قتل ضابط من قوات النظام السوري وجرح آخرون فجر اليوم الأربعاء جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف نقاطا للنظام والمليشيات الإيرانية في محيط دمشق، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف أدى أيضًا لمقتل وجرح عناصر من المليشيات الإيرانية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن القصف طاول مواقع قرب بلدة الصبورة في ريف دمشق وأدى إلى مقتل الملازم حكمت أسعد عليشه، وإصابة عنصرين آخرين من قوات النظام.
وكان تلفزيون النظام قد قال إنه "حوالي الساعة 00:25 من فجر اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، وأدى العدوان إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية".
وقال شاهد عيان، يقيم في منطقة ضاحية قدسيا، غرب دمشق، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن سكان الضاحية "سمعوا انفجارات قوية"، مؤكداً أن "بعض الصواريخ سقطت بالفعل في الضاحية حيث شوهدت حرائق وسمعت أصوات سيارات الإسعاف"، دون أن يستبعد أن يكون ذلك بفعل "صواريخ لقوات النظام السوري حاولت التصدي للصواريخ الإسرائيلية".
وتداول ناشطون صوراً لما قيل إنها حرائق اندلعت في محيط دمشق جراء القصف الإسرائيلي.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف أدى إلى مقتل اثنين من المليشيات التابعة لإيران من جنسية أجنبية، كما قتل عنصر من قوات النظام وأصيب أربعة آخرون بجروح، وأضاف أن عدد القتلى مرشح للارتفاع.
وذكر أن منطقة الصبورة المستهدفة تضم مواقع للمليشيات المدعومة من إيران و"حزب الله" اللبناني ومواقع قرب مطار الديماس الذي تستخدمه المليشيات للتدريب على استعمال الطائرات المسيّرة فضلا عن وجود مخازن ومستودعات عسكرية.
وهذا هو الاستهداف الإسرائيلي العشرون في العام الجاري 2023، إذ كان آخر قصف مطلع الشهر الجاري واستهدف مواقع ومستودعات للذخيرة يرجح أنها تتبع لـ"حزب الله" في ريف حمص الشمالي الشرقي.
يذكر أن منطقة الصبورة الواقعة جنوب غرب دمشق تبعد عن الحدود السورية اللبنانية قرابة 9 كيلومترات، وشهدت سابقا انسحاب حواجز الفرقة الرابعة بعد سيطرة النظام السوري على كامل منطقة وادي بردى.
ويشير الكثير من التقارير إلى وجود مواقع تابعة لمركز البحوث العلمية العسكرية في قوات النظام في ناحيتي الصبورة والديماس، وهي أهداف تعرضت سابقا أيضا لقصف إسرائيلي.
وشهدت المنطقة في الرابع والعشرين من يونيو/ حزيران عام 2020 ضربة جوية إسرائيلية طاولت مواقع يرجح أن المليشيات الإيرانية تتخذ منها معسكرات ومستودعات أسلحة، وأدى القصف يومها بحسب إعلام النظام إلى وقوع قتلى.
وبحسب مركز "جسور" للدراسات لدى إيران ومليشياتها في سورية 277 قاعدة عسكرية 46 منها في دمشق وريفها.