استمع إلى الملخص
- استراتيجية حرب العصابات للمقاومة تعتمد على كمائن محكمة وكثافة نارية، مع شبكة أنفاق واسعة تصعب على القوات الإسرائيلية التقدم.
- تنفيذ المقاومة لكمائن مؤثرة مثل كمين الشجاعية و"كارثة المغازي"، يشير إلى تغيير تكتيكاتها العسكرية لتحقيق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الاحتلال.
منذ بداية الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة يوم السابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نجحت كمائن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في تكبيد الاحتلال خسائر على مستوى الأفراد والآليات، اتضح جزء منها في الإعلانات الرسمية الإسرائيلية عن أعداد القتلى والمصابين.
ووفقاً للاعترافات الإسرائيلية الصادرة عن الناطق باسم جيش الاحتلال، فإن عدد القتلى الجنود بلغ 650 قتيلاً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فيما سُجلت آلاف الإصابات بجراح متفاوتة.
وقبل أيام، كشفت تقديرات إسرائيلية عن تسجيل قرابة 20 ألف إعاقة في صفوف الجنود الإسرائيليين من أصل 70 ألف معوَّق مسجلين لدى وزارة الحرب الإسرائيلية، وهو ما يعكس ضراوة المعارك التي تخوضها المقاومة الفلسطينية.
وتركز المقاومة في الحرب المتواصلة للشهر التاسع على التوالي على الكمائن التي ينصبها أفرادها، والاعتماد على كثافة نارية عالية بأقل عدد ممكن من المقاتلين، ما يحوّل المعارك إلى ما يشبه حرب العصابات. وفي أكثر من مناسبة، اعترف الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري بصعوبة القتال والمعارك في القطاع، في ظل المعارك العنيفة التي تخوضها المقاومة، ولا سيما كتائب القسام التي تمتلك شبكة أنفاق واسعة.
"العربي الجديد" يرصد أبرز كمائن كتائب القسام
-
كمين الشجاعية
من أبرز الكمائن المحكمة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023، خلال الاجتياح البري الإسرائيلي لحيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، حيث اعترف الاحتلال بمقتل عشرة ضباط وجنود إسرائيليين، أغلبهم من لواء غولاني.
-
عملية المغازي
وصفها الاحتلال "بكارثة المغازي"، حيث فجر مقاتلو "القسام"، بتاريخ 22 يناير/ كانون الثاني 2024، مبنى شرقي مخيم المغازي، ما أدى إلى مقتل 21 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً وإصابة آخرين. وقد وصل مُجمَل خسائر القوات الإسرائيلية في ذلك اليوم إلى 24 قتيلاً، منهم ثلاثة ضباط في معارك خانيونس، ما جعلها أعلى حصيلة لخسائر الجيش الإسرائيلي في يوم واحد منذ بداية الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة.
-
كمين الزنة
أحد أشهر الكمائن التي نشرت كتائب القسام مقطعاً مصوراً لها، وفيه نفذ مقاتلو المقاومة هجوماً أدى إلى مقتل أربعة جنود منهم، بينهم ضابط، في مدينة خانيونس.
-
كمين جباليا
يوم 25 مايو/ أيار 2024، استدرجت كتائب القسام قوة إسرائيلية في أحد الأنفاق التابعة للمقاومة، ثم أُوقِع أفرادها بين قتيل وجريح وأسير.
-
كمين بيت حانون
قالت كتائب القسام إنه واحد من أطول الكمائن في تاريخها، حيث استمر 26 ساعة متواصلة، ونُفِّذ على ثلاث مراحل في المدينة الواقعة أقصى شمالي القطاع، وانتهى باعتراف الاحتلال بمقتل ثلاثة من جنوده ووقف تقدمه في محور بيت حانون بشكل كامل. ونُفِّذ الكمين عبر تفجير عبوة رعدية وإلقاء قنابل يدوية على قوة راجلة، ثم تفجير عبوة شواظ بقوة الإنقاذ، وصولاً إلى قنص ثلاثة جنود إسرائيليين في المنطقة نفسها، بعد أن رصد مقاتلو القسام القوات الخاصة الإسرائيلية من كتيبة "نيتسح يهودا" التابعة للواء كفير في أثناء تسللها إلى بيت حانون.
-
كمين تل السلطان
أحد الكمائن التي نفذتها القسام خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري في مدينة رفح، واعترف الاحتلال فيه بمقتل ثمانية جنود بعد استهداف ناقلة جند كانوا بداخلها بصاروخ مضاد للدروع.
-
كمين النابلسي
من الكمائن الأخيرة التي وقعت غربي مدينة غزة، حيث استهدف مقاتلو القسام ناقلة جند إسرائيلية واعترف الاحتلال بمقتل جنديين وإصابة عدد آخر من الجنود.
وخلال الحرب المتواصلة، غيرت المقاومة الفلسطينية تكتيكاتها العسكرية عدة مرات لتتناسب مع الميدان، ومن أجل أن توقع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف الاحتلال.
ومنذ بداية عملية رفح، تكبد الاحتلال عدة خسائر حسب الإعلانات الرسمية الصادرة عن جيشه وعن الناطق باسمه، حيث نجحت المقاومة في تنفيذ سلسلة من العمليات الخاطفة.
ووفق الإعلانات الإسرائيلية عن أعداد القتلى خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري، فقد قتل منذ بداية الشهر 21 جندياً وضابطاً، غالبيتهم خلال المعارك الضارية التي تدور مع المقاومة في مدينة رفح.