اتهمت أوكرانيا روسيا الأحد بارتكاب "إبادة" غداة العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوات الروسية، بينما نفت روسيا تلك الأنباء واعتبرتها "مفبركة".
وعثر على جثث تعود الى 410 مدنيين في أراض في منطقة كييف استعادتها القوات الأوكرانية أخيراً من القوات الروسية، وفق ما أعلنت النائبة العامة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا، الأحد. وأضافت النائبة العامة، خلال برنامج بثته العديد من قنوات التلفزة المحلية، أنّ "خبراء الطب الشرعي عاينوا حتى الآن 140" من هذه الجثث.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة الأحد، مع قناة "سي بي إس" الأميركية: "هذه إبادة جماعية. إلغاء الأمّة الكاملة والناس (...) وهذا يحدث في أوروبا في القرن الحادي والعشرين".
كما أوضح زيلينسكي، في خطاب بالفيديو "أريد من جميع قادة روسيا الاتحادية أن يروا كيف يتم تنفيذ أوامرهم. هذه الأنواع من الأوامر. وهناك مسؤولية مشتركة عن عمليات القتل هذه، عن هذا التعذيب (...) عن إطلاق النار في مؤخر الرأس".
كما قال زيلينسكي إنه أنشأ "آلية خاصة" للتحقيق في "الجرائم" الروسية في أوكرانيا، وتعهد العثور على "كل" المسؤولين ومعاقبتهم بعد ظهور أدلة على قتل مدنيين في مدن قرب كييف.
وأوضح في في مداخلة مصورة "قررت انشاء آلية قضائية خاصة في أوكرانيا للتحقيق والمحاكمة في كل جريمة ارتكبها غزاة بلادنا"، موضحا أن الآلية ستضم "خبراء محليين ودوليين ومحققين ومدعين وقضاة".
وتعهد زيلينسكي أن "يتم إدراج كل مذنب بارتكاب مثل هذه الجرائم في سجلّ خاص للجلادين، وسيتم العثور عليه ومعاقبته".
من جهته اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم الأحد، روسيا بارتكاب "مجزرة متعمّدة" في بوتشا. وكتب كوليبا على "تويتر": "إن مجزرة بوتشا كانت متعمّدة. الروس يريدون القضاء على أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين. يجب أن نوقفهم ونطردهم. أطالب بعقوبات جديدة مدمرة من مجموعة السبع حالًا".
Bucha massacre was deliberate. Russians aim to eliminate as many Ukrainians as they can. We must stop them and kick them out. I demand new devastating G7 sanctions NOW:
— Dmytro Kuleba (@DmytroKuleba) April 3, 2022
-Oil, gas, coal embargo
-Close all ports to Russian vessels and goods
-Disconnect all Russian banks from SWIFT pic.twitter.com/oZkCAETCQp
ودبوره عبر عمدة العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو عن صدمته إزاء ما وصفه بـ"جرائم الحرب الوحشية" التي ارتكبها الجنود الروس في بلدة بوتشا، الواقعة شمال غرب العاصمة.
وفي إشارة إلى تقارير عن إعدام مدنيين، قال كليتشكو لصحيفة "بيلد" اليومية الألمانية، اليوم الأحد، إنّ "ما حدث في بوتشا وعدد من ضواحي كييف الأخرى لا يمكن وصفه إلا بإبادة جماعية".
وقال كليتشكو أيضاً إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤول عن "جرائم الحرب الوحشية"، مضيفاً أنّ المدنيين تعرضوا "لإطلاق النار وهم مقيدون". وطالب العالم أجمع، وخاصة ألمانيا، بالوقف الفوري لواردات الغاز من روسيا.
وقال أحد مراسلي "فرانس برس"، في بوتشا، السبت، إنه شاهد جثث حوالى عشرين رجلاً أحدهم مصاب بجرح بالغ في الرأس في أحد الشوارع على مسافة مئات الأمتار.
من جانبه، نفى الجيش الروسي قتل مدنيين في بوتشا، واتهم أوكرانيا بـ"فبركة" الصور.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان "في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف".
وأكدت أنّ الجيش الروسي وزّع 452 طناً من المساعدات الإنسانية على المدنيين في هذه المنطقة.
وتابعت الوزارة أنّ جميع السكان "أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرية" من المنطقة "نحو الشمال"، في وقت كانت الضواحي الجنوبية للمدينة تتعرض "لإطلاق نار من القوات الأوكرانية على مدار الساعة".
واعتبرت أنّ الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت "فبركة جديدة (قام بها) نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية".
#VIDEO Ukraine and Western nations on Sunday accused Russian troops of war crimes after the discovery of mass graves and "executed" civilians near Kyiv, prompting vows of action at the International Criminal Court https://t.co/Lw5CiYOLBR pic.twitter.com/ofbX2o0Yec
— AFP News Agency (@AFP) April 3, 2022
من جهة ثانية، أعلنت أوكرانيا أنّ القوات الروسية تنسحب من مدن أساسية في محيط العاصمة كييف وتشيرنيهيف في الشمال لإعادة الانتشار في الشرق والجنوب بهدف "الحفاظ على السيطرة" على المناطق التي تحتلها هناك.
وبعد أكثر من شهر على بدء الهجوم الروسي أعلنت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، أمس السبت، "تحرير إربين وبوتشا وغوستوميل ومنطقة كييف بكاملها من الغزاة".
"مكبلو اليدين"
وقال أناتولي فيدوروك رئيس بلدية بوتشا التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "كل هؤلاء الأشخاص أعدموا، قتلوا برصاصة في مؤخر الرأس" مشيراً إلى دفن نحو 300 شخص "في مقابر جماعية".
وأضاف "في بعض الشوارع نرى 15 إلى 20 جثة على الأرض" لكن "لا يسعني أن أقول كم من الجثث لا تزال في أفنية المنازل وخلف الأسوار"، موضحاً أنه عُثر على عدد من القتلى مكبلي الأيدي بواسطة شريط قماش أبيض يستخدم للإشارة إلى أنهم غير مسلحين.
وشهدت بوتشا ومدينة إربين المجاورة بعض أعنف المعارك منذ بدء الغزو في 24 فبراير/شباط فيما كانت القوات الروسية تحاول تطويق كييف، وتعرضتا لقصف مركز تسبب بدمار كامل.
مهاجمة أوديسا "من الجو"
ويزور مسؤول في الأمم المتحدة موسكو، اليوم الأحد، سعياً للتوصل إلى "وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية" في وقت أسفرت الحرب حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى وشردت أكثر من 4,2 ملايين أوكراني.
وكانت روسيا حتى الآن ترفض أي زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة يكون موضوعها الرئيسي أوكرانيا.
وزار وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس الأحد مدينة أوديسا الاستراتيجية في جنوب غرب أوكرانيا، حسبما أعلنت وزارته بعد تنفيذ عدة هجمات على المدينة التي تؤمن منفذا على البحر الأسود.
وسمعت سلسلة انفجارات صباح الأحد في أوديسا وتصاعدت ثلاثة أعمدة من الدخان الأسود على الأقل وألسنة نار في منطقة صناعية على ما يبدو، وفق ما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس".
على صعيد آخر، لا تزال القوات الروسية "تحاصر جزئياً مدينة خاركيف" ثاني كبرى المدن الأوكرانية في الشرق، حيث تتعرض المناطق الصناعية والسكنية على السواء لقصف مدفعي، وفق هيئة أركان القوات الأوكرانية التي تشير رغم ذلك إلى تراجع في حدة القصف.
وكشفت رئاسة الأركان أنّ روسيا تعتزم "تشكيل كتائب مؤلفة من مقيمين +متطوعين+ في المناطق المحتلة موقتا في أوكرانيا ومن مرتزقة".
وأعلنت روسيا نهاية الأسبوع أنها تريد "تركيز جهودها على تحرير دونباس"، وهو حوض مناجم في شرق أوكرانيا حيث أعربت كييف عن خشيتها من تفاقم الوضع فيه.
وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أن مئات الأشخاص فروا من مدينة كراماتورسك في شرق البلاد، الأحد، خوفاً من هجوم روسي محتمل، في هذا الجزء من البلاد.
الى ذلك، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، الأحد، أنّ 11 رئيس بلدية ومسؤولاً حكومياً محلياً ما زالوا محتجزين بعد أن خطفتهم القوات الروسية.
(فرانس برس)