تطورات الضفة الغربية | الاحتلال يقتحم بلدات ويهدم محطة وقود شمالي القدس

هدمت جرّافات الاحتلال العسكرية منذ صباح اليوم وحتى ساعات الظهيرة، أربعة منازل، في بلدة الولجة شمال غرب بيت لحم، بعد أن اقتحمت البلدة بآليات عسكرية وعشرات الجنود، والجرافات التي شرعت بعمليات الهدم بدءًا من منزل المواطن فادي أبو رزق في منطقة عين جويزة، وذلك بحجّة البناء دون ترخيص، علمًا أن المنازل المهدمة تأوي أكثر من 20 فلسطينيًا.

وقال رئيس مجلس قروي الولجة، خضر الأعرج لـ"العربي الجديد" إن الهدم هم منازل مخطرة بالهدم في وقت سابق لكن لم يصدر بحقها قرار قانوني نهائي، مضيفاً أن "الاحتلال يسارع إلى هدم منازل دون سابق إنذار أو إشعار كما كان معتادًا قبل الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، حيث باتت عمليات الهدم تستهدف السكان دون السماح لهم حتى بإخراج مقتنياتهم من منازلهم".

وكان من يهدم الاحتلال منزله في السابق، يعيش في خيام أو بيوت متنقلة مسقوفة بالحديد والتي تقام على حطام المنازل المهدمة، إلا أن اللافت وفق الأعرج هو أن الاحتلال بات يخطر هذه البيوت المتنقلة ويهدد بهدمها فوق رؤوس أصحابها وذلك إن حاولوا العودة إلى منازلهم، بهدف جعل البيوت المهدمة كمنطقة عازلة تفصل بين المناطق الفلسطينية والمناطق المسيطر عليها إسرائيليًا.

وأوضح الأعرج أن الاحتلال هدم منذ بداية العام الجاري، نحو 16 منزلًا في الولجة، مضيفاً أن أكثر من 40 منزلًا مخطرة بالهدم، ما دفع عشرات العائلات في البلدة إلى هجرتها، أو ترك العيش فيها والبحث عن مناطق أخرى، نتيجة إقبال المنطقة على مرحلة خطرة تنفيذًا لضمّها وفق مخطط القدس الكبرى الاستيطاني.

تغطية صحفية: مشاهد من هدم الاحتلال منزلا في قرية الولجة ببيت لحم. pic.twitter.com/CirGyvQssj

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 15, 2024

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني في بيان صحفي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الاثنين 15 فلسطينياً على الأقل من الضّفة الغربية، بينهم سيدة من الخليل، وأسرى سابقون.

وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل، ونابلس، ورام الله، وجنين، وطولكرم، إلى جانب ذلك تستمر قوات الاحتلال بتنفيذ اعتداءات، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.

وأشارت الهيئة والنادي في بيان مشترك إلى أن حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بلغت أكثر من 9670، تشمل من أبقى الاحتلال على اعتقالهم، أو من تم الإفراج عنهم لاحقًا.

نصب مستوطنون صباح اليوم خياماً ووضعوا أسلاكاً شائكة على أراضي تابعة لقرية برقا شرق رام الله وسط الضفة الغربية.

وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات لـ"العربي الجديد" إن وضع المستوطنين لتلك الخيام والأسلاك يشير إلى البدء في تدشين بؤرة استيطانية جديدة، موضحاً أن المنطقة تشهد أطماعاً استيطانية متزايدة.

وأشار مليحات إلى أن هذه البؤرة التي تم الشروع في تدشينها، تأتي في سياق خطط قوى اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال الرامية للسيطرة على المزيد من الأراضي لأغراض التوسع الاستيطاني.

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي محطة المحروقات في بلدة حزما شمال شرق القدس، للمواطن جبر عودة الخطيب، وذلك دون سابق إنذار، أو تبليغ مسبق، بحجّة أن المحطة واقعة على الطريق الأيسر من مدخل حزما الرئيس، والذي يعتبره الاحتلال خاضعاً للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية والتي تصنّف "ج"، وفق ما أفاد به موفق الخطيب رئيس بلدية حزما سابقًا، وأحد أقارب مالك المحطة.

وقال الخطيب لـ"العربي الجديد" إن "المحطة موجودة منذ أكثر من 20 عامًا، وتعمل وفق تنظيم وترتيب مع الجهات الرسمية الفلسطينية، لكن قوات الاحتلال تتجاوز القانون رغم وجود نزاع قانوني حول المحطة وإخطارها، حيث تم الهدم في منتصف الليل دون أي تسليم قرار إسرائيلي بذلك، وكلّه في سياق محاربة الفلسطيني في رزقه، إذ لم يعد يمضي يوم إلا وتتعرض فيه البلدة لانتهاكات إسرائيلية".

وأثناء عمليه الهدم، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال دون وقوع إصابات.

مشاهد لآثار الدمار الذي خلفه هدم قوات الاحتلال لمحطة وقود في بلدة حزما شمال القدسhttps://t.co/FfuuEnykL8 pic.twitter.com/8QZeRS4q9v

— Shabab FM راديو شباب اف ام (@ShababFM1014) July 15, 2024

قال عضو مجلس قروي برقة عميد دسوقي، لـ"العربي الجديد" إن "مستوطنين قاموا بأعمال مسح هندسي للمباني العثمانية في منطقة المسعودية شمال غرب نابلس، حيث أخذوا قياساتها، وسط خشية الأهالي من محاولات السيطرة على أراضي المسعودية التي تقدر مساحتها بآلاف الدونمات وتهجير 15 عائلة تسكن في المنطقة".

وأكد دسوقي أن المسعودية تعد منطقة أثرية وسياحية، تتميز بآثارها العثمانية وأراضيها الزراعية الخصبة، وتتبع المسعودية لأراضي برقة، وهي منطقة تجمع بين السهل والتلال وتحتوي على بئر مياه جوفية تغذي منطقة نابلس وقراها، خاصة القرى الشمالية الغربية.

وأشار دسوقي إلى اقتحام ضباط جيش الاحتلال والمستوطنين للمنطقة، وتصاعد الاعتداءات والتهديدات ضد الأهالي، وهو ما يؤشر لتزايد الأطماع الاستيطانية في المنطقة، رغم أن المنطقة مصنفة وفق اتفاقية اوسلو بانها ضمن مناطق "أ" و"ب" و"ج" ويسمح فيها بالبناء. وأوضح دسوقي أن مساحة المنطقة الأثرية في منطقة المسعودية تبلغ 13 دونماً، إضافة إلى آلاف الدونمات من الأراضي المحيطة بها.

ووفق دسوقي، فإن المسعودية كانت محطة على سكة قطار الحجاز في العهد العثماني والتي كانت تربط حيفا ببعض الدول العربية وصولاً إلى السعودية.