تجدّدت التظاهرات في عموم شمال غرب سورية، اليوم الأربعاء، والرافضة للانتخابات الرئاسية التي انطلقت اليوم، ويسعى من خلالها النظام لإعادة انتخاب بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة مدتها سبعة أعوام، وسط رفضي شعبي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال غرب سورية وشرقها، وما يشبه الإجبار على التصويت في المناطق الخاضعة لسيطرته جنوب وغرب والبلاد.
وتجمع المئات من المدنيين وسط مدينة إدلب، في تظاهرة دعا إليها منذ أيام نشطاء في المجتمع المدني، حاملين لافتات ومرددين شعارات مناهضة للانتخابات والنظام ورئيسه الأسد، مشيرين إلى أن الانتخابات ليست سوى مسرحية هزلية ضعيفة النص والإخراج.
وتُعد تظاهرة إدلب الأضخم من بين التظاهرات التي خرج بها سوريون مناوئون للنظام في عموم البلاد، ويأتي اختيار توقيتها بالتزامن مع فتح صناديق الانتخاب في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام والضغط على المدنيين، لا سيما موظفي الدولة للمشاركة فيها، بابتزازهم بمصدر عيشهم من جهة، والتهديدات الأمنية من جهة أخرى.
وشارك في تظاهرة إدلب أهالي المحافظة والمهجرون والنازحون إليها من عموم البلاد، بمن فيهم نساء وأطفال وشيوخ، حملوا جميعاً لافتات كتبوا عليها شعارات من قبيل "لا شرعية للأسد وانتخاباته، الأسد مجرم حرب وانتخاباته باطلة، لا مستقبل مع الأسد في سورية". كما طالبوا بالمقاطعة الدولية للانتخابات والضغط لإبطالها وعدم الاعتراف بنتائجها.
وقال محمد، وهو أحد المشاركين في التظاهرة، لـ"العربي الجديد"، إنهم في هذه التظاهرة يؤكدون أن بشار مجرم، قتل النساء والأطفال، ولا شرعية له ولا لانتخاباته الهزلية التي تستخف بعقول الناس، ويؤكدون مطلبهم الأول والأخير بضرورة إسقاط هذا النظام ليتسنى للسوريين بناء مستقبلهم عن طريق اختيار رئيسهم في انتخابات حرة نزيهة.
بدوره، أكد خالد الحموي، وهو مهجر من ريف حماة الشمالي إلى إدلب، عدم شرعية انتخابات النظام السوري، مضيفاً أنهم خرجوا في التظاهرة للتعبير عن رفضهم للانتخابات التي تظهر النظام بشكل المنتصر وتضحك على عقول المؤيدين له. وأضاف أن هذه الألاعيب لم تعد تنطلي على أحد.
وحذر الحموي في حديثه من خطورة ما يقوم به النظام على سورية، إذ إن مضي هذه اللعبة يعني جثوم النظام لسنوات أخرى على صدور السوريين وقتلهم ونهب ثرواتهم، مشدداً على أن ضرورة مواجهة الانتخابات تدفعهم للخروج في هذه التظاهرة، وهي الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله في ظل تخلي المجتمع الدولي عن السوريين.
وتُعدّ تظاهرة إدلب تعبيراً عن رفض السوريين بالأجمع للانتخابات، لكون المحافظة تضم سوريين من مختلف المحافظات والمكونات السورية، من مهجرين قسراً أو نازحين، بعد عمليات التهجير القسري التي هندسها النظام في مناطق مختلفة من البلاد بدعم من روسيا وإيران، أو جراء حركة النزوح التي شهدتها المحافظة سواء من جنوبها إلى شمالها أو أرياف المحافظات المحيطة بها، على إثر العمليات العسكرية الواسعة التي شنها النظام بإستاد من روسيا وإيران كذلك.
ودعا ناشطون كذلك للتظاهر مساء اليوم في كل من مدينتي إعزاز والباب بريف حلب الشمالي، وبلدة دابق في ذات الريف، ومناطق أخرى خارجة عن سيطرة النظام السوري للتعبير عن رفض الانتخابات. ومساء أمس، شهدت مدينة درعا تظاهرة حاشدة أمام المسجد العمري، الذي شهد انطلاقة الثورة السورية، وكذلك في مدينة طفس في ريف المحافظة، رفضاً للانتخابات وشرعيتها ونتائجها، رغم خضوع المحافظة للتسوية مع النظام صيف عام 2018، وعنون المتظاهرون في درعا وعموم البلاد احتجاجاتهم بـ"لا مستقبل للسوريين مع القاتل".
رئيس الائتلاف السوري يشيد بالتظاهرات
وأشاد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نصر الحريري، في تغريدات عبر "تويتر"، بالتظاهرات التي خرجت في سورية ضد الانتخابات. وقال الحريري إن "خروج التظاهرات الرافضة للمسرحية الانتخابية، وعودة روح التظاهر بكل مكان في سورية، وخروج الناس بهذا الكم الكبير لهو أكبر إصرار من السوريين على إكمال الطريق الذي اخترناه لتحرير بلادنا من الاستبداد، والوصول لدول الحرية والمواطنة".
خروج المظاهرات الرافضة لـ #المسرحية_الانتخابية وعودة روح التظاهر بكل مكان في #سورية، وخروج الناس بهذا الكم الكبير لهو أكبر إصرار من السوريين على إكمال الطريق الذي اخترناه لتحرير بلادنا من الاستبداد، والوصول لدول الحرية والمواطنة.#للمحاكمة_لا_للحكم
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) May 26, 2021
كذلك، أشاد الحريري ببيان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الرافض للانتخابات الرئاسية التي يجريها النظام السوري اليوم، وقال: "نرحب بالبيان المشترك الذي أصدرته فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا حول مسرحية الانتخابات في سورية خارج إطار مجلس الأمن، ونؤكد أن الانتخابات الوحيدة التي يعترف السوريون بها يجب أن تكون دون الأسد المجرم وأجهزة مخابراته وتحت إشراف الأمم المتحدة وفق أعلى المعايير الدولية للشفافية".
نرحب بالبيان المشترك الذي أصدرته فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا حول #مسرحية_الانتخابات في #سورية خارج إطار مجلس الأمن، ونؤكد أن الانتخابات الوحيدة التي يعترف السوريون بها يجب أن تكون دون الاسد المجرم وأجهزة مخابراته وتحت إشراف الأمم المتحدة وفق أعلى المعايير الدولية للشفافية.
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) May 25, 2021
وكان وزراء خارجية الدول الموقعة على البيان قد قالوا مساء أمس إنه "يجب إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، وفقاً لأعلى المعايير الدولية للشفافية والمساءلة"، واستنكروا "قرار نظام الأسد إجراء انتخابات خارج الإطار الموصوف في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وأدان الوزراء محاولة النظام السوري استعادة الشرعية من دون إنهاء انتهاكاته لحقوق الإنسان، وعبروا عن دعمهم لأصوات جميع السوريين، بمن فيهم منظمات المجتمع المدني، والمعارضة السورية الذين أدانوا العملية الانتخابية ووصفوها بأنها "غير شرعية". كما وشدد البيان على السماح لجميع السوريين بالمشاركة، بمن في ذلك النازحون السوريون واللاجئون، في بيئة آمنة ومحايدة.