طالب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الأربعاء، بوقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري على غزة، للتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكد منصور خلال مؤتمر صحافي عقده، مع سفير جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، ماجد عبد الفتاح، في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك، وحضرته مراسلة "العربي الجديد"، أن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية من ماء وغذاء، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لقوافل المساعدات الإنسانية الدخول إلى قطاع غزة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي.
وتابع: "إذا استدعى ذلك (إيصال المساعدات) وقف إطلاق نار طويل الأمد، فسنكون سعداء، وإذا استدعى وقف إطلاق نار لفترة من الزمن، سنعمل على أن يكون وقف إطلاق النار لفترة أطول. ولكن المهم أن نوفر كل مقومات الحياة والمساعدات الإنسانية لأهلنا عبر كل مؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والعربية".
واستطرد قائلا: "نريد أن نحافظ على حياة أطفالنا ونسائنا وأبناء شعبنا بأي طريقة كانت حتى لو كانت خطوات أولية، سنبني عليها ونوسعها إلى أن يتوقف هذا العدوان على أهلنا في غزة وبشكل كامل".
وأشار منصور كذلك إلى محادثة هاتفية أجراها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقال إن "الأمين العام أكد على ضرورة فتح ممرات آمنة إنسانية لتوفير الغذاء والوقود والماء وكل مقومات الحياة للسكان المدنيين كما أكد على ضرورة أن يتم ذلك من خلال الجانب المصري، وبطبيعة الحال هذا الشيء لا يمكن أن يتم، إلا إذا تم توقف العمل العسكري البشع الذي تقوم به إسرائيل ضد السكان المدنيين في القطاع".
وتحدث منصور عن مطالبة عباس للأمين العام بوقف "العدوان على الشعب الفلسطيني وإتاحة وصول هذه المساعدات إلى الجهات التي تحتاجها".
"خطوات فعلية"
ورداً على أسئلة لـ"العربي الجديد" حول الخطوات الفعلية التي تنوي جامعة الدول العربية، وخاصة الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، اتخاذها لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، قال سفير جامعة الدول العربية ورئيس بعثتها في نيويورك "علينا في جامعة الدول العربية أن نفصل ما بين مواقف الجامعة وبين مواقف الدول الأعضاء".
وأضاف: "هذا (ينطبق) على أي منظمة دولية، بما فيها الأمم المتحدة على سبيل المثال، حيث هناك فرق بين مواقفها التي تتخذها كمنظمة ومواقف الدول الأعضاء (الفردية)".
وقال: "تحدثت في بداية المؤتمر الصحافي عن اجتماع اليوم (على مستوى وزراء الخارجية) والقرار الذي تم التوصل إليه والذي يطالب في أول بند بالوقف الفوري لوقف إطلاق النار. وبالتالي الجميع ملتزم بهذا القرار، حيث إنه صادر بالإجماع، وسيعمل الجميع على تنفيذه".
وتابع: "أما كيف ستعمل كل دولة، سواء من خلال اتصالاتها أو جهودها، فهذا أمر متروك للدول الأعضاء في الجامعة وبالتنسيق مع الأمين العام وهو سيقدم تقريراً في أقرب فرصة عن تنفيذه".
وشرح السفير: "نحن كجامعة عربية نؤكد على أهمية دور الأمين العام للأمم المتحدة في موضوع المساعدات الإنسانية ولا نقبل أي تهديدات تطلقها إسرائيل لقصف أي مساعدات إنسانية قادمة من أي جهة".
وأضاف: "كما نتحدث عن المساعدات الإنسانية في أوكرانيا أو نتحدث عن المساعدات الإنسانية في أي موقع آخر، لا بد من التعامل بنفس (المعايير) كما نتعامل مع القضية الفلسطينية.. قضية أوكرانيا هي قضية احتلال وقضية فلسطين هي كذلك قضية احتلال وبالتالي لا يمكن أن يستمر التعامل بمعايير مزدوجة مع كل هذه القضايا".
البرازيل تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الجمعة
إلى ذلك أفادت مصادر إعلامية أن البرازيل، التي ترأس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، طلبت عقد اجتماع مساء الجمعة لمجلس الأمن لنقاش التطورات على الأرض.
وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة مشاورات مغلقة الأحد في نيويورك دون التوصل لأي اتفاق أو بيان.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في تصريحات للصحافيين، إنه على اتصال مستمر مع القادة في المنطقة حول الأوضاع في غزة.
وأشار كذلك إلى ضرورة ألا يمتد الصراع إلى مناطق أخرى. ثم تحدث عن شعوره "بالقلق إزاء تبادل إطلاق النار الأخير على طول الخط الأزرق والهجمات الأخيرة التي تم الإبلاغ عنها من جنوب لبنان". وناشد جميع الأطراف، وأولئك الذين لهم تأثير، بتجنب المزيد من التصعيد".
ودعا إلى "الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة." ثم تحدث عن ضرورة "حماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي والتمسك به".
كما أشار إلى نزوح حوالي 220 ألف فلسطيني لجأوا إلى 92 منشأة تابعة للأمم المتحدة. وأكد على ضرورة عدم استهداف "مباني الأمم المتحدة وجميع المستشفيات والمدارس والعيادات".
وشدد على ضرورة "السماح بدخول الإمدادات الحيوية المنقذة للحياة، بما في ذلك الوقود والغذاء والمياه، إلى غزة"، وتحدث عن الحاجة إلى دخول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق.