أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، في خطاب مطول أمام لجنة مجابهة الكوارث الطبيعية مساء الخميس، عزمه تطهير البلاد، رافضاً العودة إلى الوراء، في وقت تتجدد فيه الدعوات للحوار والمبادرات لإنهاء الوضع الاستثنائي وعودة البرلمان والمؤسسات.
وقال الرئيس التونسي: "أقول للمواطنين الصادقين الثابتين صبراً قليلاً، ولا عودة إلى الوراء إطلاقا، عاهدت الله وعاهدت الشعب أن أمضي قدماً إلى الأمام والتاريخ لن يعود أبدا إلى الوراء".
وتابع: "المرافق العمومية تعمل بالرغم من الخطر الذي لم يعد داهما، بل صار واقعا يوميا في كل مكان، وهو الذي دعاني إلى اتخاذ هذه التدابير الاستثنائية بناء على الدستور وبناء على الفصل الثمانين منه وبعد أن احترمت الإجراءات واحترمت المقامات، ومن أراد أن يشوه الحقائق فالتاريخ كفيل بفضحه".
وقال سعيد: "ستأتي أمطار الخريف ككل سنة ويجب الاستعداد لها وستأتي إن شاء الله أمطار سياسية عن طريق القانون والقنوات القانونية بالرغم من أن البعض في تونس مكانه قنوات تصريف المياه لأن الشعب يريد تطهير البلاد من كل الأدران التي علقت بها منذ قرون، وسنطهرها من هؤلاء الذين عبثوا بالتونسيين".
وتابع: "لا بد من إلغاء المسافات بين الأقوياء والضعفاء وبين الأغنياء والفقراء وبين الأصحاء والمرضى بالتآزر".
وقال إن "اجتماع اللجنة الوطنية هو لمجابهة الكوارث في خضم الوضع الحالي واستعدادا للأوضاع القادمة كالأمطار والحرائق والفيضانات، المتصلة بالظروف الطبيعية منها والمفتعلة".
وقال: "سنتحدث عن شبكات التطهير وكذلك عن شبكات الفساد في تونس التي هي أطول وأعقد من شبكات تصريف المياه.. نيران تتصاعد ألسنتها في بعض المناطق وماء مقطوع في بعض المدن لمدة شهر وحين توفرت الإرادة عاد الماء للقنوات في 24 ساعة حتى في بعض المناطق التي كانت تشكو من قطع المياه لسبع سنوات".
وأضاف: "هناك من يعمل على قطع مياه الشرب في عدد من المناطق، وأحدهم قال يوم أمس اذهبوا لرئيس الجمهورية ليعيد إليكم مياه الشرب، فقطع الماء إجرام في حق الشعب التونسي وكذلك بعض الحرائق؛ منها ما هو عادي في فصل الصيف ولكن هناك ما هو مفتعل، وأقولها كما قلتها أمس، إن الذي أشعل النيران سيحترق بألسنتها".
وقال: "أتوجه إلى الشعب التونسي بأن يقبلوا على التلاقيح في هذه الأيام المكثفة" مشددا "لقد حطمتم الرقم القياسي بل كنتم مثالا للعالم كله في العطاء وفي الانضباط وفي التطوع وتم تلقيح أكثر من نصف مليون تونسي".