بعد ساعات قليلة من التهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال، وتراوحت بين المباشرة والمبطنة والتلويح باغتيال قيادات في حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، بدأ الاحتلال عدواناً جديداً أطلق عليه اسم "فجر صاعد" استهله بسلسلة غارات أسفرت عن سقوط شهداء وعشرات الجرحى. بينما كشف مصدر مصري لـ"العربي الجديد" عن تنسيق مصري قطري لتوحيد جهود الوساطة الرامية لوقف التصعيد في غزة.
إصابة 4 إسرائيليين بجروح طفيفة خلال الاحتماء من صواريخ غزة
أُصيب أربعة إسرائيليين بجروح، خلال ركضهم نحو الملاجئ، بعد دوي صافرات الإنذار عقب إطلاق صواريخ من غزة.
وقالت "نجمة داود الحمراء" (هيئة إسعاف رسمية) في بيان نقلته قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، إن خمسة أشخاص قد أصيبوا، من بينهم أربعة بجروح طفيفة خلال ركضهم نحو الملاجئ في مدينتي أسدود وسديروت (جنوب)، فيما أصيب خامس بحالة ذعر.
وسقط جزء من صاروخ أطلقته منظومة "القبة الحديدية" المضادة للقذائف، بالقرب من قسم الطوارئ في مستشفى "برزيلاي" في عسقلان (جنوب)، بحسب المصدر ذاته.
كما ذكرت "كان" أن صاروخاً سقط في موقع بناء في حي غير مأهول في مستوطنة "سديروت" وخلف أضراراً مادية.
هنية: ما جرى في قطاع غزة تقع مسؤوليته على الاحتلال وحده
قالت حركة "حماس"، إنّ رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أكدّ خلال اتصال مع قيادة المخابرات المصرية أن ما جرى في قطاع غزة تقع مسؤوليته على الاحتلال وحده.
وشدد هنية، وفق بيان مقتضب لـ"حماس"، على وجوب وقف القصف الذي يستهدف القطاع.
أدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط إصابات بعد استهداف منزل سكني في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. كما جددت طائرات الاحتلال قصفها لعدد من الأهداف وسط القطاع المحاصر وجنوبي غزة.
المقاومة تطلق مجدداً عدداً من الصواريخ تجاه مستوطنات شمال قطاع غزة
أطلقت المقاومة الفلسطينية عدداً من الصواريخ الجديدة تجاه مستوطنات شمال قطاع غزة، فيما أعلنت "سرايا القدس" الذراع العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي" عن قصف المدن والمستوطنات المحتلة (أسدود، وسديروت، وعسقلان) برشقات صاروخية مكثفة.
أطلقت المقاومة رشقة صاروخية جديدة صوب مستوطنات غلاف غزة، بعد الرشقة الأولى التي استمرت على مدار نصف ساعة وأطلق خلالها أكثر من مئة صاروخ وفق إعلان "سرايا القدس".
في الأثناء، أعلنت بلدية تل أبيب فتح الملاجئ تحسّبًا لأي قصف في وقت لاحق.
"سرايا القدس": قصفنا تل أبيب والغلاف بأكثر من 100 صاروخ
أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الجمعة، مسؤوليتها عن قصف مدينة تل أبيب ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ.
وأوردت السرايا في بيان: "في إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال القائد الكبير تيسير الجعبري وإخوانه الشهداء... سرايا القدس تدك تل أبيب ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ".
وفي أعقاب ذلك، أعلن جيش الاحتلال شن غارات جديدة على قطاع غزة زعم أنها استهدفت مرابض الصواريخ التابعة لـ"الجهاد الإسلامي".
ردّت المقاومة بحدود الساعة التاسعة مساء اليوم برشقات صاروخية متوالية استهدفت مستوطنات شمال غزة، ووصلت حتى "ريشون ليتسيون" و"بات يام" في محيط تل أبيب وسط دولة الاحتلال.
وسقطت معظم الصواريخ في مناطق مفتوحة، وفق زعم وسائل الإعلام الإسرائيلية، فيما أصاب أحدها شارعًا رئيسيًّا، واعترضت القبة الحديدة الصواريخ الأخرى.
أكدّت مصادر لـ"العربي الجديد"، مساء الجمعة، أنّ حركة "الجهاد الإسلامي" أبلغت الوسطاء الذين اتصلوا في قيادتها عقب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القيادي العسكري بالحركة تيسير الجعبري حتمي.
وأشارت المصادر إلى أنّ اتصالات الوسطاء مع حركة "الجهاد الإسلامي" مستمرة، غير أنها لم تحرز أي تقدم، وسط محاولات لدفع الحركة لعدم الرد على اغتيال الجعبري والعدوان الذي أدى لاستشهاد عشرة فلسطينيين حتى الآن.
أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للعدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة، كما شددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف اعتداءات الاحتلال المتكررة بحق المدنيين، لا سيما النساء والأطفال.
وجددت وزارة الخارجية، في بيان اليوم، "موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية".
عبّر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، اليوم الجمعة، عن إدانته للعدوان الإسرائيلي "الغادر" على قطاع غزة واغتيال القائد في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري واستشهاد ثمانية من الفلسطينيين بينهم طفلة.
وأكد هنية، وفق بيان صدر عن مكتبه، أنّ "الاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة التي ارتكبها عصر اليوم وتداعيات عدوانه على شعبنا". وقال هنية: "إننا إذ ننعى القائد الجعبري والشهداء الأبرار نؤكد أن الأمور مفتوحة على كل الاتجاهات"، داعيًا إلى لجم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وذكر مكتب هنية أنّه تلقى العديد من الاتصالات على المستوى الأممي والإقليمي لبحث كيفية التعامل مع هذا "العدوان الجائر"، وقد أوضح للجميع إدانة هذه الجريمة وتحمل الاحتلال تداعياتها ونتائجها.
أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيان، الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة واغتيال قادة المقاومة الفلسطينية ومقتل عدد من الفلسطينيين الأبرياء.
وأكد كنعاني في بيانه أن الهجوم الإسرائيلي "إجرام ومغامرة واستفزاز"، محملا "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي مسؤولية هذه الجريمة وتداعيات العدوان على فلسطين وغزة".
كما أكد المتحدث الإيراني، حق الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أنفسهم أمام "هذه الاعتداءات والممارسات الإرهابية للكيان الصهيوني"، مطالبا الدول والمنظمات الدولية بالقيام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وإدانة "جرائم الكيان الصهيوني" الذي وصفه البيان بأنه "السبب الرئيس في عدم الاستقرار واللا أمن في المنطقة".
الرئاسة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي على غزة
طالبت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الجمعة، بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة، فوراً، وحملت قوات الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية في بيان صحافي، المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل، بوقف العداون على أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، وتحديداً في غزة، وتوفير الحماية الدولية لهم.
بدورها، حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان صحافي، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة على عدوانه على قطاع غزة وعن تداعيات جريمة اغتيال القائد في سرايا القدس تيسير الجعبري.
ودعت الجبهة الشعبية، الشعب الفلسطيني إلى الوحدة أمام عدوان الاحتلال، ودعت كافة الأذرع العسكرية المقاومة بالرد وعدم تمرير مخطط الاستهداف أو الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس.
أما حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية فقد أكدت في بيان صحافي أن "الاحتلال يرتكب جريمة ومجزرة خطيرة في قطاع غزة"، وأن "حكام إسرائيل يستخدمون الدماء الفلسطينية لحملاتهم الانتخابية"، مشددة على أن جرائمهم واعتيال الشهيد تيسير الجعبري لن تكسر المقاومة الفلسطينية بل ستزيدها تصاعداً.
من جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن "شعورها بالقلق" بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة.
أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، مساء الجمعة، أنّ "العدوان الإسرائيلي لن يمر مرور الكرام، وأنّ رد المقاومة قادمٌ وبالطريقة التي تحددها قيادة المقاومة".
وشددت الغرفة المشتركة في بيان أنها "لن تسمح للعدو بالتغول على أبناء شعبنا ولن يفلح بكسر صمود شعبنا ومقاومته"، موضحةً بأنها في حالة انعقادٍ الآن وتقدر الموقف بالاشتراك مع الأجنحة العسكرية كافة.
جدد الاحتلال الإسرائيلية قصفه على القطاع، وشنّ غارتين جديدتين عبر الطيران الإسرائيلي المسير على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في الوقت الذي تستعد فيه الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة لإصدار بيانها الأول ردًّا على العدوان.
وأسفر القصف الإسرائيلي حتى الآن عن استشهاد ثمانية، بينهم طفلة في الخامسة من عمرها.
هذه الطفلة الجميلة آلاء قدوم كانت هدفا لجيش عدونا، وارتقت إلى العلا غارقة في دمائها في قصف غزة قبل قليل !!#غزه_تتألم 💔 pic.twitter.com/mBfeQK0e7l
كشف مصدر مصري لـ"العربي الجديد" عن هناك تنسيق مصري قطري لتوحيد جهود الوساطة الرامية لوقف تصعيد غزة.
وبحسب المصدر، فقد أبلغت "حماس" القاهرة عدم اعتدادها بترويج تل ابيب بأن التصعيد محدود، مؤكدة أن "إسرائيل اتخذت قرار التصعيدن ووقفه بيد المقاومة وحدها، والصواريخ مستعدة لضرب قلب تل أبيب".
واعتبرت "حماس"، بحسب المصدر، رسائل إسرائيل بعدم استهدافها في العدوان الأخير "محاولة للوقيعة بينها وبين الجهاد".
8 شهداء بينهم قائد القطاع الشمالي في "سرايا القدس"
وأسفرت الغارات الإسرائيلية، التي توزعت على عدة مناطق في القطاع، عن استشهاد 8 فلسطينيين، بينهم طفلة، وقائد القطاع الشمالي في "سرايا القدس"، تيسير الجعبري، وإصابة 40 آخرين.
واستشهد الجعبري في غارة استهدفت برج فلسطين السكني وسط مدينة غزة، فيما استشهد آخرون في عدد من الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من القطاع.
عاجل | جيش الإحتلال ينشر فيديو لحظة إغتيال القيادي في سرايا القدس تيسير الجعبري أبو محمود pic.twitter.com/62HYtt7DUb
— منبر الأقصى | عينٌ على القضية (@Mnbrlaqsa) August 5, 2022
أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن العدوان الجديد الذي بدأه الطيران الحربي الإسرائيلي يحمل اسم "فجر صاعد"، ويستهدف "الجهاد الإسلامي". ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" أن العمليات العسكرية التي تم إقرارها ستستهدف بشكل أساسي مواقع وعناصر للجهاد الإسلامي، بعدما فشلت، بحسب ادعاءات جيش الاحتلال، محاولات التوصل لتهدئة مع "الجهاد الإسلامي" عبر وساطة مصرية.
ونقل تقرير لـ"يديعوت أحرونوت" في هذا السياق، أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن رد الجهاد الإسلامي على اعتقال السعدي متأثر بضغوط إيرانية، على غرار الضغوط الإيرانية على "حزب الله" للتشدد في موقفه في مسألة ترسيم الحدود المائية والاقتصادية بين لبنان وإسرائيل.
وفي حين تحدثت مواقع إسرائيلية عن أن جيش الاحتلال سيحصر نطاق الرد في قيادات "الجهاد الإسلامي" لإخراج "حماس" من المواجهة، أعلنت الأخيرة، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، أن "العدو الإسرائيلي هو من بدأ التصعيد على المقاومة في غزة، وارتكب جريمة جديدة، وعليه أن يدفع الثمن ويتحمل المسؤولية الكاملة عنها".
وأكد برهوم أن "المقاومة بكل أذرعها العسكرية وفصائلها موحدة في هذه المعركة، وستقول كلمتها وبكل قوة، ولم يعد ممكناً القبول باستمرار هذا الوضع على ما هو عليه"، مؤكدًا أن "المقاومة الباسلة ستدافع عن شعبنا وأهلنا في القطاع وبكل ما تملك، وستوازن الردع وستبقى تلاحق الاحتلال وستهزمه كما هزمته في كل المعارك وفي كل الساحات، وفي مقدمتها هذه المعركة أيضا"، داعيا "كل الساحات إلى أن تفتح نيرانها على العدو وقطعان المستوطنين"، في إشارة إلى الضفة الغربية.
في المقابل، صرّحت حركة "الجهاد الإسلامي"، في بيان مقتضب فور بدء الغارات: "العدو يبدأ حرباً تستهدف شعبنا وعلينا جميعاً واجب الدفاع عن أنفسنا وعن شعبنا وألا نسمح للعدو بأن يمرر سياساته الهادفة إلى النيل من المقاومة والصمود الوطني".
وتوعد الأمين العام لحركة الجهاد، زياد النخالة، في تصريحات وزعها المكتب الإعلامي للحركة، بأن "هذا يوم للقتال وللنصر طويل.. العدو ابتدأ العدوان وعليه أن يترقب ردنا"، مؤكداً أنّ هذا "اليوم اختبار للمقاومة الفلسطينية وصمودها، وسيثبت مقاتلونا أنهم على قدر المسؤولية في مواجهة الصلف الصهيوني".
ودعا النخالة كل مقاتلي الشعب الفلسطيني إلى أن يقفوا وقفة واحدة، مشدداً على أنّ لا خطوط حمراء لرد الجهاد الإسلامي على هذا العدوان.