حذر وزير الأمن الصومالي حسن حندبي جمعالي في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء في مقديشو من مغبة عودة "حركة الشباب" و"تنظيم داعش" إلى العاصمة.
وأشار جمعالي إلى إمكانية أن تشكل الفصائل المسلحة الموالية للمعارضة ملاذاً لتلك الجماعات المنتمية لـ"داعش" و"حركة الشباب"، موضحاً أن عصابات مسلحة بدأت تؤرق سكان العاصمة، وبدأت تجبر المواطنين على النزوح من منازلهم.
وأضاف وزير الأمن حسن حندبي أن لدى الحكومة الصومالية كل الإمكانات المادية والعسكرية من أجل مواجهة الفصائل المسلحة المعارضة، لكن خشية أن يؤدي النزاع العسكري في المناطق السكنية إلى النزوح خلال شهر رمضان لا ترغب الحكومة في خوض هذا الصراع حالياً.
كما حذر من أن يتفاقم الوضع العسكري بالنسبة للمعارضة، وأن لا تقدر على توجيه العصابات المسلحة، وتصبح عرضة لخطر "حركة الشباب" و"تنظيم داعش" في المستقبل.
وتشهد العاصمة مقديشو منذ صباح اليوم الثلاثاء حركة نزوح كبيرة في حي هدن جنوبي العاصمة، حيث انتشرت فصائل مسلحة في مناطق عدة في الأحياء المجاورة للقصر الرئاسي في مقديشو، بغية نقل المعركة إلى تخوم المناطق القريبة من مناطق سيطرة القوات الصومالية.
وقالت المواطنة الصومالية فرحية عثمان حسن في حديث مع "العربي الجديد": "نزحنا من منازلنا فجر اليوم بعد أن فوجئنا بحركة نزوح في الحي، هناك مواجهات متقطعة تدنو من منزلنا، ولهذا فررنا من منزلنا، خشية تلك المواجهات".
أما مهد جرجور، فيقول هو الآخر في حديث مع "العربي الجديد": "كان الوضع الأمني في العاصمة قبل عودتي من لندن هادئاً ورائعاً، لكن الجو تبدل اليوم، وأصبح الوضع الراهن يخالف توقعاتي، وهو ما دفعني إلى تقديم تذكرة سفري، والعودة إلى لندن في غضون أيام".
ويضيف جرجور: "لا بد أن تعمد أطراف الصراع إلى تهدئة الأجواء، بدل تصعيدها، نحن الشعب لا ناقة لنا ولا جمل في المعترك السياسي، ونأمل من السياسيين أن يفكروا بمصلحة الشعب".
وبحسب مراقبين، فإن استمرار الوضع الميداني المعقد حالياً في مقديشو يمكن أن ينزلق إلى مواجهات دموية يومية بين القوات الصومالية والجنود الموالين للمعارضة، كما أن الحكومة الصومالية تحضر لمعركة حاسمة خلال الأيام المقبلة، ما لم تنجح جهود إقناع المعارضة للعدول عن السلاح.
غوتيريس يدعو إلى حل الخلافات بالحوار
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قادة الصومال إلى حل خلافاتهم بشأن الانتخابات من خلال الحوار والتسوية، والامتناع عن المزيد من العنف.
وأعرب غوتيريس، في بيان أصدره فرحان حق، نائب المتحدث باسمه، في وقت متأخر مساء الإثنين بتوقيت نيويورك، عن "القلق العميق إزاء الاشتباكات المسلحة الأخيرة في مقديشو".
ودعا غوتيريس "أصحاب المصلحة الصوماليين إلى الامتناع عن المزيد من العنف وحل خلافاتهم من خلال الحوار والتسوية"، وحثهم على "استئناف المفاوضات على الفور وصياغة اتفاق على أساس النموذج الانتخابي 17 سبتمبر/أيلول".
وفي 17 سبتمبر 2020، توصلت الحكومة الاتحادية ورؤساء الأقاليم الفيدرالية، خلال مؤتمر تشاوري بالعاصمة مقديشو، إلى اتفاق لإجراء انتخابات برلمانية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، ورئاسية في فبراير/ شباط 2021.
غير أن خلافات بين الجانبين حول تفاصيل متعلقة بآلية إجراء الانتخابات، التي كانت ستجرى بشكل غير مباشر (ليست عبر الاقتراع المباشر)، عطلت الاستحقاقين.
وفي 13 إبريل/ نيسان الجاري، صدق الرئيس محمد عبد الله فرماجو، على قانون أقره البرلمان يقضى بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية "مباشرة" خلال عامين، ما يعني تمديد ولاية الهيئات التشريعية والتنفيذية سنتين.
وبينما أعربت كل من المعارضة وشركاء الصومال الدوليين عن رفضهم هذا القانون، حذرت الحكومة من أن موقف شركائها الدوليين يشجع المنظمات الإرهابية ويقوض استقرار مؤسسات البلد وسيادته، وهو الذي يتعافى من حرب أهلية اندلعت إثر انهيار الحكومة المركزية عام 1991.