وصل السفير التركي لدى ليبيا كنعان يلماز إلى مدينة بنغازي صباح اليوم السبت، والتقى عدداً من المسؤولين في المجلس البلدي للمدينة وعدداً من أعضاء مجلس النواب.
وبحسب فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، فقد استقبل السفير التركي رئيس المجلس البلدي الصقر أبوجواري، وعضو مجلس النواب بدر النحيب، ووكيل وزارة الداخلية فرج قعيم، أمام مقر المجلس البلدي في بنغازي.
ومن المنتظر أن يناقش السفير التركي مع مسؤولي المدينة سبل افتتاح القنصلية التركية في بنغازي، وفتح رحلات جوية وبحرية بين تركيا والمنطقة الشرقية في ليبيا.
وتأتي زيارة يلماز بعد ثمانية أيام من زيارته مدينة القبة، شرقي البلاد، التي التقى فيها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، حيث بحثا "مستجدات الوضع السياسي، والعلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم الشعبين الليبي والتركي"، بحسب المركز الإعلامي لرئيس مجلس النواب.
وتُعدّ زيارتا السفير التركي للقبة وبنغازي الأوليين بعد سنوات من القطيعة بين معسكر شرق ليبيا وأنقرة، زادت بعد إعلان مجلس النواب رفض الاتفاقات الأمنية والبحرية التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق السابقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
ومنتصف الشهر الماضي، زار وفد برلماني ليبي برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري تركيا، والتقى عدداً من المسؤولين، على رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ورافق النويري في زيارته إلى تركيا أعضاء من مجلس النواب عن شرق ليبيا، من بينهم عيسى العريبي وبدر النجيب المعروفان بشدة ولائهما لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح واللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وبحسب بيان الوفد البرلماني، فإن الزيارة جاءت بدعوة رسمية من مجلس الأمن التركي، وجرى خلالها عقد جملة من اللقاءات "المثمرة"، من بينها لقاءات مع لجنة الصداقة البرلمانية التركية الليبية، ولقاء مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو.
ومن نتائج زيارة الوفد البرلماني أنقرة "تشكيل لجنة الصداقة بين البرلمانين"، بحسب ذات البيان، وأيضاً بحث و"تخفيف معاناة الليبيين من خلال تخفيف القيود الإجرائية على الجالية الليبية"، بالإضافة لفتح المجالين الجوي والبحري بين بنغازي وأنقرة.
وظهرت العديد من مؤشرات الرغبة في التقارب بين قادة شرق ليبيا وأنقرة قبل زيارتي السفير التركي الحاليتين، ومنها ما كشف عنه وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو خلال تصريحات، نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بشأن دعوة بلاده صالح وحفتر لزيارتها، مشيراً إلى أن صالح "أراد القدوم إلى تركيا عدة مرات، وتم تحديد المواعيد ثم تراجع"، كما أن حفتر أراد زيارة تركيا أيضاً، لكنه "اشترط" مقابلة أردوغان، إلا أن الأخير رفض باعتبار أن حفتر "ليس محاوراً معهم، وليس مفوضاً في ليبيا".