تفاصيل عملية تدمير إسرائيل مصنع صواريخ إيرانياً في سورية

12 سبتمبر 2024
سوريون يتفقّدون آثار الغارات الإسرائيلية قرب مصياف، 9 سبتمبر 2024 (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **غارة إسرائيلية على مصنع صواريخ في سورية**: شنت وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي غارة على مصنع للصواريخ الدقيقة في مصياف بسورية، مدعية أن إيران شيدته. العملية الجوية والبرية دمرت المصنع بالكامل دون إعلان إسرائيل مسؤوليتها لتجنب ردود فعل انتقامية.

- **تفاصيل العملية وتنسيقها مع الولايات المتحدة**: العملية أسفرت عن مقتل حراس سوريين دون إصابة إيرانيين أو مسلحين من حزب الله. إسرائيل أطلعت إدارة الرئيس الأميركي مسبقًا على العملية، التي هدفت لمنع تعزيزات النظام السوري.

- **نفي حدوث إنزال جوي وتفاصيل إضافية**: مصادر نفت حدوث إنزال جوي، مؤكدة أن القصف كان صاروخيًا من طائرات حربية إسرائيلية. القصف استهدف مركز البحوث العلمية ومستودعًا للأسلحة، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 47 آخرين.

قال موقع أكسيوس الأميركي، اليوم الخميس، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، إن وحدة من قوات النخبة بالجيش الإسرائيلي شنت غارة، قبل أيام، دمرت خلالها مصنعًا للصواريخ الدقيقة تحت الأرض في منطقة مصياف بسورية تزعم الولايات المتحدة وإسرائيل أن إيران شيدته، مشيرًا إلى أن عدم إعلان الحكومة الإسرائيلية عن مسؤوليتها عن الهجوم يأتي تجنبًا لإثارة ردود فعل انتقامية من إيران أو سورية أو حزب الله.

وبحسب ما أورد الموقع فإن العملية الجوية تخللها عملية برية هي الأولى منذ سنوات ضد أهداف إيرانية في سورية، مشيرًا إلى أن وحدة النخبة (سيرييت متكال) فاجأت الحراس السوريين في المنشأة المستهدفة وقتلت العديد منهم خلال الغارة، دون أن يصاب أي إيراني أو مسلح تابع لحزب الله، فيما أفاد مصدران مطلعان لموقع أكسيوس أن القوات الخاصة استخدمت متفجرات جلبتها معها من أجل تفجير مصنع الصواريخ تحت الأرض بما في ذلك الآلات والمعدات في داخله.

وأضاف أحد المصادر أن إسرائيل أدركت الحاجة إلى تنفيذ عملية برية بعد تأكدها أنها لن تتمكن من تدمير المنشأة بغارة جوية، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي بحث إجراء العملية مرتين على الأقل في السنوات الأخيرة لكن لم تتم الموافقة عليها بسبب المخاطر العالية.

وأكد مصدران مطلعان للموقع أن إسرائيل أطلعت مسبقًا على العملية، إدارة الرئيس الأميركي التي بدورها لم تعارض. وكانت الغارات تهدف إلى منع جيش النظام السوري من إرسال تعزيزات إلى المنطقة، بحسب ما يشير الموقع الذي اعتبر العملية بمثابة ضربة كبيرة لجهود إيران وحزب الله في إنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على الأراضي السورية.

وبدأت إيران في بناء المنشأة في عمق الأرض في جبال مصياف بالتنسيق مع حزب الله والنظام السوري عام 2018، لتكون محمية من الهجمات الإسرائيلية بعد أن دمرت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية معظم البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سورية، كما يشير الموقع الذي يؤكد أيضًا أن الخطة الإيرانية كانت تشمل إنتاج الصواريخ الدقيقة في هذه المنشأة المحمية بالقرب من الحدود مع لبنان حتى تتم عملية التسليم إلى حزب الله بسرعة وبأقل خطر من تعرضها لغارات جوية إسرائيلية، إلا أن "أكسيوس" يؤكد أن إسرائيل كانت قد اكتشفت عملية البناء وراقبتها لأكثر من خمس سنوات.

مصادر تنفي لـ"العربي الجديد" حدوث إنزال إسرائيلي في مصياف

ونفت مصادر لـ"العربي الجديد" المعلومات والأنباء المتداولة حول تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية إنزال جوي في منطقة البحوث العلمية ومستودعات الأسلحة والصواريخ التي طاولها قبل أيام القصف في منطقة مصياف، الواقعة ضمن منطقة سهل الغاب، بريف حماة الشمالي الغربي، شمال غربي سورية.

وأكدت المصادر أن المستودعات تعرضت لقصف صاروخي من قبل طائرات حربية من فوق الأجواء اللبنانية، مُشيرةً إلى أن الموقعين المستهدفين يجري فيهما تطوير وتصنيع الطائرات المُسيّرة الانتحارية، والقذائف والصواريخ. ونفى المرصد "أبو أمين - 80" العامل لدى وحدات الرصد والمتابعة، التابعة للمعارضة السورية، المعلومات المتداولة عن عملية إنزال جوي للقوات الإسرائيلية ليل الأحد- الاثنين، مؤكداً أن ثلاثة صواريخ أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية من فوق الأجواء اللبنانية، استهدفت مركز البحوث العلمية في قرية الزاوية، تلاها ثلاثة صواريخ إسرائيلية أخرى استهدفت مستودعاً لتخزين الأسلحة والصواريخ على طريق وادي العيون - مصياف بريف محافظة حماة الشمالي الغربي، شمال غربي سورية.

وأوضح المرصد أن الصواريخ الستة أسفرت عن مقتل 20 شخصاً، وإصابة 47 آخرين، بالإضافة إلى وقوع دمار في مركز البحوث العلمية ومستودع الأسلحة والسيارات المُخصصة للعمل في الموقعين. وأشار إلى أن جميع الطائرات المُسيّرة الانتحارية من نوع "FPV"، وصواريخ "الغراد" وقذائف المدفعية يجري تطويرها في مركز البحوث العلمية الذي استهدف، وتُخزن في مستودع الأسلحة على طريق وادي العيون - مصياف، وبعدها تُنقل إلى القوات والمليشيات المنتشرة على خطوط التماس في أرياف إدلب وحماة وحلب، شمال غربي سورية.

ولفت المرصد إلى أن مركز البحوث العلمية تابع لإدارة التطوير العسكري لدى وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، وفيه ضباط من قوات النظام السوري، بالإضافة إلى خبراء ومهندسين وضباط من الحرس الثوري الإيراني لديهم خبرة في تطوير وتصنيع الأسلحة.

وأوضح أن جميع البراميل المتفجرة التي كانت تستهدف المدن والبلدات خلال الحملات العسكرية التي شنها النظام السوري بدعم جوي روسي وإسناد من المليشيات الإيرانية على الأرض، كان يجري تصنيعها في مركز البحوث العلمية في منطقة مصياف، وتُشحن إلى مطار حماة العسكري ومدرسة المجنزرات التي كانت تحتوي على مهبط للطائرات المروحية، وإلى مطار اسطامو بريف منطقة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت، اليوم الخميس، أن قوات خاصة إسرائيلية نفذت عملية إنزال على الأراضي السورية، هاجمت خلالها منشأة تابعة للحرس الثوري بالقرب من مصياف. وقالت إن القوات الإسرائيلية تمكّنت من الاستيلاء على أجهزة وملفات تابعة للحرس خلال الهجوم الذي تزامن مع قصف إسرائيلي عنيف، إضافة إلى تدمير مبنى لمركز البحوث العلمية، وأسر إيرانيين.

طهران تنفي اعتقال إيرانيين في سورية

من جانبها، نفت وكالة تسنيم الإيرانية، عن مصدر مطلع، أسر إسرائيل جندياً أو شخصية إيرانية في سورية خلال الهجوم على مصياف، مشيرة إلى أن الحديث عن أسر إيرانيين هو مجرد "أكاذيب". وقال المصدر: "بالأساس لم تكن هناك أي قوات إيرانية موجودة في سورية بالموقع المزعوم (مصياف)، لكن هذه المنطقة هي موقع للجيش السوري، ولهذا السبب فإن المزاعم بتوجيه ضربة للقوات الإيرانية أو أسرهم غير صحيحة بالكامل".