أردوغان: العلاقات التركية الأوكرانية غير موجهة ضد دولة ثالثة

10 ابريل 2021
حمل الاجتماع أهمية كبيرة في ظل تهديدات بتصعيد وتوتر الأوضاع في البحر الأسود (الأناضول)
+ الخط -

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، على أن البحر الأسود هو بحر للسلام ويجب أن يبقى كذلك، مؤكداً أن علاقات بلاده مع أوكرانيا غير موجهة لدولة ثالثة.

كلام أردوغان جاء في تصريح صحافي تلا اجتماعاً عقده اليوم السبت، مع نظيره الأوكراني فلاديمير زلنسكي، والوفد المرافق له وانعقاد اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك التاسع في إسطنبول.

وحمل الاجتماع أهمية كبيرة، في ظل تهديدات بتصعيد وتوتر الأوضاع في البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية، وموافقة تركيا على عبور سفينتين حربيتين أميركيتين من مضيق البوسفور للبحر الأسود وبقائها حتى أيار/ مايو المقبل.

وعشية اللقاء كان هناك اتصال هاتفي بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، جاء بطلب الأخير، وتضمن حديثا، وفق ما نقل الإعلام التركي عن مصادر، التزام روسيا بالاتفاقيات الدولية بأن يكون البحر الأسود بحراً للسلام، واتفاقية مونترو الناظمة للعبور من المضائق، وتأكيد أردوغان التزام تركيا أيضاً بتلك الاتفاقية، ونتيجة لما سبق توجهت الأنظار لاجتماع اليوم.

وقال أردوغان في المؤتمر الصحافي الختامي "عززنا من خلال هذا الاجتماع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، تناولنا بشكل موسع العلاقات الثنائية، وندعم وحدة واستقلال الأراضي الأوكرانية، ونؤكد مجدداً موقفنا المبدئي المتعلق بعدم الاعتراف بإلحاق القرم، وندعم في هذا الإطار منبر القرم، ونتمنى أن يكون في صالح حماية حقوق التتر في القرم".

وأضاف "تحسين ظروف المهجرين من القرم هي مسؤولية تاريخية وإنسانية بالنسبة لتركيا، ونشعر بسعادة بأننا نتفق بالرأي مع أوكرانيا في هذه القضية، ولدينا مشاريع لإنشاء بيوت وجوامع لهم، وكانت هناك خطوة في هذا الإطار ضمن هذا الاجتماع".

وفيما يتعلق بالتطورات في البحر الأسود، قال أردوغان "هدفنا الأساسي أن يكون البحر الأسود بحراً للسلام والاستقرار والتعاون المشترك وأن يستمر هكذا دائماً، ولا نرغب بالتوتر في المنطقة والجغرافيا المشتركة، وتناقشنا في الأمر مع الطرف الأوكراني".

وأردف "نؤمن بأن حل المسائل المحقة والمشروعة لوحدة تراب أوكرانيا عبر الوسائل الدبلوماسية، ويجب أن يعود الهدوء إلى المنطقة ونتمنى أن يكون الحل وفق ما تم التوصل إليه في اتفاق مينسك، وتركيا مستعدة لتقديم أي دعم مطلوب في هذا الإطار، ومن الضروري ضمان حل أمن عناصر البعثة المراقبة من أجل حل الإشكال".

وختم بالقول "بدأنا مرحلة استشارات على مستوى وزارتي الخارجية والدفاع بين البلدين، التعاون الثنائي بكل تأكيد ليس موجهاً لأي دولة ثالثة، وتناولنا المواضيع الاقتصادية والسياحية، يمكن للأتراك والأوكرانيين زيارة البلدين عبر الهوية فقط، وأسسنا نظام السياحة الآمنة من أجل استقبال السياح، مستفيدين من تجارب العام الماضي وسياسة التلقيح، وهذا العام مستعدون لاستقبال السياح الأوكرانيين".

 

من جانبه، قال زلنسكي إن "الاتفاقيات التي وصلنا إليها تأتي في العام العاشر للاحتفال بالعلاقات بين البلدين، وهي ليست علاقات قائمة على الورق بل بين الطرفين، تحدثنا بشكل مشترك في الخطوات التي يمكن اتخاذها في البحر الأسود إزاء التصعيد والتحدي، ويجب التزام الأطراف بالاتفاقيات".

زلنسكي: الاتفاقيات التي وصلنا إليها تأتي في العام العاشر للاحتفال بالعلاقات بين البلدين

وأضاف "قدمت معلومات مفصلة عن الوضع في دونباس، وعن تجاوزات حقوق الإنسان في منطقة القرم، وأشكر أردوغان لاستعداده المشاركة في منبر القرم، الذي يعمل على حفظ حقوق المواطنين، وتم التوقيع على اتفاق بناء 500 منزل للمهجرين وهو مهم من الناحية الإنسانية، كما تم تناول العلاقات الثنائية والاقتصادية وصولا لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة من أجل رفع حجم التبادل التجاري".

وختم بالقول "تناولنا التعاون في الطاقة والصناعات الدفاعية، وفي مجال صناعة الطائرات".

وعززت تركيا وأوكرانيا علاقاتهما انطلاقاً من عام 2015، عقب إسقاط أنقرة المقاتلة الحربية الروسية فوق أجواء شمال اللاذقية في سورية، وتوتر العلاقات بين البلدين، ما اعتبرته موسكو أنه جاء نتيجة الخلافات، ورغم تحسن العلاقات التركية الروسية إلا أن العلاقات التركية الأوكرانية شهدت تطورا، في ظل حديث متواصل من قبل حلف الشمال الأطلسي الناتو بإبداء الرغبة بضم كييف للحلف، وهو ما تعتبره موسكو تصعيداً وتوتراً في المنطقة.

المساهمون