استمع إلى الملخص
- الصين وروسيا: يتخذ روبيو موقفاً صارماً ضد الصين، ويدعو لفرض تعريفات جمركية ووقف التجسس. يتهم الصين بتمكين غزو روسيا لأوكرانيا ويدعم تشريعات للحد من قوتها.
- أوروبا وأميركا اللاتينية: يدعو لإصلاح حلف الناتو وزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي. يركز على تعزيز العلاقات مع أميركا اللاتينية وزيادة العقوبات ضد كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.
مع اختيار الرئيس الأميركى المنتخب دونالد ترامب، أمس الأربعاء، ماركو روبيو لشغل منصب وزير الخارجية في إدارته المقبلة، تتوجه الأنظار إلى سياسة النائب المحافظ الذي سيصير واحداً من أهم الأسماء في الإدارة الأميركية القادمة، خصوصاً أن الرجل كان قد مارس ضغوطاً من أجل تبني موقف أشد صرامة ضد إيران، بالإضافة إلى تأييده للحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي تقرير لها، رصدت صحيفة "واشنطن بوست" أبرز مواقف روبيو من القضايا الخارجية، التي قد تنعكس بشكل واضح على سياسة الولايات المتحدة الأميركية من هذه الملفات، في حال تأكيد مجلس الشيوخ الأميركي ترشيحه.
وصف عناصر حماس بـ"الحيوانات الشرسة"
أعرب روبيو مراراً وتكراراً عن دعمه لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، واتهم إدارة بايدن بعدم بذل ما يكفي لدعم حليفها. ووصف حرب إسرائيل على غزة بأنها "عادلة"، لأنها تسعى لـ"تدمير المنظمة الإرهابية حتى لا تهدد شعب إسرائيل مرة أخرى".
وبعد شهر من الحرب، أخبر روبيو الناشطين أنه لن يدعو إلى وقف إطلاق النار. وأضاف: "على العكس من ذلك، أريدهم أن يدمروا كل عنصر من عناصر حماس يمكنهم وضع أيديهم عليه. هؤلاء الناس حيوانات شرسة ارتكبوا جرائم مروعة". كذلك دان قرارات بعض الحلفاء الغربيين بتعليق أو تقييد صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب مخاوف بشأن الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي باعتبارها "تقوض قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها".
وبعد أن فرضت وزارة الخارجية عقوبات في أغسطس/آب على كيانات إسرائيلية متورطة في "عنف المستوطنين المتطرفين" في الضفة الغربية، قال روبيو إن الوكالة "تقوض" حليفاً أميركياً. وكتب في رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "الإسرائيليون الذين يعيشون بحق في وطنهم التاريخي ليسوا عائقاً أمام السلام؛ بل الفلسطينيون هم العائق".
نهج روبيو أكثر عدوانية ضد إيران
وصف روبيو طهران بأنها "نظام إرهابي"، وفي فبراير/شباط، قال إن الصعود الناشئ لمحور بقيادة الصين وروسيا وإيران، أكبر تهديد جيوسياسي ضد الولايات المتحدة. وفي بيان صدر في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على إسرائيل، قال روبيو إنه يؤيد "حق إسرائيل في الرد بشكل غير متناسب لوقف هذا التهديد"، دون تحديد ما قد يستتبعه ذلك. وقال روبيو في مقابلة تلفزيونية في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني: "من دون إيران، لا توجد حماس. من دون إيران، لا يوجد حزب الله. من دون إيران، لا توجد مليشيات شيعية تهاجمنا من العراق وسورية". وأضاف أن إدارة ترامب ستكون "واضحة للغاية وحازمة للغاية" في التعامل مع إيران، واتهم البيت الأبيض بقيادة بايدن بمعاملة طهران مثل "الدبلوماسيين البلجيكيين في الأمم المتحدة".
موقف صارم من الصين.. وقناعة بـ"خطورة" تقدمها التكنولوجي
بينما يهدد ترامب بتصعيد الهجمات الاقتصادية على بكين، ويدرس التدابير التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها من المرجح أن تشعل حرباً تجارية عالمية، اتخذ روبيو أيضاً موقفاً صارماً بشأن الصين. وفي حال تأكيد توليه المنصب، سيكون أول وزير خارجية يتولى الدور في أثناء وجوده تحت العقوبات وحظر السفر من قبل بكين. وكان روبيو واحداً من العديد من المشرعين الأميركيين المستهدفين في عام 2020 باعتباره جزءاً من تبادل بالمثل بشأن العقوبات الأميركية على المسؤولين الصينيين، وكذلك لدعمه لحركة الديمقراطية في هونغ كونغ.
وفي مقال رأي نشره على موقع صحيفة واشنطن بوست في سبتمبر/أيلول، وصف روبيو الصين بأنها "أكبر عدو للولايات المتحدة وأكثرها تقدماً على الإطلاق". وحث صناع السياسات في واشنطن على منع الصين من "التفوق" على الولايات المتحدة من خلال الاستثمار بشكل كبير في قطاعات الاقتصاد الحاسمة للأمن القومي، وفرض المزيد من التعريفات الجمركية واتخاذ إجراءات لوقف "التجسس الصيني وسرقة الملكية الفكرية". واتهم روبيو الصين في السابق بتمكين غزو روسيا لأوكرانيا في جزء من استراتيجية متعمدة تهدف إلى تقويض النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة من خلال "محور موسكو وبكين". ودعم العديد من التشريعات التي تسعى للحد من القوة السياسية والاقتصادية للصين.
يتوقع "خيارات صعبة" لإنهاء الحرب في أوكرانيا
فيما أعرب كل من ترامب ونائبه القادم، السيناتور جيه دي فانس من أوهايو، عن شكوكهما العميقة بشأن المساعدات الأميركية لأوكرانيا، وبينما أشار ترامب بشكل خاص إلى أنه سينهي الحرب بالضغط على أوكرانيا للتنازل عن الأراضي، وهو الموقف الذي عارضته كييف بشدة، وصف روبيو مراراً وتكراراً حرب روسيا في أوكرانيا بأنها طريق مسدود مكلف، من مصلحة واشنطن حله بسرعة، على الرغم من أنه لم يتوسع في شرح الشكل الذي قد تبدو عليه التسوية التفاوضية.
وقال في مقابلة أجريت معه في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني: "نريد أن نرى نهاية لهذا الصراع، وسيتطلب ذلك بعض الخيارات الصعبة للغاية". وأشاد بجهود أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد خصم أكثر قوة، ووصفها بأنها "استثنائية". لكنه قال في فبراير/شباط: "من المبالغة أيضاً الاعتقاد بأن الأوكرانيين سيسحقون الجيش الروسي تماماً".
إصلاح حلف شمال الأطلسي
إلى ذلك، ردد روبيو حذر ترامب بشأن الإنفاق العسكري على دفاع أوروبا، قائلاً إن من غير العدل أن تتحمل واشنطن الفاتورة بينما تنفق الدول الأوروبية الأموال على "شبكات الأمان الاجتماعي الضخمة". وفي العام الماضي، كتب روبيو في مجلة المحافظين الأميركيين: "في القرن الحادي والعشرين، يجب على أوروبا أن تأخذ زمام المبادرة في أوروبا (...) لكنهم لن يتولوا المسؤولية أبداً طالما يمكنهم الاعتماد على أميركا. لو كان هذا نقاشاً حول سياسة الرعاية الاجتماعية، لكان المحافظون يطالبون بمتطلبات العمل".
وقال روبيو إن حلف شمالي الأطلسي "يجب أن يكون تحالفاً حقيقياً، ويجب على الدول الغنية في هذا التحالف أن تقدم نصيبها العادل من المساهمة". وأشاد بحلفاء الولايات المتحدة على الجناح الشرقي لحلف الناتو (ألمانيا أو بولندا أو ليتوانيا) لقيامهم بدورهم. ومع ذلك، كان روبيو راعي مشروع قانون ثنائي الحزب يحظر على أي رئيس الانسحاب من جانب واحد من الناتو دون موافقة الكونغرس".
"أميركا أولاً".. وأميركا اللاتينية ثانياً؟
ساعد روبيو، ابن المهاجرين الكوبيين، إلى تعزيز دعم ترامب بين الناخبين من أصل إسباني، وسيكون أول وزير خارجية يتحدث الإسبانية. وركز في مجلس الشيوخ الكثير من اهتمامه بالسياسة الخارجية على المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على زيادة العقوبات ضد كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.
وفي مقال نشره في مجلة "ناشيونال إنترست"، في إبريل/ نيسان، دعا إلى تغيير السياسة الأميركية، التي قال إنها يجب أن تستهدف "جيلاً جديداً من القادة المحتملين المؤيدين لأميركا في مناطق مختلفة من العالم"، وأشار إلى أن الحكومات المحافظة في الأرجنتين والسلفادور والإكوادور وبيرو "مستعدة لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة"، لكن الرجل قد يواجه صعوبات في ظل موقف ترامب المتشدد المتوقع بشأن الهجرة.