استمع إلى الملخص
- يعتقد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله فقد قدرات كبيرة ويواجه أزمة داخلية، مما أضعف التمركز الإيراني في المنطقة، خاصة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.
- تواجه إيران أزمة في التواصل الإقليمي وتعتبر برنامجها النووي أداة للردع، بينما تسعى إسرائيل للضغط على حماس لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحتمال البقاء في جنوب لبنان بعد انتهاء فترة الـ60 يوماً المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، التي من المفترض أن يكتمل فيها انسحاب القوات من المنطقة. وأكد الجيش، وفق ما نقلته صحيفة هآرتس العبرية، الأربعاء، أنه "إذا لم يلتزم الجيش اللبناني تعهداته في الاتفاق، ولم يحقق السيطرة الكاملة على جنوب لبنان، فسيتعيّن على الجيش الإسرائيلي البقاء هناك حتى يفي الجيش اللبناني بالتزاماته".
ويشهد يوم الخميس مرور 30 يوماً على دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيّز التنفيذ، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في إطار الاتفاق الذي تم بوساطة الولايات المتحدة ودول أخرى. ويقول جيش الاحتلال إن هجماته قتلت خلال هذه الفترة 44 من نشطاء حزب الله، زاعماً انتهاكهم للاتفاق، وأنه نفذ حوالى 25 هجوماً في لبنان "رداً على انتهاكات حزب الله". وزعم تسجيله حوالى 120 انتهاكاً في الشهر الماضي. ومع ذلك، فإن الجيش "راضٍ" حتى الآن عن تنفيذ الاتفاق ودور الولايات المتحدة في فرضه بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
وجيش الاحتلال الإسرائيلي موجود في جميع القرى القريبة من السياج الحدودي، ولا يسمح بعودة السكان إليها في الوقت الحالي. كذلك بدأ بإنشاء بنية تحتية لنقاط عسكرية على طول الحدود الشمالية. وسيُنشأ بعضها في جيوب خلف السياج تحت السيطرة الإسرائيلية، دون تجاوز الحدود الدولية مع لبنان.
ويقدّر جيش الاحتلال أن حزب الله فقد حوالى 30% من أفراده في الحرب، وحوالى 75% من قدراته النارية التي كانت بحوزته قبل الحرب. وتقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله لا يزال يمتلك مئات الصواريخ قصيرة المدى ومئات الصواريخ لمسافات أبعد. وبالإضافة إلى اغتياله القيادة العسكرية والسياسية للحزب، يقول الجيش إن "إنجازات إسرائيل في الحرب تضع حزب الله أمام صعوبات تشغيلية ومعنوية". ويقدّر أن حزب الله يواجه أزمة داخلية في لبنان على خلفية الانتقادات من عائلات الشهداء والجرحى في الحرب، وفق مزاعمه، وكذلك من سكان القرى الشيعية القريبة من خط الحدود، حيث دُمرت معظم منازلهم.
ونقلت الصحيفة اعتقاد مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن انهيار حزب الله في الحرب ساهم في تحقيق أكبر إنجاز لجيش الاحتلال، وهو الإضرار الكبير بتمركز إيران في الشرق الأوسط مع سقوط نظام الأسد في سورية، مضيفة أنه "على الرغم من عدم عمل الأجهزة الأمنية مباشرةً لإسقاط النظام في سورية، إلا أن إسرائيل، مثل دول الشرق الأوسط الأخرى، لم تتوقع الاستيلاء السريع لفصائل المعارضة على دمشق، تقريباً دون قتال". ووفقاً لتقديرات الاستخبارات الاسرائيلية، لم يعتقد زعيم فصائل المعارضة السورية أحمد الشرع (اليوم القائد العام للإدارة السورية الجديدة)، ولا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الجيش السوري سيستسلم بهذه السرعة وأن بشار الأسد سيهرب في غضون أيام قليلة.
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن الشرع سيواجه صعوبة في تحقيق مهمته، في تحويل سورية إلى دولة ذات سيادة واحدة تكون مقبولة من جميع سكانها، وأن سورية لن تكون مستقرة في المستقبل القريب. وتنظر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى الشرع بشك، وبهذه الذريعة، عمل جيش الاحتلال على تدمير معظم قدرات الجيش السوري بعد سقوط النظام، هذا عدا عن احتلال إسرائيل أراضي سورية.
ويرى جيش الاحتلال أن انهيار التواصل الإقليمي بين أعضاء المحور الإيراني يضع طهران في أكبر أزمة لها منذ أن بدأت التمركز في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وتقدّر الاستخبارات في إسرائيل أن إيران لن تبقى غير مبالية للوضع الجديد، وترى في برنامجها النووي أداة رئيسية لاستعادة الردع. وتعتقد جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أنه إذا لم يجرِ التوصّل إلى صفقة مع حركة حماس للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين قريباً، فسيكون من الضروري إعادة تقييم المهام في قطاع غزة مع المستوى السياسي.
وفي الوقت الحالي، تقول الأجهزة الأمنية إن الهدف من العمليات العسكرية هو الضغط على حماس لدفع الصفقة. وإذا لم يجرِ التوصل إلى صفقة قريباً، تقول الأجهزة الأمنية، إنه يجب النظر في إجراءات أخرى في القطاع لزيادة الضغط على حماس. ونقلت الصحيفة أن مصادر في المؤسسة الأمنية، قالت في مناقشات مغلقة، إنه يجب تقييم ما إذا كانت العمليات في شمال القطاع تخلق الضغط المطلوب على حماس.
ويعتقد قادة كبار في جيش الاحتلال أن "قيم" جيش الاحتلال الإسرائيلي تآكلت في القتال في غزة، وقد عقد الجيش محادثات واجتماعات حول هذا الموضوع مع كبار القادة، وسط تحذيرات من تفاقم هذه المشكلة.