جددت قوات النظام السوري، صباح اليوم الأربعاء، خرق وقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي البلاد، فيما واصل الطيران الحربي الروسي غاراته على مناطق في البادية بعد يوم شن فيه أكثر من خمسين غارة على مواقع وأهداف مجهولة في دعم لحملة التمشيط التي تقوم بها قوات النظام ضد خلايا تنظيم "داعش".
وقال الناشط مصطفى المحمد، في حديث مع "العربي الجديد"، إن قوات النظام عاودت منذ صباح اليوم خرق وقف إطلاق النار بقصف مدفعي وصاروخي على محاور جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين، مشيراً إلى أن طائرات الاستطلاع مستمرة في التحليق بشكل مكثف فوق المنطقة.
وتشهد جميع خطوط التماس بين المعارضة والنظام حالة من عدم الثبات في المواقع بالمنطقة ومحيطها منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين موسكو وأنقرة في الخامس عشر من مارس/آذار 2020، حيث تشهد المنطقة بشكل شبه يومي خروقاً من قوات النظام ورداً من فصائل المعارضة.
من جانب آخر، قالت مصادر محلية إن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، زار، أمس، مناطق في مدينتي عفرين و إعزاز شمالي حلب في أول أيام عيد الأضحى. وأضافت أن الوزير أجرى زيارة للعديد من المنشآت والإدارات التي تدعمها الحكومة التركية في المنطقة ورافقه مسؤولون من المعارضة السورية.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الحربي الروسي جدد غاراته على مناطق لتنظيم "داعش" في البادية، وذلك بعد شنه أمس أكثر من 50 غارة على مناطق ومواقع غير واضحة مستخدماً صواريخ شديدة الانفجار. ولم تتبين ما هي الأهداف التي طاولتها الغارات وماهية الخسائر الناجمة عنها.
وأشارت المصادر إلى أن ست طائرات حربية شاركت في تنفيذ الغارات وتركزت على ثلاثة محاور هي بادية معدان جنوب الرقة وبادية البشري القريبة منها وبادية السخنة في ريف حمص وامتدادها في ريف حماة الشمالي الشرقي. وجاءت الغارات دعماً لقوات النظام التي تقوم بحملة تمشيط مستمرة ضد "داعش" في البادية.
وكان التنظيم قد شن أول الأسبوع هجوماً على موقع للنظام في بادية تدمر ما أسفر عن مقتل وجرح عناصر من ميليشيات "الدفاع الوطني" جرى نقلهم إلى مدينة حمص، فيما قتل آخرون بانفجار لغم أرضي في حقل للنفط بريف الرقة واللغم من مخلفات التنظيم في المنطقة.
وبحسب المصادر، لم تفلح حتى اليوم عمليات النظام السوري المدعومة روسيا بالحد من الهجمات التي تشنها خلايا تنظيم "داعش" رغم الكثافة النارية التي تدعم الحملة البرية من الطيران الحربي.
وفي الجنوب السوري، قال "تجمع أحرار حوران"، إن مليشيات "اللواء الثامن" التابعة لـ"الفيلق الخامس" في قوات النظام السوري أفرجت أمس عن 42 شخصاً من أبناء بلدة المتاعية بريف درعا الشرقي كانت قد اعتقلتهم قبل أسبوعين خلال اقتحام للبلدة ومقتل شخص تحت التعذيب في سجن تابع للميليشيات عقب اعتقاله.
وفي شمال شرقي البلاد، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين بينهم طفل وامرأة جراء اقتتال مسلح بين عائلتين في حي العزيزية بمدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة النظام السوري و"قسد". وأضافت المصادر أن شخصاً قتل أيضاً جراء اقتتال بين أشخاص من عشيرة البو معيش من البكارة و عشيرة المشاهدة من العكيدات في قرية تل طويل مرشو بناحية القامشلي في ريف الحسكة.
وذكرت المصادر أن الأمور عادت إلى الهدوء بعد تدخل وجهاء من العشائر العربية في ظل غياب السلطات الأمنية التابعة للنظام أو "قسد" عن الأحداث، التي تكررت بشكل واضح في الآونة الأخيرة نتيجة انتشار السلاح بشكل عشوائي بين سكان المنطقة.