ربطت وسائل إعلام إسرائيلية بين الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له إيران أمس الثلاثاء، وأدى إلى التشويش على عمل المنظومة البنكي والمس بإمدادات الوقود للجمهور، وتوجه عسكري إسرائيلي جديد يهدف إلى شنّ عمليات تهدف إلى محاولة دق إسفين بين هذا الجمهور وقيادة النظام.
وقالت المراسلة السياسية لقناة "كان" الإسرائيلية الرسمية غيلي كوهين، إنّ الشأن الداخلي الإيراني بات يهم إسرائيل "التي باتت معنية بإبراز مظاهر اتساع الهوة بين القائد الأعلى (علي خامنئي) والجمهور في إيران، وتوظيف ذلك (تأثير العمليات السيبرانية) كرافعة ضغط" على القيادة في طهران.
وذكّرت كوهين بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت عبّر عن هذا التوجه القائم على توظيف الضغط على الجمهور الإيراني، بهدف المسّ بمصداقية القيادة في طهران، عندما قال في العديد من المناسبات العلنية: "النظام الإيراني نظام فاسد، نظام منعزل وغير قادر على إدارة الشؤون الحياتية للجمهور الإيراني".
وزعمت كوهين بأن هناك ما يدلّ على نجاح المخطط الإسرائيلي، مشيرة إلى أن "الجمهور الإيراني اتهم القيادة في طهران في أعقاب الهجوم الإلكتروني الذي نفذ أمس، والهجمات السيبرانية التي أدت قبل عدة أشهر إلى تعطيل خطوط القطارات في أرجاء البلاد، كما اتهم القائد الأعلى ونظام الحكم الإيراني بعدم الاهتمام بشؤون الناس ومصالحهم".
من ناحيتها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن المسّ بالمرافق المدنية الإيرانية عبر الهجمات السيبرانية، جاء في أعقاب إعداد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أخيراً عقيدة قتالية جديدة ضد إيران، تهدف إلى القيام بعمليات تهدف إلى المسّ بطابع أنماط حياة الجمهور الإيراني، بهدف دفعه للضغط على القيادة في طهران.
وفي تقرير نشرته اليوم الأربعاء، وأعده مراسلها العسكري يهونتان ليس، أشارت "هآرتس" إلى أن إسرائيل تأمل من وراء تنفيذ مثل هذه المخططات، التأثير على توجهات الحكم في طهران بشأن البرنامج النووي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "حتى لو لم تكن إسرائيل المسؤولة عن الهجوم الإلكتروني "الذي مسّ أمس بعشرات الآلاف من السائقين الأبرياء في أرجاء إيران، إلا أن هذا الهجوم يتوافق مع تصور جديد بلورته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ويتعلق بمواجهة البرنامج النووي الإيراني". وأضافت: "لقد حددت إسرائيل الجمهور الإيراني، وتحديداً الجمهور المثقف الذي يعيش في المدن" كنقطة ضعف، بحيث يتم دفع هذا الجمهور، الذي سيجد صعوبة في مواجهة تبعات المسّ بجودة حياته، للضغط بشكل جذري على الحكم" بهدف التأثير على السلوك الرسمي تجاه البرنامج النووي.
وبحسب خبراء سايبر إسرائيليين، فإن كل المؤشرات تدلّ على أن الهجوم الذي تعرضت له مرافق الطاقة والمنظومة البنكية في إيران أمس نُفذ من قبل دولة.
ونقل المراسل في قناة "كان" الرسمية ميخائل شتاين، عن هؤلاء الخبراء قولهم إنّ استهداف الهجوم الإلكتروني العديد من القطاعات الاقتصادية في نفس الوقت "يدلّ على الخبرة الفائقة التي تمتعت به الجهة أو الدولة التي نفذت الهجوم".
وبحسب شتاين، فإنّ الهجوم الإلكتروني يأتي في ظل بروز مظاهر الخلاف بين كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن أنماط التعامل مع إيران في أعقاب رفضها العودة إلى طاولة المفاوضات، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تتجنب فيه واشنطن الالتزام علناً بخطوات ضد طهران، فإن وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب أوضح أنّ "كل الخيارات ستوضع على الطاولة" في الرد على الموقف الإيراني.
وكان أمين المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي الإيراني، أبوالحسن فيروز أبادي، قد أكد، مساء الثلاثاء، وقوف "دولة أجنبية" وراء الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له شبكة توزيع الوقود في إيران ولوحات إعلانية في بعض مدنها.
وقال فيروز أبادي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إنه "من المبكر تحديد الدولة التي نفذت الهجوم وكيفيته"، مشيراً إلى أنّ الهدف هو "الإخلال بتقديم الخدمات للشعب، وللأسف واجهنا أيضا أخيرا هجمات واسعة في منظومة السكك الحديدية، أحدثت مشاكل في تقديم الخدمات، لكننا من خلال قدراتنا الإلكترونية نجحنا في معالجة الوضع خلال ساعات".