فيما تستمر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا ليومها الثالث، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء اليوم الأربعاء، أن إيران شرعت في تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 في المائة من خلال أجهزة طرد مركزي متطورة، من نوع "آي آر 6"، في منشأة "فوردو" الواقعة في محافظة قم، جنوبي العاصمة طهران.
غير أن الوكالة أكدت في تقريرها الذي وزعته بين الدول الأعضاء واطلعت عليه "رويتزر" أنها "قررت" زيادة وتيرة عمليات التحقق التفتيشية في المنشأة الإيرانية المحصنة داخل الجبال، لكنها كشفت في الوقت ذاته عن أن طهران "وافقت" على ذلك.
ولفتت الوكالة الدولية إلى أنها ستواصل التشاور مع إيران بشأن "الترتيبات العملية لتسهيل تنفيذ أنشطتها، منها عمليات التفتيش في هذه المنشآت".
في المقابل، قال مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد رضا غائبي، في تصريحات أورتها وكالة "إيسنا" الإيرانية، إن "التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول أنشطة بلادنا النووية هو تقرير فني عادي محدّث حول إجراءات إيران، سبق أن أبلغت الوكالة بها كالمعتاد".
وأوضح أنه "بناء على هذا التقرير، قامت إيران بضخ الغاز إلى أجهزة (آي آر 6) للطرد المركزي في فوردو لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة"، مؤكدا أن بلاده "سمحت للوكالة بزيادة عمليات التحقق في المنشأة".
إلى ذلك، علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة على تقرير موقع "أكسيوس" الأميركي بشأن قيام إيران بالتحضير لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، متهما إسرائيل بـ"السعي لتسميم أجواه مفاوضات فيينا عبر نشر الأكاذيب".
وقال خطيب زادة في تغريدة إن "حياة إسرائيل تقوم على إثارة التوترات، ومرة أخرى بدأت تعمل في هذا الإطار وتنشر الأكاذيب بهدف تسميم مفاوضات فيينا".
وأضاف أن "جميع الأطراف اليوم في غرفة المفاوضات أمام اختبار الاستقلال والإرادة السياسية لإنجاز المهمة بغض النظر عن أخبار مزيفة تنشر لتخريب آفاق النجاح" في المفاوضات.
وبموجب الاتفاق النووي، منعت إيران من تخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو"، وسمح لها بتخصيبه بنسبة 3.67% في منشأة "نطنز" الواقعة في أصفهان، وسط البلاد. لكن في إطار تنفيذ المرحلة الرابعة من خفض تعهداتها النووية، اعتبارا من السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، ردا على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018، قامت بتفعيل منشأة "فوردو" الحساسة، واستأنفت تخصيب اليورانيوم فيها عند مستوى 5 بالمائة.
إلى ذلك، كان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قد كشف، في يناير/كانون الثاني 2021، عن أن بلاده أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في رسالة بأنها شرعت بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 20 في المائة في منشأة "فوردو"، جنوب العاصمة الإيرانية طهران، قبل أن تقوم بتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لاحقا للتخصيب من خلالها.
وكسرت طهران الحد المسموح به في الاتفاق النووي لتخصيب اليورانيوم من خلال رفعه يوم السابع من يوليو/تموز 2019 من 3.67% إلى 4.5%، في إطار خفض التعهدات النووية ردا على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. ولم تكتف بذلك، لتعلن أنها سترفع النسبة إلى 20 في المائة اعتبارا من الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2020، فضلا عن رفعها النسبة يوم 13 إبريل/نيسان الماضي، إلى 60 في المائة، ردا على الهجوم الذي استهدف منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم في اليوم الذي سبقه، مع توجيهها اتهامات لإسرائيل بتنفيذه.