10 نوفمبر 2024
هدايا السعودية سياسة مدفوعة القيمة
خلال إنشاء تحالفاتها ضد جهةٍ بعينها، تعاملت السعودية مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأسلوب يكاد يصل إلى حدّ الرشوة، فقد نشر موقع ديلي بيست الأميركي، في الرابع من سبتمبر/ أيلول الحالي، قائمة تضم ثمانين بنداً، هي مجموع الهدايا التي تلقاها ترامب في زيارته السعودية في مايو/أيار الفائت، الهدية التي تحمل رقم واحد أربعة أزواج من الصنادل الجلدية، وهي ليست الصنادل الوحيدة التي تلقاها ترامب في الزيارة، فقد أهدي إليه، بحسب تلك القائمة، خمسة صنادل جلدية أخرى، تتراوح ألوانها بين البني والأخضر والمختلط بينهما والفضي. وتلقّى أيضاً قميصاً حريرياً بدون أكمام، وقميصاً من الشيفون بأزرار مقفلة. وفضلاً عن هدايا الألبسة التي تجاوزت ثلاثة أرباع القائمة، أهدي ترامب كتاباً عن التقاليد العربية السعودية، ونسخة من الدستور الكويتي. وأهدي سيفاً ولوحة فنية موضوعها وجه الرئيس ترامب نفسه. في مقابل هذه الهدايا، من غير المتوقع أن يكون ترامب قد أهدى شيئاً إلى قادة السعودية، وهو الذي دأب، خلال حملته الرئاسية، على إطلاق التهديدات والتصريحات غير الودودة تجاه المملكة. لم تذكر قائمة الهدايا الطويلة التي نشرها الموقع الاتفاق الموقَّع الذي تفوق قيمته رقماً، وأمامه أحد عشر صفراً.
ليست هذه المرة الأولى التي يتلقى فيها الرؤساء الأميركيون هدايا قيمة، فقد تلقى روزفلت حماراً وحشياً وأسداً هديةً من إثيوبيا. كما تلقى ريتشارد نيكسون زوجاً من حيوانات الباندا هدية من الصين لا تقدر بثمن. وحصل باراك أوباما على لوحةٍ تمثل حياة الصحراء من الملك عبد الله بن عبد العزيز، تقدر قيمتها بأربعة وثلاثين ألف دولار. أما الرئيس ليندون جونسون فقد تلقى معطفاً فاخراً من رئيس الوزراء البريطاني، بينما كان الوفد الأميركي على وشك المغادرة، جرّب جونسون المعطف، فوجد أكمامه قصيرة، فخلعه على عجل، وطلب من مدير المراسم أن يأخذه ويهرع نحو رئيس الوزراء البريطاني، ويطلب منه قياساً أكبر، وتوقفت عملية المغادرة حتى حصل الرئيس على المعطف المناسب. قد يكون الرؤساء الأميركيون من أكثر الأشخاص الذين يتلقون هدايا، ما يعنى أن المنصب هو الذي يحصل على الهدايا، وليس شخص الرئيس.
لا يُتوقع أن ترامب قدّم لقادة السعودية أية هدية. لكن من المعروف أن هدايا الرؤساء الأميركيين لا تحظى بقبول كبير، فقد أهدى أوباما رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، مجموعة أشرطة "دي في دي" تحتوي أفلاما أميركية، ولاحقاً وصفتها الصحافة البريطانية بأنها أفلام مملة، وتفتقر إلى الخيال. لذلك لا يمكن التعويل على الهدايا التي تقدمها أميركا. وبسبب بذخ الهدايا المقدمة إلى رؤسائها، وخصوصا من بعض القادة العرب، تم سن قانون يقيّد الحد الأقصى لقيمة الهدايا التي يمكن للرئيس أن يحتفظ بها، وهو 357 دولاراً فقط، وتشحن بقية الهدايا إلى مركز الأرشيف الوطني، حيث يتم عرضها، أما إذا رغب الرئيس بالاحتفاظ بأي هدية يتلقاها فعليه أن يدفع ثمنها.
لن يستمتع الرئيس ترامب الذي تقدره المملكة، إلى درجة إهدائه ثوباً من الشيفون عاري الأكمام، بأي من تلك الهدايا. وعليه تقديمها إلى الأرشيف الوطني، ولن يستطيع الاحتفاظ بأكثر من زوج واحد من تلك الصنادل الجلدية، على أن تكون قيمته أقل من المبلغ المحدّد، وستبقى بالطبع القيمة التعاقدية الضخمة التي عاد بها من زيارة السعودية في عهدة الخزينة الأميركية، وهو مبلغ كبير إلى درجة يمكن أن يسمح للسعودية بالتمادي في إظهار الوجه غير الودود، لبعض جيرانها، وتجاهل تدخل ترامب لصالح إفساح المجال لعملية تفاوضٍ قد تقود إلى تفاهم جديد. يمكن هنا توقع مدى الاستعداء المهيمن في أجواء السعودية، إلى درجة ترفض معها حتى العنوان العريض للتفاوض، وهي طريقةٌ مباشرة للقول، بصوت عال، إن التفاوض غير ممكن، وحالة العداء المستحكم الراهنة ستدوم طويلاً.
ليست هذه المرة الأولى التي يتلقى فيها الرؤساء الأميركيون هدايا قيمة، فقد تلقى روزفلت حماراً وحشياً وأسداً هديةً من إثيوبيا. كما تلقى ريتشارد نيكسون زوجاً من حيوانات الباندا هدية من الصين لا تقدر بثمن. وحصل باراك أوباما على لوحةٍ تمثل حياة الصحراء من الملك عبد الله بن عبد العزيز، تقدر قيمتها بأربعة وثلاثين ألف دولار. أما الرئيس ليندون جونسون فقد تلقى معطفاً فاخراً من رئيس الوزراء البريطاني، بينما كان الوفد الأميركي على وشك المغادرة، جرّب جونسون المعطف، فوجد أكمامه قصيرة، فخلعه على عجل، وطلب من مدير المراسم أن يأخذه ويهرع نحو رئيس الوزراء البريطاني، ويطلب منه قياساً أكبر، وتوقفت عملية المغادرة حتى حصل الرئيس على المعطف المناسب. قد يكون الرؤساء الأميركيون من أكثر الأشخاص الذين يتلقون هدايا، ما يعنى أن المنصب هو الذي يحصل على الهدايا، وليس شخص الرئيس.
لا يُتوقع أن ترامب قدّم لقادة السعودية أية هدية. لكن من المعروف أن هدايا الرؤساء الأميركيين لا تحظى بقبول كبير، فقد أهدى أوباما رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، مجموعة أشرطة "دي في دي" تحتوي أفلاما أميركية، ولاحقاً وصفتها الصحافة البريطانية بأنها أفلام مملة، وتفتقر إلى الخيال. لذلك لا يمكن التعويل على الهدايا التي تقدمها أميركا. وبسبب بذخ الهدايا المقدمة إلى رؤسائها، وخصوصا من بعض القادة العرب، تم سن قانون يقيّد الحد الأقصى لقيمة الهدايا التي يمكن للرئيس أن يحتفظ بها، وهو 357 دولاراً فقط، وتشحن بقية الهدايا إلى مركز الأرشيف الوطني، حيث يتم عرضها، أما إذا رغب الرئيس بالاحتفاظ بأي هدية يتلقاها فعليه أن يدفع ثمنها.
لن يستمتع الرئيس ترامب الذي تقدره المملكة، إلى درجة إهدائه ثوباً من الشيفون عاري الأكمام، بأي من تلك الهدايا. وعليه تقديمها إلى الأرشيف الوطني، ولن يستطيع الاحتفاظ بأكثر من زوج واحد من تلك الصنادل الجلدية، على أن تكون قيمته أقل من المبلغ المحدّد، وستبقى بالطبع القيمة التعاقدية الضخمة التي عاد بها من زيارة السعودية في عهدة الخزينة الأميركية، وهو مبلغ كبير إلى درجة يمكن أن يسمح للسعودية بالتمادي في إظهار الوجه غير الودود، لبعض جيرانها، وتجاهل تدخل ترامب لصالح إفساح المجال لعملية تفاوضٍ قد تقود إلى تفاهم جديد. يمكن هنا توقع مدى الاستعداء المهيمن في أجواء السعودية، إلى درجة ترفض معها حتى العنوان العريض للتفاوض، وهي طريقةٌ مباشرة للقول، بصوت عال، إن التفاوض غير ممكن، وحالة العداء المستحكم الراهنة ستدوم طويلاً.