دور النقاط التركية

18 أكتوبر 2020
جندي تركي في محافظة إدلب (فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال تركيا مستمرة بإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى محافظة إدلب، بالإضافة إلى مواصلة إنشاء النقاط والقواعد العسكرية في المنطقة، على الرغم من طلب روسيا رسمياً منها تقليص نقاطها العسكرية في المحافظة. الطلب الروسي قوبل بإرسال مزيد من القوات وإنشاء قواعد عسكرية تركية جنوب الطريق الدولي "أم 4" الواصل بين الساحل السوري ومدينة حلب، بما في ذلك إنشاء القاعدة العسكرية في بلدة قوقفين على نقاط التماس مباشرة مع قوات النظام في منطقة جبل الزاوية. هذا الأمر يُمكن قراءته على أنه رسالة من أنقرة لموسكو برفض طلبها. كما تعبّر الخطوة عن استمرار الخلاف الروسي التركي حول إدلب، وثبات موقف أنقرة بعدم السماح لقوات النظام بالتقدم أكثر حتى جنوب طريق "أم 4" في المرحلة الحالية على الأقل. وعلى الرغم من عدم جدوى نقاط المراقبة التركية في المرحلة السابقة، وعجزها عن منع النظام من التقدم خلال عمليته الأخيرة مطلع العام الحالي والتي أدت إلى محاصرة النقاط التركية واستهدافها أكثر من مرة، إلا أن مرحلة ما بعد العملية الأخيرة للنظام يبدو أنها تختلف عما قبلها بالنسبة لأنقرة. فالأخيرة حشدت ما يزيد عن عشرين ألف عنصر في محافظة إدلب وآلاف القطع العسكرية. كما أنشأت قواعد عسكرية، تختلف من حيث تجهيزاتها وعتادها، عن نقاط المراقبة السابقة، ما يُرجّح استعداد أنقرة لمواجهة أية محاولة تقدم للنظام، حتى لو كانت بغطاء جوي روسي. وتتضمن التعزيزات العسكرية التركية في إدلب قواعد عسكرية ضخمة تحتوي على منصات دفاع جوي قادرة على ردع اي محاولة للتقدم قد يقوم بها النظام. كما أن تركيا يبدو أنها لن تسمح بتكرار إحراجها على غرار ما حدث خلال عملية النظام الأخيرة من محاصرة نقاط المراقبة الخاصة بها واستهداف جنودها من دون "الرد المناسب" بمعاييرها، بالإضافة إلى عدم سماحها بتهجير مزيد من سكان المنطقة. وبالتالي فإن دور النقاط العسكرية التركية حالياً يتعدى دور نقاط المراقبة الضامنة لوقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة بطريقة إحصاء الخروقات التي يقوم بها الطرفين، إلى دور الضامن لوقف إطلاق النار والرادع لقوات النظام بوجه أية محاولة تقدم من خلال استخدام القوة العسكرية في حال استدعى الأمر ذلك.

المساهمون