إيران: لن نتنازل عن خطوطنا الحمراء في مفاوضات فيينا

23 فبراير 2022
تقول طهران إنها تلقت رسائل متعددة من الطرف الأميركي للتفاوض المباشر (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، أن مفاوضات فيينا قد دخلت "مرحلة حساسة ومهمة"، مشيراً إلى أن "عدداً قليلاً من القضايا بقي (من دون حلّ حتى الآن) لكنها مهمة".

وشدد أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، على أن بلاده "لن تتنازل عن خطوطها الحمراء في مفاوضات فيينا تحت أي ظرف كان"، لافتاً إلى أنه تم إبلاغ أطراف المفاوضات بذلك، ومعرباً عن قناعته بأنه "متفائل" بنتائجها.

وقال الوزير الإيراني إن طهران تلقت رسائل متعددة من الطرف الأميركي للتفاوض المباشر، متسائلاً عن "الفائدة من وراء ذلك"، ودعا الولايات المتحدة إلى إبداء حسن النية قبل أي مفاوضات مباشرة، لكنه أكد في الوقت ذاته أنها "لم تتخذ أي خطوة عملية لإظهار حسن النية".

وأعرب الوزير الإيراني عن أمله في أن "يتعامل الطرف الغربي بواقعية لحل القضايا المتبقية خلال الأيام المقبلة".

وكشف وزير خارجية إيران عن تلقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعوة من سلطان عمان هيثم بن طارق لزيارة مسقط، مؤكداً أنها ستتم في "أقرب وقت ممكن"، مع الإشارة إلى أن الزيارة ستكون "منعطفاً" في العلاقات الثنائية التي وصفها بأنها "استراتيجية".

ولفت أمير عبد اللهيان إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت "تقدماً كبيراً" في المجالات الاقتصادية والتجارية خلال الشهور الأخيرة، لكنه أكد أنها "غير كافية".

من جهته، قال وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، خلال المؤتمر، إنه سينقل رسالة من سلطان عمان هيثم بن طارق إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مشيراً إلى أنها تتمحور حول العلاقات الثنائية التي وصفها بأنها "جيدة وتاريخية، شهدت تقدماً جيداً للغاية".

وأعرب أن أمله في أن يزور رئيسي قريباً سلطنة عمان "لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات والتعاون الثنائي"، مؤكداً أن هذه العلاقات "مبينة على الثقة المتبادلة، والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة".

رسالة سعودية

في سياق آخر، كشف وزير الخارجية الإيراني عن تلقي طهران رسالة من السعودية نقلها وزير الخارجية العراقي فواد حسين، أثناء زيارته الأخيرة، خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت فيها الرياض عن استعدادها لاستئناف الحوار.

وأكد أمير عبد اللهيان أن طهران بدورها أكدت استعدادها لمواصلة الحوار مع السعودية، مضيفاً: "مستعدون للتعاون المشترك بجدية مع جميع الأطراف بشأن القضايا الإقليمية".

وشدد على أن "لا سبيل لحل الأزمات في المنطقة إلا بالحوار والتعاون"، قائلاً إن "دول المنطقة لا يمكنها تأمين أمنها من خلال زعزعة أمن الآخرين"، على حدّ قوله.

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر. على إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل/ نيسان 2017.

وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/ نيسان الماضي في بغداد، بعد أن تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة. وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، ثلاث منها في عهد الحكومة الإيرانية السابقة، والجولة الرابعة هي الأولى في عهد حكومة الرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي، الذي تسلم الرئاسة الإيرانية، مطلع أغسطس/ آب الماضي.

وخلال يناير/ كانون الثاني الماضي، كشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد" عن أن الرياض "تماطل في استئناف الجولة الجديدة من المباحثات بين الطرفين"، مشيرة إلى أن طهران أبلغت بغداد، التي تتوسط بين البلدين، استعدادها لإطلاق جولة جديدة.

وأضافت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن "إيران على تواصل مباشر مع الحكومة العراقية لتحديد موعد للجولة الجديدة، لكن يبدو أن السعودية غير متحمسة حتى اللحظة"، مشيرة إلى أن "الجولة الخامسة من المباحثات تنتظر الاتفاق على موعد محدّد ومستوى المشاركة فيها. وبغداد على تواصل مع الجانب السعودي بشأن الموعد، لكنه لم يتجاوب بعد مع ذلك".