"رويترز": الضربة الإسرائيلية على بيروت أنهت تفاهمات دبلوماسية

01 اغسطس 2024
عمليات رفع الأنقاض في موقع غارة الاحتلال في الضاحية، 31 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **عدم إخلاء المواقع الحساسة**: حزب الله لم يخلِ مواقعه الحساسة في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل اغتيال فؤاد شكر، معتقداً أن الجهود الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة ستمنع إسرائيل من ضرب الضاحية.

- **اغتيال فؤاد شكر**: إسرائيل اغتالت فؤاد شكر، القائد العسكري لحزب الله، مما أثار تساؤلات حول دقة الضمانات الدبلوماسية. شكر كان مطلوباً من قبل الولايات المتحدة ولعب دوراً أساسياً في العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

- **فشل الجهود الدبلوماسية**: دبلوماسيون حاولوا احتواء التداعيات، لكن إسرائيل تجاهلت الوساطة ونفذت خطتها. حزب الله لم يتخذ تدابير احترازية، مما أدى إلى إجلاء أعضائه بعد القصف.

وزير الخارجية اللبناني: لم نتوقع منهم قصف بيروت لكنهم قصفوها

انطباع حزب الله كان أن إسرائيل لن تضرب الضاحية الجنوبية

دبلوماسي أوروبي: الإسرائيليون لا يستمعون إلى كلمة نقولها

قالت مصادر أمنية مقربة من حزب الله اللبناني ودبلوماسيون، لوكالة رويترز إنّ الحزب لم يُخلِ مواقعه الحساسة ولم يقم بإجلاء كبار القيادات من الضاحية الجنوبية من بيروت قبل اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، لأنّ المعتقد كان أنّ الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة ستمنع إسرائيل من ضرب الضاحية.

وأضافت المصادر أن انطباع حزب الله كان أن إسرائيل لن تضرب الضاحية الجنوبية، لأنه كان يتصور أنّ القوات الإسرائيلية ستلتزم الخطوط الحمراء غير الرسمية التي يتقيد بها الجانبان بشكل عام في الصراع الذي تصاعد خلال حرب غزة.

ونقل هذا التقييم لـ"رويترز" ثمانية دبلوماسيين مطلعين على أحدث جهود الوساطة التي تقودها واشنطن وتشمل فرنسا والأمم المتحدة، فضلاً عن ثلاثة مصادر أمنية مقربة من حزب الله. وتحدثوا جميعاً شرط عدم ذكرهم بالاسم بسبب الطبيعة الحساسة للموضوع.

اغتيال فؤاد شكر في بيروت

لكن ذلك التفاهم انتهى يوم الثلاثاء عندما اغتالت إسرائيل فؤاد شكر، القائد العسكري الأعلى لحزب الله، ومستشاراً عسكرياً إيرانياً وخمسة مدنيين. والآن يتساءل المسؤولون اللبنانيون وحزب الله عما إذا كانت الضمانات الدبلوماسية قد نُقلت إلى الحزب بدقة. وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لـ"رويترز": "لم نتوقع منهم أن يقصفوا بيروت، لكنهم قصفوها".

ويُعَدّ فؤاد شكر من "القادة الميدانيين ورمزاً من رموز المقاومة الكبار ومن صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها" وفق حزب الله الذي أشار في نبذة عنه إلى أنه لعب دوراً أساسياً في تخطيط العمليات وإدارتها، وخصوصاً النوعية، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، وهو المسؤول العسكري المركزي الأول للحزب في حقبة التأسيس والنصف الأول من التسعينيات.

أخبار
التحديثات الحية

وكان شكر القائد المسؤول عن وضع الخطط العسكرية لحزب الله، خصوصاً في حرب يوليو/ تموز 2006، وقاد العمليات العسكرية على جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة "طوفان الأقصى". في المقابل، اعتُبر شكر من الأسماء المطلوبة أميركياً، إذ عرض موقع "مكافآت من أجل العدالة" التابع للحكومة الأميركية، في وقت سابق، مكافأة تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار مقابل الإدلاء بأي معلومات عنه.

وبدأ التوتر يتصاعد بعد القصف على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، الذي اتهمت إسرائيل حزب الله بتنفيذه، لكن حزب الله نفى بشكل متكرر مسؤوليته في الهجوم، واتهم إسرائيل بذلك.

وهرع دبلوماسيون لاحتواء التداعيات من خلال حثّ إسرائيل على عدم قصف الضاحية في إطار ردها، ونقل المبعوث الأميركي الخاص للبنان عاموس هوكشتاين هذه الرسائل على وجه التحديد، حسبما قال العديد من الدبلوماسيين ومسؤول لبناني على دراية مباشرة بجهود الوساطة لـ"رويترز". وقال مسؤول في حزب الله إن الوسطاء أبلغوهم بمثل هذه الجهود. وقال المسؤول اللبناني وثلاثة دبلوماسيين مشاركين في الرسائل إن إسرائيل لم تتعهد بأي التزامات.

"الدبلوماسية أخفقت"

ومع ذلك فإن موقف حزب الله كان يشير إلى حالة من الثقة. ففي الأيام التي سبقت الهجوم شوهد مسؤولون كبار من الحزب يتنقلون في منطقة الضاحية الجنوبية. وقال مصدران أمنيان لـ"رويترز"، إنّ حزب الله أخلى بعض مواقعه الرئيسية في جنوب لبنان وشرقه، تحسباً لهجمات محتملة، لكنه لم يتخذ تدابير مماثلة في بيروت. وأضاف المصدران أن أعضاء حزب الله الذين يعيشون بالقرب من المبنى المستهدف جرى إجلاؤهم في حالة من الذعر بعد قصفه.

وقال دبلوماسي بالمنطقة إن الهجوم يعني أن إسرائيل لم يكن لديها أهداف كبيرة تابعة لحزب الله لتستهدفها في جنوب لبنان أو شرقه. وأوضح دبلوماسيان أوروبيان أن حزب الله لم يتخذ تدابير احترازية في بيروت و"لم يكن حذراً".

وذكر العديد من الدبلوماسيين، فضلاً عن مبعوث غربي، أنّ الحزب كان لديه قناعة بأن الضاحية لن تتعرض للقصف. وقال أحد الدبلوماسيين: "كانت هناك رسالة واضحة" مفادها أنّ إسرائيل ستتجنب المدن الكبرى، بما في ذلك بيروت. وأضاف الدبلوماسيون إنّ إسرائيل تجاهلت جهوداً دعتها إلى تنفيذ رد منضبط. وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "الإسرائيليون لا يستمعون إلى كلمة نقولها. إنهم ينفذون خطتهم ولا يستمعون إلينا".

وذكر المبعوث الغربي ومسؤول إيراني أنّ إسرائيل "تجاوزت الخطوط الحمراء" باستهدافها الضاحية الجنوبية. وقال المبعوث لـ"رويترز" إن "الدبلوماسية أخفقت"، مضيفاً أن قدرة الدول، حتى الولايات المتحدة، على التأثير في إسرائيل كانت محدودة.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة اليوم الخميس خلال جنازة شكر إنّ إسرائيل "لا تعرف أي خطوط حمراء تجاوزت"، وإن دولاً لم يسمّها طلبت من الحزب عدم الرد على الهجوم، لكنه رفض. ووصف نصر الله الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت التي اغتيل فيها القيادي في الحزب فؤاد شكر بأنها "عدوان وليس فقط عملية اغتيال، إذ فيه قصف للعاصمة اللبنانية، ولمبانٍ مدنية، وليس لثكنة عسكرية، وأدى إلى قتل مدنيين، واستهداف لقائد كبير في المقاومة"، لافتاً إلى أنّ جيش الاحتلال اعتبر أن العدوان على الضاحية ردة فعل، ولكن الحزب لا يقبل بهذا التقييم والتوصيف، لأن ما حصل "عدوان وجزء من الحرب الصهيونية الأميركية على شعوب المنطقة".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون