"الديناصورات" وستيفاني وليامز

16 ديسمبر 2021
لم تدلِ وليامز بتصريحات بعد زياراتها الأخيرة (فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -

دوّن كثير من الليبيين على صفحاتهم وفي مقالاتهم، التي يبدو أنها ستبقى صناديقهم الوحيدة للتصويت، أحاديث وتحليلات وتكهنات عن أخبار عودة الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز بدرجة مستشارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس هذه المرة، والدور الذي يمكن أن تؤديه في ظل الغموض الذي يلف كل شيء حول العملية الانتخابية، وكيف يمكنها إنقاذ بلادهم.

ولم تكن تلك التدوينات والآراء المرحبة بعودتها على مستوى المواطنين، بل على مستوى المسؤولين أيضاً، الذين فتحوا أبوابهم من دون استثناء.

ومنذ نزول طائرتها في مطار طرابلس، يوم الأحد الماضي، زارت وليامز كل المسؤولين المتوقع أن تلتقي بهم، وأيضاً مسؤولين لم يكونوا بارزين في المشهد السابق، مثل رؤساء الهيئات القضائية.

يجب أن تكون العملية السياسية ملك الليبيين، ويجب ترك الخيار للشعب ليقول كلمته عبر صناديق الاقتراع. هذا ما تردده بيانات السفارات الأجنبية على الأقلّ، لكن الواقع غير ذلك، خصوصاً أن السفراء لا يزاولون أعمالهم من داخل مقراتهم فقط، بل أصبحت طرابلس كلها مقرّاً لهم.

وباتت مقرات كل المؤسسات الليبية مفتوحة، من دون أي اعتبار لوجود وزارة الخارجية، المفترض أن تكون نافذتهم وطريقهم للوصول إلى أي مكان أو مسؤول في طرابلس وليبيا كلها، ومن هؤلاء، بل وأبرزهم وليامز.

وصول وليامز إلى طرابلس وانخراطها في حدث الانتخابات مفصلي ليس فقط لليبيين، بل أيضاً لحسابات الدول المتدخلة في الشأن الليبي، خصوصاً أن صراع الأقطاب الدولية الكبرى حول ملفات أخرى، ومنها أوكرانيا، يمكن أن ينعكس في الملف الليبي في ظل حرب الضغوط المتبادلة.

لكن السؤال الأهم هو كيف ارتهن الليبيون للخارج حتى تمكنت دبلوماسية من الصف الثالث في السياسة الأميركية من تجميد كل شيء في ليبيا، ليس من لحظة وصولها إلى طرابلس فحسب، بل من لحظة تسريب خبر إعادة تعيينها مستشارة للأمين العام للأمم المتحدة.

لطالما كانت وليامز تصف قادة المشهد الليبي المتمترسين في كراسيهم غير راغبين في مغادرتها بأي شكل، سواء في مجلس النواب أو المجلس الأعلى للدولة، بـ"الديناصورات"، وهددتهم بالانقراض، عندما تجاوزتهم وكوّنت جسماً سياسياً جديداً سمّته "ملتقى الحوار السياسي".

المساهمون