شارك آلاف الأردنيين في اعتصام حاشد قرب السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية بالعاصمة عمّان لليوم الثاني على التوالي، مؤكدين رفضهم أي محاولات للمساس بالمسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية.
وجاء ذلك في فعالية شاركت فيها الأحزاب القومية واليسارية والحركة الإسلامية، والحراكات الشعبية والشبابية، احتجاجا على اعتداءات الاحتلال الأخيرة بحق الفلسطينيين.
واعتقلت قوات الأمن الأردنية عددا من المشاركين في الوقفة، إلا أنها أطلقت سراحهم بعد فترة قصيرة.
ووحدت القوى الشعبية والشبابية والحزبية فعاليتها أمام سفارة الاحتلال، وذلك بهدف توصيل رسالة قوية عن الغضب والسخط الشعبي إزاء الانتهاكات المستمرة في المسجد الأقصى.
وطالب المشاركون بإسقاط معاهدة وادي عربة واتفاقية الغاز، إضافة إلى طرد سفير الاحتلال أمير فيسبورد من عمّان، منددين بالمواقف الرسمية العربية الباهتة إزاء ما يجري في المسجد الأقصى، داعين الشعوب العربية والإسلامية إلى "ضرورة التحرك لإنقاذ المسجد المبارك".
وحدت القوى الشعبية والشبابية والحزبية فعاليتها أمام سفارة الاحتلال، وذلك بهدف توصيل رسالة قوية عن الغضب والسخط الشعبي إزاء الانتهاكات المستمرة في المسجد الأقصى
وشارك ظهر اليوم الاثنين نقابيون وحزبيون وقوى شعبية ووطنية في الاعتصام الذي دعا إليه "التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن"، أمام مقرّ حزب "جبهة العمل الإسلامي"، وذلك تضامنا وانتصارا للقدس والمقدسيين وأهالي حيّ الشيخ جراح، ورفضا للاعتداءات الإسرائيلية.
واستهجن رئيس "التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن" الوزير والنائب السابق عبدالله العكايلة، الموقف الرسمي الأردني، والذي اقتصر على استدعاء القائم بالأعمال الإسرائيلي، مطالبا بطرد السفير وإلغاء اتفاقية وادي عربة وإلغاء اتفاقية الغاز.
من جهته، قال نائب أمين عام حزب "الشراكة والإنقاذ" سالم الفلاحات إن "الشعوب العربية تُداس كرامتها منذ سنوات عديدة، وتُصادر العدالة منها، ويُصادر رأيها"، وحمّل الأنظمة العربية "مسؤولية ترك الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال بصدور عارية بعد أن حرمهم من المقاومة".
وطالب الفلاحات النظام الأردني بـ"تحديد موقفه مما يجري في فلسطين وبيت المقدس بوضوح، وأن يأمر الحكومة بتنفيذ إجراءات حازمة، وإلا فإن الأردنيين قادرون على اقتلاع سفارة العدو الصهيوني".
كما شارك المئات في وقفات احتجاجية نظمتها فعاليات سياسية وحزبية ونقابية وشعبية الاثنين أمام مبنى مجمع النقابات في عمّان وإربد، تعبيرا عن رفضهم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وقال نقيب الصيادلة رئيس مجلس النقباء زيد الكيلاني، خلال الوقفة الاحتجاجية في عمّان، إن "النقابات المهنية تؤكد على الحق العربي في فلسطين، وتقف اليوم مع الأهالي في القدس لمواجهة الظلم".
وطالبت النقابات الحكومة بـ"إلغاء معاهدة وادي عربة واتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل، وطرد السفير الإسرائيلي من الأردن".
ودعا المشاركون في الوقفة الاحتجاجية في إربد إلى "موقف عربي وإسلامي حازم تجاه ما يحدث من اعتداءات إسرائيلية على المسجد الأقصى في مدينة القدس والمرابطين هناك".
وفي سياق متصل، طالبت لجنة فلسطين النيابية بطرد سفير الاحتلال الصهيوني من عمان، وسحب السفير الأردني لدى الاحتلال الإسرائيلي.
كما طالبت اللجنة، في اجتماع الاثنين، بمحاكمة السفير الأردني لدى الاحتلال، وذلك بعد مشاركته الرئيس الإسرائيلي مائدة الإفطار، وخاصة في ظلّ التوترات التي تشهدها القدس.
ولفت رئيس اللجنة النائب محمد الظهراوي إلى أن اللجنة تملك خيارات دستورية عديدة ستلجأ إليها في حال لم تلتزم الحكومة بتوصياتها، مضيفا أنها "ستعرّي الحكومة أمام الشعب الأردني".
من جهة أخرى، التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين بالوكالة علي العايد، اليوم الاثنين، سفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدين في المملكة في مقر وزارة الخارجية، لوضعهم في صورة التطورات الأخيرة في القدس.
وقال العايد خلال اللقاء إن ما قامت به الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية في المسجد الأقصى "جريمة واعتداء غاشم وانتهاك صارخ غير مقبول ومدان".
وأشار الوزير الأردني إلى أن إسرائيل واصلت انتهاكاتها ضد المسجد الأقصى وضد المقدسيين "في مخالفة للقانون الدولي والوضع التاريخي والقانوني القائم، ولالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية".
وشدد العايد على أهمية مواقف الاتحاد الأوروبي ودوله في الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها واعتداءاتها، خصوصاً في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.