استمع إلى الملخص
- تقرير أممي أفاد بأن المخيم يشهد مجاعة مستمرة بسبب النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية، مما يزيد من معاناة النازحين.
- الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت عن عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص، مع تعليق غالبية عمليات الإغاثة بسبب العنف.
استُهدف مخيم زمزم للنازحين في دارفور بضربات جوية، ليل الأحد، بعد أيام على إصدار هيئة مدعومة من الأمم المتحدة تقريرا يفيد بأن الحرب في السودان تسببت بمجاعة فيه، وفق ما أفادت، الاثنين، منظمتان غير حكوميتين. وقالت "أطباء بلا حدود" في بيان إنّ "مخيم زمزم قصف مساء الأحد". من جهتها، أشارت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور إلى قصف "الطيران الحربي مخيم زمزم للنازحين" الذي يؤوي ما بين 300 ألف و500 ألف نازح.
يذكر أن الجيش السوداني هو الطرف الوحيد الذي يمتلك طيراناً حربياً، بحسب "فرانس برس".
وبين هؤلاء النازحين كثر ممّن فرّوا من المعارك الضارية التي تشهدها مدينة الفاشر المجاورة، عاصمة ولاية شمال دارفور. والفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وقد ظلت بمنأى نسبيا عن القتال لفترة طويلة.
وأفادت المنسقية بأن ضربات الأحد دمرت 20 منزلا و"جرحت أربعة أطفال" وأدت إلى "حالة من الخوف والهلع وسط النازحين في المخيم".
وتأتي الضربات بعد بضعة أيام على إصدار هيئة تدعمها الأمم المتحدة تقريرا يفيد بأن المخيم يشهد مجاعة. وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة إلى أن "المجاعة لا تزال مستمرة في يوليو/ تموز 2024 في مخيم زمزم"، وأشارت إلى أن "العوامل الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية".
وفي وقت سابق من أمس الاثنين، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إنه تلقى اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تحدث فيه معه عن "ضرورة معالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات". وأضاف البرهان، في تغريدة على منصة إكس، أنه أبلغ بلينكن بأن "المليشيا المتمردة"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، تحاصر وتهاجم مدينة الفاشر (شمال دارفور)، وتمنع مرور الغذاء لنازحي معسكر زمزم.
واندلعت المعارك في السودان في نيسان/إبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو. والمعسكران متّهمان بارتكاب جرائم حرب وبالاستهداف المتعمّد لمدنيين وبإعاقة وصول المساعدات الإنسانية.
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ومع انزلاق البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ"واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة"، تم تعليق غالبية عمليات الإغاثة بسبب العنف.
(فرانس برس، العربي الجديد)