تجدد الاحتجاجات في إيران.. ورئيسي يدعو إلى إعادة بناء الهياكل الثقافية

15 أكتوبر 2022
دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها الخامس (تويتر)
+ الخط -

على خلفية دعوات افتراضية في الأيام الأخيرة، شهدت مدن إيرانية، اليوم السبت، تجمعات احتجاجية متفرقة، منها طلابية في عدة جامعات، وإغلاق محال تجارية في مدن كردية، وفق مقاطع مصورة متداولة، في مطلع الأسبوع الخامس من الاحتجاجات المستمرة على وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول، بعد أيام من احتجازها بسبب حجابها. فيما دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، إلى إعادة بناء المنظومة الثقافية، وتعديل قوانين معمول بها، منها ما يخص المرأة الإيرانية.

وتظهر فيديوهات منتشرة إغلاق محال تجارية في مدن كردية شمال غربي إيران، منها مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، اليوم السبت، وسط تضارب مستمر في الروايات عن أسبابه. ففيما تؤكد السلطات الإيرانية ووسائل إعلام محلية أن الإغلاق سببه مخاوف أصحاب هذه المحال و"تعرّضهم لتهديدات من مجموعات معارضة" في حال عدم الانخراط في الإضراب، لكن نشطاء على شبكات التواصل ووسائل إعلام معارضة خارج إيران يقولون إن الإغلاق يعود إلى إضراب تلبية لدعوات.

حريق في سجن "إيفين" بالعاصمة الإيرانية الذي يضم سجناء سياسيين

وتحدثت وكالة "رويترز" عن لقطات مصورة على الإنترنت تظهر اشتعال النيران في سجن "إيفين" بالعاصمة الإيرانية، الذي يضم سجناء سياسيين.. وسماع دوي إطلاق نار وصفارات إنذار.

بدورها، قالت وكالة "تسنيم" الإيرانية المحافظة، عن حريق سجن "إيفين"، إن قسماً ما، وصفته بأنه "قسم الزعران"، شهد اشتباكاً بينهم، ما أدى إلى مواجهات مع طاقم السجن.

وأضافت الوكالة أن هؤلاء السجناء أضرموا النار في مخزن الملابس، ما أدى إلى حريق، مشيرة إلى أن "الأوضاع باتت تحت السيطرة بالكامل وعاد الهدوء للسجن، وعناصر إطفاء الحريق يقومون على إطفائه".

بينما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن أحد عناصر قوات الإغاثة قوله إن الحريق خلف حتى الآن ثماني إصابات من دون وفيات.

إلى ذلك، ذكر التلفزيون الإيراني أن قوات التدخل السريع تركت السجن بعد إعادة الهدوء إليه.

وانتشرت تقارير ومقاطع مصورة عن وقوع ثلاثة انفجارات داخل سجن إيفين وإصابته "بشيء مضيء" من خارج السجن قبل الانفجارات. كما انتشرت فيديوهات عن سماع أصوات إطلاق نار، قيل إنها في سجن إيفين.

في حين أعلن المركز الإعلامي التابع للسلطة القضائية الإيرانية أن وقوع اشتباكات في قسم السجناء المحكومين على خلفية قضايا مالية وسرقة تسبب في وقوع حريق في ورشة عمل للخياطة في السجن. وأضاف أن فرق الإطفاء نجحت في إطفاء الحريق، فضلاً عن أن الاشتباكات بين السجناء "أصبحت تحت السيطرة".

من جهتها، نقلت قناة صحيفة "هم ميهن" على منصة "تلغرام"، عن شهود عيان، قولهم عن وقوع حريق في السجن الشهير في طهران وتصاعد الدخان منه. وأضافت الصحيفة أن "سبب وقوع الحريق لم يتضح بعد".

كذلك، وقعت اليوم السبت مناوشات واشتباكات بين الطلاب الأعضاء في منظمة "الباسيج" والطلاب المحتجين في جامعة "خوارزمي" في طهران، بعد إطلاق المحتجين هتافات سياسية حادة.

إلى ذلك، واصلت السلطات الإيرانية منع عدد من المشاهير السينمائيين والرياضيين من السفر مع ضبط جوازات سفرهم، بتهمة تأجيج "أعمال الشغب" في البلاد، في إشارة إلى مواقفهم الداعمة للاحتجاجات.

ووصف البرلماني الإيراني كاظم دلخوش الخطوة بأنها "جلد الذات"، قائلاً إن البلاد استثمرت في هذه الوجوه الثقافية البارزة، داعياً إلى الحفاظ عليها.

إلى ذلك، أفادت "نت بلوكس"، وهي منظمة غير حكومية تعمل على مراقبة أمن الشبكات وتُراقب حرية الإنترنت في مختلف دول العالم، في حسابها على "تويتر"، بأن "المقاييس تظهر اضطراباً رئيسياً جديداً لحركة الإنترنت في إيران بدءا من الساعة العاشرة صباحاً"، مضيفة أن "الحادث يأتي وسط دعوات للاحتجاجات بعد ثلاثين يوماً من وفاة مهسا أميني".

وفي الساعات الماضية، انتشرت فيديوهات على شبكات التواصل عن تجمعات احتجاجية متفرقة في مدن مشهد وأردبيل وهمدان ورشت، وتجمعات لطلبة جامعات في كرمانشاه وطهران ورشت.

ويطلق المحتجون الهتاف المعتاد "مرأة حياة حرية"، وهتافات سياسية. 

في الأثناء، أفادت وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية بمقتل "عنصرين مسلحَين معاديَين للثورة" في مدينة مشهد الدينية شرقي إيران.

وذكرت وكالة "إرنا"، نقلا عن السلطات المحلية في محافظة خراسان الرضوية، أن المسلحَين هاجما، أمس الجمعة، مواطنا في مشهد ولاذا بالفرار، قبل أن يُقتلا، اليوم السبت، في اشتباك مع قوات الأمن والشرطة.

وثمة روايات متضاربة بشأن اعتداء قوات الشرطة على مدرسة للبنات في مدينة أردبيل شمال غربي إيران، ومقتل طالبة واعتقال أخريات. فبينما تنفي السلطات الإيرانية ووسائل إعلام إيرانية رسمية وشبه رسمية هذه الحوادث؛ تؤكدها قنوات ناطقة بالفارسية خارج البلاد، في مقدمتها قناتا "إيران إنترنشيونال" المتهمة إيرانياً بأنها ممولة سعودياً، و"بي بي سي" الفارسية المتهمة "بإثارة الفتنة".

ونفت سلطة التعليم في محافظة أردبيل اعتقال ومقتل "أي طالبات خلال الأيام الأخيرة" في المحافظة، متهمة وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية بممارسة "الكذب وبث إشاعات".

وحسب فيديوهات منتشرة، تخللت بعض التجمعات مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن والشرطة، منها في مدينة أردبيل شمال غربي إيران. 

كذلك، ذكر البرلماني الإيراني عن مدينة تربت جام شرقي إيران، جليل رحيمي جهان أبادي، اليوم السبت، أن القائد العام للشرطة الإيرانية حسين أشتري رفع ضده، وبحق ثلاثة نواب آخرين من مدن تبريز وسنندج وتشابهار، دعاوى قضائية لمواقفهم من وفاة الشابة مهسا أميني ودوريات شرطة الآداب.

وأعلن العميد حسن حسن زاده، قائد الحرس الثوري في طهران، اليوم السبت، عن إصابة 850 عنصرا من قوات "الباسيج" في طهران ومقتل ثلاثة منهم، قائلا إن القائد العام للحرس حسين سلامي "منع استخدام السلاح"، حسب قوله.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعا، اليوم السبت، في ندوة "البناء الثوري المجدد لهياكل الثقافة"، إلى إعادة بناء هذه الهياكل وتحديث القوانين وتعديل ما يخص النساء منها، قائلا إن المرشد الإيراني الأعلى علي خامئني يؤكد تبنّي هذا التوجه و"تنقيح القوانين".

وفيما تطالب إيرانيات محتجات بإلغاء "الحجاب الإلزامي" وسط جدل مستمر بشأنه بعد وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، أكد الرئيس الإيراني "ضرورة تحديد طاقات المرأة في المجتمع والتعريف بها"، وفقا للموقع الإعلامي للرئاسة الإيرانية.

كما قال رئيسي إن "الحوار ضروري ومؤثر للغاية حول الشبهات ولأجل تمضية الأمور".

في غضون ذلك، أدلى رئيس اللجنة القضائية والحقوقية البرلمانية، موسى غضنفر أبادي، بتصريحات مثيرة للجدل، بمطالبته السلطات باستخدام كاميرات لمراقبة حجاب النساء لتحديد وجوه منتهكات قانون الحجاب، وحرمانهن من حقوقهن الاجتماعية، وفق وكالة "إسنا" الإيرانية.

المساهمون