غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" اليوم الإثنين، إلى الأردن، ومنها إلى ألمانيا من أجل إجراء فحوصات روتينية طبية هناك، يأتي ذلك في وقت أكدت الحكومة الفلسطينية، أنها أرسلت رسائل إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية لمطالبتها بإلزام إسرائيل السماح بإجراء الانتخابات الفلسطينية العامة في القدس.
وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب لـ"العربي الجديد"، "إن الرئيس عباس غادر اليوم، لإجراء فحص طبي روتيني في ألمانيا، حيث إن هذا فحص روتيني معد مسبقًا للرئيس أبو مازن، وتم تأجيله أكثر من أسبوعين".
وأكد الرجوب أنه "لا يوجد أي مشكلة صحية يعاني منها الرئيس (أبو مازن) على الإطلاق، حيث سيخضع أبو مازن لتلك الفحوصات وسيعود سريعًا".
وفي المعلومات المتوفرة، فإن طائرتين أردنيتين هبطتا في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، حيث نقلتا الرئيس محمود عباس ومرافقته في زيارة إلى الأردن، ومنها سيتم نقله إلى ألمانيا، حيث له مواعيد طبية مسبقة هناك، لإجراء فحوصات طبية روتينية.
يذكر أن الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا" لم تصدر أي شيء رسمي بخصوص سفر الرئيس "أبو مازن".
رسائل دولية لإلزام إسرائيل بإجراء الانتخابات في القدس
من جانب آخر، أكدت الحكومة الفلسطينية اليوم، أنها أرسلت رسائل إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية لمطالبتها بإلزام إسرائيل حول السماح بإجراء الانتخابات الفلسطينية العامة في القدس.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة، اليوم، "أرسلنا عبر وزارة الخارجية رسائل إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا الاتحادية نطلب التدخل لإلزام اسرائيل بالاتفاقيات الموقعة، بما فيها السماح لأهلنا في القدس بالمشاركة، وعطفاً على ما جرى بالانتخابات السابقة".
وفيما يتعلق باكتمال تقديم القوائم الانتخابية طلبات الترشح للانتخابات التشريعية، والتي بلغت 36 قائمة، أشار اشتية إلى أن "هذا يدل على حالة من التعددية، والتعطش لممارسة العملية الانتخابية، في ظل أجواء الحرية والديمقراطية التي تشكل البيئة الحاضنة لتلك العملية".
وبهذا الخصوص، تقدم مجلس الوزراء الفلسطيني على لسان اشتية، بالتحية لكل من تقدم للترشح، مؤكدًا "تقديم كل ما من شأنه تسهيل مشاركة القوائم في العملية الانتخابية في أجواء من الحرية، والشفافية، والديمقراطية، وصولًا إلى العرس الديمقراطي في الثاني والعشرين من شهر مايو/أيار المقبل، الذي سيكون يوماً مهماً في الرزنامة الوطنية الفلسطينية، وتكتسب فيه القضية الفلسطينية مناعة جديدة تمكنها من مواجهة التحديات الخارجية، وتجاوُز كل ما ترتب عن حالة الانقسام عبر الشراكة تحت قبة البرلمان، مع المكونات الوطنية التي ستشارك في العملية الديمقراطية".
وقال اشتية "نعرف أن أمامنا تحديات كبيرة تتمثل في وصولنا إلى هذه اللحظة التاريخية من خلال مشاركة الجميع في الانتخابات ترشيحًا وانتخابًا"، مؤكدًا "أن إصرار كافة القوى على إجراء الانتخابات في القدس سيشكل ضغطاً دولياً على إسرائيل لإجبارها على القبول بمشاركة أهلنا في المدينة المقدسة في الانتخابات، كما شاركوا في الانتخابات التي جرت في الأعوام 96 و2005 و2006".
إصرار كافة القوى على إجراء الانتخابات في القدس سيشكل ضغطاً دولياً على إسرائيل لإجبارها على القبول بمشاركة أهلنا في المدينة المقدسة
من جانبه، أكد حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس، في تصريح صحافي، أن القدس لن تكون موضوع مساومة أو تفريط في الانتخابات التشريعية القادمة.
ووصف عبد القادر تعقيباً على تصريحات القيادي في حركة حماس محمد نزال بأن حركته ترفض تأجيل الانتخابات بذريعة القدس، هذه التصريحات بأنها ضارة وترسل رسائل خاطئة للاحتلال الإسرائيلي لمنع إجراء الانتخابات في المدينة المقدسة، و"أنه كان حريًا بالقيادي الحمساوي أن يعتبر القدس هي معركة الانتخابات".
وقال "إن القدس ليست مجرد ذريعة، وإنما تشكل سبباً سياسياً ووطنياً، لا يمكن تجاوزه إلا بتجاوز الخطوط الحمراء والسقوط في هاوية صفقة القرن"، محذراً من أن الانتخابات ستفقد شرعيتها بدون القدس.
وأكد عبد القادر أن مشاركة المقدسيين في الانتخابات داخل مدينتهم ليست مجرد مسألة انتخابية يمكن تجاوزها بإجرائها في ضواحي المدينة، وإنما هي مسألة سياسية ذات بعد سيادي بأن تكون القدس جزءاً من الأرض الفلسطينية أو لا تكون. ودعا إلى موقف وطني جامع واضح وصريح يقوم على رفض المقايضة أو المساومة أو التفريط بالقدس مقابل إجراء الانتخابات.
من جانب آخر، دان مجلس الوزراء الفلسطيني على لسان اشتية وفق تصريحاته اليوم بمستهل جلسة الحكومة الأسبوعية عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة، من خلال محاولاتها الاستيلاء على منازل المواطنين في الشيخ جراح لصالح المستوطنين، إضافة إلى التهديد بهدم أحياء كاملة، حيث وجهت إخطارات بالهدم، والاستيلاء على نحو عشرين ألف وحدة سكنية في المدينة المقدسة، لصالح المستوطنين.
كما دان اشتية اعتداءات المستوطنين المستمرة على المواطنين في القرى، والبلدات، خاصة اعتداء عشرات المستوطنين أمام أعين جنود الاحتلال على المسن وليد الشويكة (75 عاماً)، أثناء تواجده بأرضه في قرية جالود جنوبي نابلس.