الفلسطينيون في رام الله يحيون الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى

07 أكتوبر 2024
جانب من المسيرة التي شهدتها رام الله، 7 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أحيا الفلسطينيون في رام الله الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى بمسيرات تحت شعار "نقاوم الإبادة"، مؤكدين على استمرار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مع حرق الأعلام الإسرائيلية والأميركية ورفع الأعلام الفلسطينية.
- شدد المشاركون على أهمية هذا اليوم في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وإفشال مخططات التطبيع، معتبرين أن معركة طوفان الأقصى كانت نقطة فارقة في النضال الفلسطيني.
- أشار المتحدثون إلى أن العام الماضي كان الأصعب منذ النكبة، مع تزايد التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، مما يعزز الأمل في تغيير السياسات الحكومية.

أحيا مئات الفلسطينيين في رام الله وسط الضفة الغربية، اليوم الاثنين، الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة، بوقفة ومسيرة بدأت من دوار المنارة وسط المدينة وانطلقت في شوارعها تهتف للمقاومة في ساحات مختلفة، وبشكل خاص بغزة ولبنان واليمن والضفة الغربية.

وأحرق شبان ملثمون يرتدون عصبات فصائل فلسطينية الأعلام الإسرائيلية والأميركية على دوار المنارة، وسط هتافات تؤكد الاستمرار على خيار المقاومة. وكانت القوى والفصائل الفلسطينية والفعاليات الأهلية والجمعيات والحراكات والاتحادات الشعبية والنقابات قد دعت لإحياء ذكرى معركة طوفان الأقصى بمسيرات في رام الله، تحت عنوان "نقاوم الإبادة" المتواصلة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وأعلام دول عربية مساندة لفلسطين وبشكل خاص لبنان واليمن، ورايات حركات المقاومة الفلسطينية، وراية حزب الله، وشعارات تمجّد السابع من أكتوبر، وأخرى تشير إلى جرائم الاحتلال المتواصلة في غزة وبحق الأسرى، وصور الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وهتف المشاركون لقادة المقاومة؛ الشهداء منهم والأحياء، وللأذرع العسكرية للفصائل، وكتائب المقاومة في الضفة، ولحزب الله واليمن، وإيران، كما هتفوا ضد التنسيق الأمني وضد جرائم الاحتلال والمشاركة الأميركية في العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة.

وأكدت شخصيات سياسية أهمية إحياء هذا اليوم لأنه شكل نقطة فارقة في القضية الفلسطينية من حيث إعادتها إلى الواجهة وإفشال مخططات التطبيع وتوسيع التضامن العالمي مع فلسطين والقضية الفلسطينية، وشكّل كذلك انطلاق حرب الإبادة وما شكلته من أفظع جرائم وأكبر حجم خسائر وشهداء منذ النكبة.

وقال منسق لجنة المتابعة للمؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون، عمر عساف، لـ"العربي الجديد"، إن "إحياء ذكرى معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، يقوم على ركيزتين، هما؛ رفض الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال، ومطالبة العالم للتحرك ضد هذه السياسة الإجرامية، والركيزة الثانية أن الشعب الفلسطيني مقاوم، ومضى عليه عام وهو يقاوم الاحتلال ويهزمه، حتى جاء صباح السابع من أكتوبر وقصفت المقاومة في غزة تل أبيب".

وأضاف عساف: "الشعب هنا ليقول إنه ملتف حول خيار المقاومة، وإن أية خيارات أو رهانات أخرى عمليا إلى مزبلة التاريخ، فقد استطاع هذا اليوم أن يقدم القضية الفلسطينية بعد أن كانت في طي النسيان، واليوم العالم كله يتحدث عن صدقية وعدالة القضية الفلسطينية، ومن جانب آخر كشف زيف الرواية الصهيونية، وزيف العالم الغربي والمنظومة الدولية وحقوق الانسان، وهدم التطبيع العربي وأكد أن خياراً واحداً كفيل بدحر الاحتلال وهو خيار المقاومة".

وقال الناشط السياسي هشام أبو ريا لـ"العربي الجديد" إن "عملية طوفان الأقصى جاءت للرد على مجمل الجرائم الصهيونية في الضفة والقدس وغزة، وقد عزز هذا اليوم وأحيا روح الجهاد والمقاومة عند الشعوب العربية والشعب الفلسطيني"، حسب وصفه. وأضاف أبو ريا: "اليوم غزة المقاومة بعد عام من الحصار وحرب الإبادة ما زالت تقاتل من مسافة صفر وتنتصر".

واعتبر المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عصام العاروري، في حديث مع "العربي الجديد" على هامش الفعاليات، أن العام الماضي من هذه الحرب هو الأصعب على الشعب الفلسطيني منذ النكبة، مشيراً إلى أن الاحتلال أراد منذ اليوم الأول أن يقوم بنكبة جديدة، حين صرح قادة الاحتلال بأنهم يريدون أن يكملوا العمل الذي بدأوه عام 1948.

وأكد العاروري أن حجم الجرائم المرتكبة هو الأخطر والأكبر والأكثر بشاعة ووحشية منذ الحرب العالمية الثانية، وأن من اعتبرهم الفاشيين الجدد تفوّقوا على النازية في بطشها وفي دوسها على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومنظومة حقوق الإنسان، وباتت جرائمهم تشكل أساساً لانقسام عمودي في المجتمع الدولي بين الشمال والجنوب، بين الفقراء والأغنياء، بين بقايا الاستعمار والعنصريين، والشعوب التي تتطلع للحرية والاستقلال.

وفي المقابل، قال العاروري: "إن هذا العام شكّل فارقاً في التضامن مع القضية الفلسطينية، حيث المزيد من الشعوب بدأت تزول الغشاوة عن أعينها، وتعبّر عن تضامن واسع مع الشعب الفلسطيني"، متأملاً أن يستمر هذا التضامن وألا يكون موجة عابرة وأن يصل إلى مرحلة يشكل فيه ضغطاً فعلياً على الحكومات، لتغيير سياساتها كما تم التعبير عنه في الأمم المتحدة وقرارات دولية مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والاعتراف المتزايد بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وتحقيق الاستقلال والتخلص من الاحتلال.

المساهمون