أقرّت الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، بأنّ التدريبات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي في قبرص، وانتهت أمس الثلاثاء، بحضور وإشراف وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، ورئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي، كانت عملياً ضمن الاستعدادات التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي لمحاكاة شنّ هجوم جوي على إيران.
وأشار المراسل العسكري للإذاعة إيتاي بلومنطال إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى الليلة تدريباً يحاكي نموذج شنّ هجوم بعيد المدى على دولة عدوة، بمشاركة نحو مائة مقاتلة وطائرة، بينها طائرات قتالية وأخرى للنقل، وطائرات للتزود بالوقود في الجو.
وبحسب الموقع، فإن الطائرات الإسرائيلية أقلعت من عدة قواعد جوية في إسرائيل باتجاه قبرص في البحر المتوسط، في ختام تدريبات عسكرية أطلقها الجيش الإسرائيلي على مدار الشهر الماضي، تحت اسم "مركبات النار"، فيما أطلق على المناورة الجوية التي تحاكي ضربة لإيران اسم "وراء الأفق".
ومنعاً لأي لبس في الرسائل الإسرائيلية الموجهة لإيران، أضاف المراسل العسكري الإسرائيلي أنه بموجب القرارات التي اتخذتها القيادات السياسية والأمنية في العام الأخير، فإنّ إسرائيل ترفع بشكل كبير مستوى استعداداتها لشنّ هجوم عسكري على إيران، من خلال التدريبات، وشراء طائرات لتزويد الوقود بالجو، وسلاح متطور.
ووفق المراسل، فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوعين أنه يزيد من استعداداته لهجوم في قلب إيران، وأنه سيجري تدريباً مسبقاً لهذا السيناريو. كما سبق أن نشرت تقارير مختلفة، الشهر الماضي، تفيد بأنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقة من عدم إعداد الولايات المتحدة خياراً عسكرياً مشابهاً للذي تعكف عليه إسرائيل، كما أعربت بهذا الصدد، وعدم الانخراط في تحضيرات واستعدادات لشنّ هجوم على منشآت الذرة الإيرانية، وهو ما يجعل إيران، بحسب التقديرات الإسرائيلية، تواصل التقدم في مشروعها النووي.
وأشار المراسل الإسرائيلي إلى أنه توجد حالياً عدة خطط وسيناريوهات لتنفيذ الضربة العسكرية ضد إيران، لكن الاستعدادات لها لم تنجز. ووفقاً لتقديرات جهات رفيعة المستوى في الجيش، فإن جيش الاحتلال يحتاج على الأقل لعام كامل لإتمام الخطة الأساسية لهذا الخيار، ولوقت أطول لوضع خطة أكثر شمولية.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس قد قام، أمس الثلاثاء، بزيارة قبرص للإشراف على التدريبات العسكرية، وأطلق تصريحات هدّد فيها بضربة قاسية لكلّ "من يهدد أمن إسرائيل ومواطنيها"، في إشارة واضحة لإيران.