريس بشأن لعمامرة بإجماع مجلس الأمن. وكشفت صحيفة لوموند المقربة من الدوائر الرسمية في فرنسا حينها أن "مساعي تعيين لعمامرة عرقلها تحالف من الفاعلين الإقليميين، مصر والإمارات وفرنسا، إضافة إلى المغرب".