وصل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، على رأس وفد حكومي، إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بالتزامن مع وصول شخصيات سياسية وحقوقية.
ووصل الكاظمي برفقة وزير الدفاع جمعة عناد ووزير الداخلية عثمان الغانمي، بهدف الاطلاع على المواقع التي طاولها القصف الإيراني الصاروخي، فجر أمس الأحد، وكان في استقبال الوفد رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور برزاني، وعدد من المسؤولين في الإقليم.
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi يصل إلى محافظة أربيل يرافقه وزيرا الدفاع @Jouma_Anad والداخلية، وكان في استقباله رئيس وزراء إقليم كردستان @masrour_barzani وعدد من المسؤولين في @Kurdistan . pic.twitter.com/6nWTdcBwzt
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) March 14, 2022
ونشر مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي تغريدة عبر "تويتر"، قال فيها إن الكاظمي التقى رئيس الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، مسعود بارزاني.
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi يلتقي في أربيل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود بارزاني @masoud_barzani . pic.twitter.com/XcIaBKy3Tp
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) March 14, 2022
يأتي ذلك مع تواصل موجة تنديد وشجب دولية واسعة للهجوم الإيراني بواسطة صواريخ باليستية، طاولت أحياء سكنية في مدينة أربيل، تحت ذريعة وجود مقر للموساد الإسرائيلي.
وكان مسؤول عراقي في بغداد أكد، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن الوفد الحكومي العراقي الرسمي سيكشف عن المواقع المستهدفة، مشيراً إلى أن بغداد سترفع تقريراً رسمياً حيال الأضرار والخسائر، إلى جانب تأكيد عدم صحة الادعاءات الإيرانية.
وكشف أنه سيسمح بدخول جميع الراغبين للتأكد من تلك المواقع التي طاولها القصف، بما فيها مجمعات سكنية، مؤكداً أن "الإيرانيين لم يقدّموا أي دليل حتى الآن على صحة ادعاءاتهم"، على حد تعبيره.
في غضون ذلك، تتواصل، منذ يوم أمس الأحد، ردود الأفعال الدولية المنددة بالهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف مدينة أربيل، بينما جاء موقف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى وفصائل مقربة من إيران خجولاً، لم يتضمّن رفضاً للهجوم.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في وقت متأخر من ليل الأحد-الإثنين، رفض خلاله القصف الإيراني لأربيل.
وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي، فإن بلينكن أكد تضامن بلاده مع العراق، ومساندتها له لدعم أمنه وسيادته.
من جانبه، قال الكاظمي إن "الحكومة ماضية في اتخاذ كل ما من شأنه تقوية سيادة الدولة العراقية وتحصينها ضد أي اعتداءات، أو أي مساس بسيادة البلد وكرامة مواطنيه"، موضحاً أنها "لن تسمح بتحوّل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية، وأن العراق ماضٍ في تعزيز دوره الفاعل دولياً وإقليمياً".
كما نددت الحكومة البريطانية بالهجوم الإيراني على أربيل، معتبرة ذلك انتهاكاً لسيادة العراق، ولفتت في بيان إلى أن بريطانيا ستواصل دعمها لأمن العراق واستقراره، بما في ذلك إقليم كردستان.
واستنكر الاتحاد الأوروبي الهجوم، معتبراً أن القصف الصاروخي لإقليم كردستان وقع من دون مبرر.
وقالت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية إن "صواريخ متعددة ضربت مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجوم"، مضيفة: "يدين الاتحاد الأوروبي بشدة هذه الهجمات". وتابعت: "لا يوجد أي مبرر لمثل هذا العمل من أعمال العنف ضد أراضي دولة ذات سيادة"، مشيرة إلى تضامن الاتحاد الأوروبي مع الشعب العراقي والحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان.
وعلى الرغم من الرفض المحلي والدولي الواسع للهجوم، إلا أن "الإطار التنسيقي" تبنّى موقفاً خجولاً، متجنباً إدانة التجاوزات الإيرانية على سيادة العراق.
وقال في بيان أعقب اجتماعاً لقياداته إن "مدينة أربيل تعرضت لقصف صاروخي استهدف أحد الأماكن، والذي تضاربت الروايات حول حقيقته"، مطالباً بـ"لجان تحقيقية برلمانية وحكومية لتبيان الحقيقة، ومنع استخدام الأرض العراقية للاعتداء على دول الجوار، وعدم السماح لأي طرف بخرق السيادة العراقية، من خلال رفع الذرائع، وغلق جميع منافذ التدخلات الخارجية بالشأن الداخلي العراقي".
وأكد مسؤول العلاقات في محور الشمال بـ "الحشد الشعبي"، علي الحسيني، الأحد، أن قصف أربيل بالصواريخ ردّ طبيعي من إيران على مقتل اثنين من عناصر الحرس الثوري في سورية، موضحاً في حديث لشبكة "روداوو" الإعلامية الكردية، أن "الجمهورية الإسلامية لديها أهداف ومعلومات، وما حصل في أربيل هو رد، باعتقادهم، على موقع فيه تواجد أميركي أو أجنبي".
وأمس الأحد، استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، وسلّمته مذكرة احتجاج إثر استهداف "الحرس الثوري" الإيراني عاصمة إقليم كردستان العراق، أربيل، بعدد من الصواريخ.
وكان "الحرس الثوري" قد تبنّى رسمياً قصف أربيل، ليل السبت-الأحد. مؤكداً، في بيان، أنه استهدف "المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشرارة للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة"، معتبراً أن القصف جاء رداً على "الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني المزور، وفي ضوء إعلاننا السابق أن الجرائم والأعمال الشريرة لهذا الكيان المشؤوم لن تمر من دون رد".