تواصل قوات الاحتلال، اليوم السبت، حصار قرية برقا شرق رام الله لليوم الثاني على التوالي، بعد أن أغلقت، أمس الجمعة، المدخل الرئيسي للقرية، بحجة إلقاء شبان الحجارة في اتجاه مركبات المستوطنين، وفرضت قيودا على الدخول والخروج من القرية.
وتمكن الأهالي ظهر اليوم السبت، من إدخال مركباتهم، التي أبقاها أصحابها أمس الجمعة في بلدة دير دبوان المجاورة، لكن بعد انتظار على الحاجز العسكري لقوات الاحتلال.
رصد "العربي الجديد" معاناة بعض الفلسطينيين على الحاجز، من بينهم المسنّ محمد معطان، الذي كان ينتظر في مركبة نجله على أمل الخروج من القرية للوصول إلى الطبيب لعلاج قدمه.
يقول معطان لـ"العربي الجديد": "لو لم أكن مضطراً لما خرجت عبر هذا الحاجز العسكري، أنا مريض ولا أستطيع أن أدوس الأرض بقدمي، ومنذ أمس، أريد الخروج من القرية. قبل قليل فقط أصبح مسموحاً الخروج، لكن لا أعلم كم من الوقت سأبقى على الحاجز، ربما ساعة أو أكثر".
يؤكد معطان أن الاحتلال منع أمس دخول موكبي زفاف، أحدهما أراد دخول القرية والآخر أراد الخروج منها، ويؤكد أن الإغلاق لا هدف له إلا "إذلال الأهالي وتثبيت الاستيطان"، في إشارة إلى البؤر الاستيطانية التي تحيط بالقرية، وتحاصرها.
بدوره، يؤكد ياسر عبد القادر لـ"العربي الجديد"، وهو ينتظر السماح له بالدخول إلى القرية، أنه اضطر أمس إلى إبقاء مركبته في بلدة دير دبوان، ودخل قريته برقا عبر مركبة عمومية، لكن من طريق وعر في وادي المذيق، فالمدخل الآخر للقرية الذي يؤدي إلى الشارع الالتفافي الاستيطاني الذي يسمى إسرائيليا "60"، مغلق منذ انتفاضة الأقصى عام 2000.
يقول عبد القادر: "ليس لدينا حاليا سوى طريق واحد قابل للاستخدام، وها هو الاحتلال يغلقه ويقيم عليه الحواجز، ولا نعلم ماذا يريدون".
وتعاني قرية برقا، من حصار متواصل بإحاطتها ببؤر استيطانية، وبشارع التفافي يستخدمه المستوطنون، فمن الجهتين الشمالية والغربية، تقام بؤرتا " جفعات آساف" و"عوز ايتسيون" المقامتان على أراضي قرية برقا، وبيتين المجاورة، وهما عبارة عن بيوت متنقلة على شكل بركسات وكونتينرات، أما في الجهة الشرقية، فتقام بؤرة رعوية تدعى "رامات ميغرون" على أراضي بلدات وقرى برقا ودير دبوان ومخماس.
وتعاني قرية برقا كذلك من وجود الشارع الالتفافي الاستيطاني المسمى "60"، وهو واحد من شبكة طرق استحدثها الاحتلال بعد عام 1967، لتسهيل تنقل المستوطنين. ليصل الأهالي إلى قريتهم يضطرون للمرور عبر نفقين تحت هذا الشارع، إحداهما للوصول إلى بلدة دير دبوان، والأخرى للعودة من دير دبوان إلى برقا.
ويضيق المستوطنون على الأهالي، لا سيما حين يريدون الوصول إلى أراضيهم أو حين يريد مربو المواشي رعي أغنامهم، وكذلك يحاول المستوطنون السيطرة على مزيد من أراضي القرية، وتعرضت برقة، في 4 أغسطس/ آب الماضي، لهجوم من المستوطنين أدى إلى استشهاد الشاب قصي معطان (19 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص المستوطنين، خلال تصديه لهجومهم.