المستوطنون نفذوا 930 اعتداء على الفلسطينيين خلال 2020

24 يناير 2021
اعتداءات المستوطنين باتت أكثر عنفاً من أي وقت مضى (Getty)
+ الخط -

كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، اليوم الأحد، أن العام 2020 شهد ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث رصدت الهيئة خلال العام الماضي ما يزيد عن 930 اعتداء للمستوطنين.

وأشارت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في تقريرها السنوي الذي وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، إلى أن اعتداءات المستوطنين أضحت أكثر عنفاً وتطرفاً من أي وقت مضى، لا سيما في ظل الرعاية الكاملة لهذه الاعتداءات من قبل سلطات الاحتلال، في تبادل واضح للأدوار بين عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال.

وأكدت الهيئة أن ذلك يدلل على وجود سياسة ممنهجة لتضييق الخناق على الفلسطينيين، إذ يأتي تشكيل مليشيات وعصابات من المستوطنين، أمثال "شبيبة التلال" و "تدفيع الثمن"، دليلاً واضحاً على منهجية إجراءات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

وأوضحت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن تلك الاعتداءات تركزت بشكل مكثف في محافظات القدس ونابلس والخليل، والتي شهدت ما يزيد عن 63% من مجمل اعتداءات المستوطنين.

وانقسمت اعتداءات المستوطنين إلى اعتداءات جسدية وعلى الممتلكات، ومن بين الاعتداءات الجسدية تسجيل 19 حالة دهس لمواطنين فلسطينيين خلال العام الماضي، بينهم نساء وأغلبهم أطفال، كما أصيب (197) مواطناً فلسطينيًا نتيجة اعتداء المستوطنين عليهم سواء بالضرب أو رشق الحجارة أو إطلاق النار.

كما شهد العام المنصرم اعتداءات على الممتلكات الفلسطينية المنقولة وغير المنقولة، بينها الاعتداءات على الأراضي: وتشمل الاستيلاء على الأراضي، وتجريف الأراضي، وإقامة البؤر الاستعمارية أو نصب المنشآت.

ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد أهملت مناطق زراعية وتضررت بشكل كبير بسبب منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وحراثتها والاعتناء بها، بالإضافة إلى عمليات تجريف الأراضي من قبل المستوطنين ومحاولة الاستيلاء عليها، كما تندرج تحت هذا الإطار ظاهرة "البؤر الاستيطانية"، التي توسع مجال المستعمرات وتضاعف مساحة الأراضي المنهوبة والتي تجلت بوضع كرفانات وإقامة خيام للمستعمرين.

وفي محافظة طوباس والأغوار الشمالية، أشارت الهيئة إلى أن وتيرة اعتداءات المستعمرين المتطرفين تسارعت فيها، وبلغت ذروتها منذ تلويح إسرائيل بتمرير مخططات الضم التي تشكل الأغوار جزءًا كبيرًا منها.

وتناغماً مع ذلك، اتسعت رقعة الهجمات الاستعمارية على المحافظة بالبناء الاستعماري، والسيطرة القسرية على أراضي المواطنين، واتساع دائرة الهجمات التنكيلية على المواطنين ومزارعهم التي تشكل سلة فلسطين الغذائية، الأمر الذي كبد المواطنين خسائر فادحة استهدفت مصادر أرزاقهم، حيث قامت مجموعة من مستعمري مستعمرة "مسكيوت" بوضع سياج شائك في محيط مساحة من الأراضي الواقعة شرق خربة مكحول، وأصبح خلف هذا السياج ما يزيد عن 30 ألف دونم منع الفلسطينيون من دخولها، وبهذا السياج تم إغلاقها بشكل كامل أمام الفلسطينيين في محاولة للاستيلاء عليها، مع العلم أن معظم هذه الأراضي ملكية خاصة.

كما شملت اعتداءات المستعمرين، العام الماضي، اقتلاع وتجريف وقطع وحرق الأشجار والمزروعات: حيث بلغ مجموع الاعتداءات على الأشجار والمزروعات (75) اعتداء، نجم عنها اقتلاع وإلحاق الضرر بـ(6507) أشجار زيتون وكرمة، وقد تركزت الاعتداءات في تجمعات يطا، حواره، بورين، بيت اسكاريا، قريوت، برقه، الخضر، الجبعة، حلحول، ترمسعيا.

وشهد العام الماضي، أيضًا، اعتداءات على المنازل، تمثلت باقتحام بلدات ومنازل المواطنين والاعتداء عليها، بتكسير النوافذ والمحتويات وإلحاق أضرار مادية بها، كما وصلت إلى طرد ساكنيها في بعض الأحيان، وقد تركز معظمها في البلدة القديمة في الخليل.

ونفذ المستعمرون، العام الماضي، ما يزيد عن (127) اقتحاماً للقرى والبلدات الفلسطينية، وإغلاق مفارق الطرق والقيام بأعمال استفزازية للمواطنين الفلسطينيين، وقد تركزت الاعتداءات في قرى: بورين، كفل حارس، دير الحطب، سبسطية، عوريف، دوما، النبي صالح، كفر قدوم، حوارة، مادما، الساوية والبلدة القديمة في الخليل.

من جانب آخر، أشارت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى اعتداء المستعمرين على الأماكن المقدسة، حيث بلغ عدد الاقتحامات التي نفذها المستعمرون لساحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال أكثر من (210) اقتحامات، فضلا عن عشرات الاقتحامات لمنطقة قبر يوسف في نابلس، إضافة إلى التضييق على وصول المواطنين إلى منطقة الحرم الإبراهيمي في الخليل.

إلى ذلك، أوضحت الهيئة أن اعتداءات المستعمرين، بحسب نوع الاعتداء خلال العام الماضي، كانت 932، من بينها 19 حادثة دهس، 85 اعتداء بالضرب، 19 إطلاق النار، و6 تهديدات بالقتل، 42 إضرام نار، 97 اعتداء على مركبات، 55 اعتداء على المنازل، 75 اقتلاعا وتجريفا للأشجار والمزروعات، 154 اعتداء على الأراضي، 21 تقييدا للحركة ومنع الوصول، 127 اقتحاما للقرى والمواقع الأثرية، 12 حادثة إغلاق طرق، و6 حالات خطف ومحاولات خطف، وعملية طعن واحدة، و3 حالات نهش وخدش من كلاب حراسة المستعمرين، و210 اعتداءات على الأماكن المقدسة.

وأشارت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن 197 مواطنا أصيبوا بجروح خلال تلك الاعتداءات، وتم اقتلاع 6507 أشجار والاعتداء على 1894 دونما.

على صعيد آخر، رفضت ما تسمى محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، اليوم الأحد، طلب عائلة سمرين المقدسية بوقف ما تسمى بسلطة الطبيعة والآثار الإسرائيلية العمل بأرض وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وفق ما أفاد به المحامي مهند جبارة.

وأكد أهالي وادي الربابة أنه على الرغم من وجود أوراق ثبوتية تثبت ملكية الأرض للعائلة، إلا أن المحكمة لم تول اهتماما لها، مشيرين إلى أنهم لن يتخلوا عن حقهم بالأرض وسيدافعون عنها بجميع السبل المتاحة، ولن يفرطوا بأي ذرة تراب منها مهما كلف الأمر.

وكانت وحدة من المستعربين اقتحمت، ظهر اليوم، بلدة سلوان واعتقلت الناشط صابر أبو ناب بعد الاعتداء عليه بوحشية.

في سياق آخر، اقتحمت شرطة الاحتلال مصلى قبة الصخرة صباح اليوم، وأوقفت أعمال الترميم بداخله وهددت باعتقال وإبعاد العاملين في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، وفي الوقت ذاته تواصل سلطات الاحتلال أعمال التجريف في ساحة البراق بهدف تغيير الواقع وتهويد الأراضي المقدسة.

إلى ذلك، واصل المستوطنون اليوم اقتحاماتهم اليومية لباحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال، وذلك ضمن الاقتحامات اليومية التي تتم بالقوة للأقصى على فترتين صباحية وبعد الظهيرة.

في حين اعتقلت قوات الاحتلال محمد البشيتي من منطقة باب الأسباط في القدس، وحولته للتحقيق في مركز شرطة القشلة بالقدس، علما أنه والد الأسير هشام البشيتي، والمحرر الفتى عبد الرحمن الذي أفرج عنه قبل يومين من زنازين الاحتلال.

على صعيد آخر، اعتدى مستوطنون، اليوم الأحد، على رعاة أغنام في منطقة سدة الثغلة شرق يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة، ومنعوا الرعاة من دخول المراعي، وهاجموا أغنامهم، وفق ما أفاد به منسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".

من جهة ثانية، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بإزالة منزلين متنقلين في خربة يرزا شرق طوباس، حيث أفاد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات بأن قوات الاحتلال داهمت الخربة وأخطرت الشقيقين رامي وحافظ نعيم مساعيد بإزالة منزليهما المتنقلين خلال 96 ساعة.

ولفت بشارات إلى أن "الكرفانين" قُدما قبل أشهر من مؤسسات دولية للمواطنين مساعيد بدلا عن مسكنيهما، اللذين هدمها الاحتلال.

على صعيد آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، قرية دير أبو مشعل غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وسط اندلاع مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال الإسرائيلي، فيما أغلق الاحتلال مداخل القرية ووضع حواجز عليها.

المساهمون