بينما يحضّر المحتجون في السويداء جنوب سورية لفعاليتهم الأسبوعية المركزية يوم غد الجمعة، شهدت ساحة الكرامة اليوم إقامة عرس الشابين حمد وآية الصحناوي، بمشاركة عدد من المتظاهرين.
وشهدت الساحة خلال الأسبوع الأخير حالات مشابهة، دمجت الاجتماعي بالسياسي، حيث كان لحضور الشاب مدحت أبو رسلان بطفلته ابنة الساعتين إلى الساحة صدى كبير وجد فيه الكثيرون من أبناء المحافظة إضافة مميزة وذات مدلول عميق في نفوسهم.
#شاهد: عروسان يصلان إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء حيث تستمر المظاهرات في الساحة، لليوم السابع والأربعين على التوالي. اليوم الخميس، الخامس من تشرين الأول.#مظاهرات_السويداء pic.twitter.com/BlYZDont0M
— السويداء 24 (@suwayda24) October 5, 2023
وفيما شهدت ساحات قريتي الهيات وسليم مساء أمس الأربعاء، وقفات احتجاجية، تتوالى الدعوات في القرى والبلدات والمدن على مساحة المحافظة لتنظيم مثل هذه الوقفات الاحتجاجية المسائية.
وعادة ما يلجأ العشرات من المحتجين إلى المناطق الأخرى التي تنظم بها وقفات احتجاجية عندما لا يستطيعون الوصول إلى ساحة الكرامة للمشاركة في الاحتجاجات، نتيجة الظروف المادية أو الصحية أو حتى نتيجة ضغط الحكومة على أصحاب حافلات النقل العامة بهدف عدم نقل المتظاهرين ومنعا لازدياد زخم الاحتجاجات.
وتشكل هذه الظاهرة ما يشبه "الأعراس"، وتلقى ترحيبا من قبل المناطق التي تستضيفها.
ومن الناحية التنظيمية للحراك، يستمر المحتجون وأهالي القرى والبلدات منذ الأسبوع الثاني للحراك بانتخاب ممثليهم في اللجان المركزية على مستوى المدن التابعين لها إداريا وبشكل ديمقراطي دون أي فرض أو تزكية فئوية، انطلاقا من مبدأ تطبيق الحرية والديمقراطية التي تعد أول مطالب الحراك السلمي في السويداء.
تساؤلات حول مستقبل الحراك
ومع ذلك، تثار تساؤلات بين المراقبين والمحتجين أنفسهم حول مستقبل الحراك ومفاعيله السياسية المحتملة. وفي هذا السياق، قال الناشط السياسي مروان حمزة لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الانتفاضة حركت المياه الراكدة للقضية السورية بعد جمود منذ عام 2018".
واعتبر أن الحراك نجح في إحداث تغيير وتجديد في المسار السياسي، من خلال إعادة إحياء مسألة القرار الأممي 2254 الذي التف عليه النظام لسنوات ودفعه إلى "أدراج الحوارات والمباحثات التي استمرت لأكثر من ثماني سنوات في أروقة الأمم المتحدة وسوتشي ومقرات أخرى".
وبحسب الناشط السياسي، فإن القرار 2254 طفا إلى السطح مجددا بفعل الحراك في السويداء، وجعل المبعوث الأممي لسورية غير بيدرسون المسؤول عن المباحثات الخاصة بتطبيق القرار الأممي "أمام مساءلة ضمنية حول ما حققه بشأن القرار، وأمام اتهام ضمني بشراكة بيدرسون مع النظام السوري بتمييع القضية السورية والتعتيم عليها بدليل الإحاطة التي قدمها للأمم المتحدة".
وكان بيدرسون قد قال في إحاطته إن الحل السياسي في سورية صعب.
ويتساءل الباحث "لماذا الحل صعب؟، هل ذلك نتيجة عدم وصول القوى العظمى لحل سياسي للقضية السورية فعلا، أم لأن كلمة السر لرحيل النظام عند إسرائيل ولم تضعها على الطاولة حتى الآن؟"، بحسب تعبيره.
وتابع "الحل فعلا هو بيد الكيان الاسرائيلي الذي لم ولن يجد أفضل من النظام الحالي لضمان أمنه ودوامه في المنطقة منذ 50 عاما".
وأكد حمزة أن ورقة حماية الأقليات التي استخدمها النظام منذ سيطرته على مفاصل الحكم في البلاد سقطت منذ الأيام الأولى للثورة السورية عام 2011، ولكن النظام هو الذي لا يزال متمسكا بها لضمان بقائه، مشيرا إلى أن هذه المسألة باتت يقيناً لا لبس فيه لدى كل السوريين.