10 نوفمبر 2024
إسرائيل... تحالفات مستمرة
تكرّر تبادل الزيارات الرسمية بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل لافت خلال السنة الأخيرة، ويشير اللقاء الذي جمعهما في السادس من يونيو/حزيران الماضي إلى توافق على مستوى عالٍ عبر عنه الرئيس الروسي حين ذكَّر بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وأكّد وجود مليون متحدّث بالروسية يعيشون على أرض إسرائيل، وأن الكرملين يهتم بأمرهم.
أشار اللقاء إلى تعاون سيستمر بين البلدين في النواحي الاقتصادية والعسكرية، وقد ضمنت الدفاعات الروسية سلامة الطائرات الإسرائيلية التي تحلق في سماء سورية، بين فترة وأخرى، وتضرب الأهداف التي تراها ضروريةً لضمان أمنها وسلامتها. في المقابل، يتفهم نتنياهو وجود الروس في سورية، ويرى في التدخل الروسي "حفاظاً على أمن روسيا القومي"، ويغض الطرف عن تسهيل "السوخوي" مهماتٍ يقوم بها أعداؤه، كحزب الله وإيران، على الأرض السورية.
تنتشر على فضائيات الجار اللدود لروسيا أخبارٌ عن اتفاق تركي إسرائيلي، تغاضى في سبيله الأتراك عن شرطهم برفع حصار غزة، لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد أن تدهورت بشكل كبير منذ عام 2010 بسبب مقتل تسعة أتراك في اعتراض سلاح البحرية الإسرائيلية سفينة مافي مرمرة المتجهة إلى غزة.
شعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الأشهر الماضية، بحصار اقتصادي وسياسي خانق، سبَبُه خلافٌ استفحل مع روسيا، إثر إسقاط الطائرة الروسية، سُوّي لاحقاً، بالإضافة إلى وجود فوضى عارمة على حدود تركيا الجنوبية، تسيطر عليها من الجانب السوري كتائب مقاتلة، لا تضمر غالبيتها الخير لتركيا.
اتجه أردوغان إلى إقامة علاقات ودٍّ جديَّة مع الآخرين، بدأها بلقاء مع العاهل السعودي، ثم بترتيب اتفاق مع إسرائيل حصل، بموجبه، على موافقة وزير الجيش الإسرائيلي، موشي يعلون، على إدخال المعدات اللازمة لتشييد المستشفى التركي في القطاع، خطوة أولى على طريق المصالحة، قبل الوصول إلى تطبيع كامل.
تجتهد إسرائيل على اقتناص الأجواء المعكّرة لتسوية أمورٍ عالقةٍ، لا تحل ضمن الظروف الطبيعية، ويمر تعيين اليميني المتطرّف، أفيغدور ليبرمان، متبني فكرة اغتيال قادة حركة حماس، وزيراً للدفاع، بسلاسةٍ، لم يبدِ الأتراك ولا العرب تحفظاً أو اعتراضاً عليه، لانشغالهم بشؤونهم الداخلية، وباجتياز عقباتٍ يرونها أكثر إلحاحاً.
تسترخي إسرائيل عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة، حيث درج في السياسات الأميركية تقديم دعم غير محدود للكيان الإسرائيلي منذ نشأته، وما زال رؤساء أميركا المتعاقبون يصرّون على رواياتهم القديمة التي تسوّغ الدعم المتواصل لإسرائيل، والتي يرتبط معظمها بمزاعم الوقوف إلى جانب الضعيف، وإيفاء الشعب اليهودي حقه بعد سلسلة مجازر تعرّض لها ما زالت صورها تلحّ على "ضمير" العالم. ويؤكد الرؤساء الذين حكموا الولايات المتحدة مساندة سياسات دولة "ديمقراطية" كإسرائيل، تعيش وسط محيطٍ مكون من دولٍ ذات طبيعة شمولية.
تساقطَ بعض الدكتاتوريين، وغطّت الفوضى المنطقة برمتها، وما زال باراك أوباما، الذي يبدو محجماً عن الشرق الأوسط عموماً، يتعاطى مع إسرائيل بوصفها الحليف الثابت الوحيد في المنطقة. وعلى الرغم من الزيارات القليلة بين الدولتين، بقي تأثير اللوبي الإسرائيلي واضحاً في سياسة الولايات المتحدة. وتأكيداً على ذلك، نشر مجلس الأمن القومي الأميركي، منذ أيام، على موقعه الإلكتروني تقريراً يقول إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل شهد، في عهد أوباما، انتعاشاً غير مسبوق على مختلف الصعد. وأكد التقرير، بعكس ما يُشاع، حرصَ الولايات المتحدة على أن تظل إسرائيل تتلقى النصيب الأكبر من المساعدات الأميركية الخارجية.
لا يعول الزعماء اليهود كثيراً على حالة الود المستجدة في العلاقات الإسرائيلية التركية، واللقاءات المتزايدة مع الروس. وخلافاً لذلك، يستمر قادة الكيان بمغازلة أميركا عبر رسائل معلنة وصريحة، ليس آخرها ما قاله الجنرال يعقوب عميدور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي: "اعتقاد بعضهم بأنه يمكنهم القيام بالدور السابق للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط خاطئ، ولن يكون ذلك، لأنه ليس هناك بديل".
أشار اللقاء إلى تعاون سيستمر بين البلدين في النواحي الاقتصادية والعسكرية، وقد ضمنت الدفاعات الروسية سلامة الطائرات الإسرائيلية التي تحلق في سماء سورية، بين فترة وأخرى، وتضرب الأهداف التي تراها ضروريةً لضمان أمنها وسلامتها. في المقابل، يتفهم نتنياهو وجود الروس في سورية، ويرى في التدخل الروسي "حفاظاً على أمن روسيا القومي"، ويغض الطرف عن تسهيل "السوخوي" مهماتٍ يقوم بها أعداؤه، كحزب الله وإيران، على الأرض السورية.
تنتشر على فضائيات الجار اللدود لروسيا أخبارٌ عن اتفاق تركي إسرائيلي، تغاضى في سبيله الأتراك عن شرطهم برفع حصار غزة، لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد أن تدهورت بشكل كبير منذ عام 2010 بسبب مقتل تسعة أتراك في اعتراض سلاح البحرية الإسرائيلية سفينة مافي مرمرة المتجهة إلى غزة.
شعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الأشهر الماضية، بحصار اقتصادي وسياسي خانق، سبَبُه خلافٌ استفحل مع روسيا، إثر إسقاط الطائرة الروسية، سُوّي لاحقاً، بالإضافة إلى وجود فوضى عارمة على حدود تركيا الجنوبية، تسيطر عليها من الجانب السوري كتائب مقاتلة، لا تضمر غالبيتها الخير لتركيا.
اتجه أردوغان إلى إقامة علاقات ودٍّ جديَّة مع الآخرين، بدأها بلقاء مع العاهل السعودي، ثم بترتيب اتفاق مع إسرائيل حصل، بموجبه، على موافقة وزير الجيش الإسرائيلي، موشي يعلون، على إدخال المعدات اللازمة لتشييد المستشفى التركي في القطاع، خطوة أولى على طريق المصالحة، قبل الوصول إلى تطبيع كامل.
تجتهد إسرائيل على اقتناص الأجواء المعكّرة لتسوية أمورٍ عالقةٍ، لا تحل ضمن الظروف الطبيعية، ويمر تعيين اليميني المتطرّف، أفيغدور ليبرمان، متبني فكرة اغتيال قادة حركة حماس، وزيراً للدفاع، بسلاسةٍ، لم يبدِ الأتراك ولا العرب تحفظاً أو اعتراضاً عليه، لانشغالهم بشؤونهم الداخلية، وباجتياز عقباتٍ يرونها أكثر إلحاحاً.
تسترخي إسرائيل عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة، حيث درج في السياسات الأميركية تقديم دعم غير محدود للكيان الإسرائيلي منذ نشأته، وما زال رؤساء أميركا المتعاقبون يصرّون على رواياتهم القديمة التي تسوّغ الدعم المتواصل لإسرائيل، والتي يرتبط معظمها بمزاعم الوقوف إلى جانب الضعيف، وإيفاء الشعب اليهودي حقه بعد سلسلة مجازر تعرّض لها ما زالت صورها تلحّ على "ضمير" العالم. ويؤكد الرؤساء الذين حكموا الولايات المتحدة مساندة سياسات دولة "ديمقراطية" كإسرائيل، تعيش وسط محيطٍ مكون من دولٍ ذات طبيعة شمولية.
تساقطَ بعض الدكتاتوريين، وغطّت الفوضى المنطقة برمتها، وما زال باراك أوباما، الذي يبدو محجماً عن الشرق الأوسط عموماً، يتعاطى مع إسرائيل بوصفها الحليف الثابت الوحيد في المنطقة. وعلى الرغم من الزيارات القليلة بين الدولتين، بقي تأثير اللوبي الإسرائيلي واضحاً في سياسة الولايات المتحدة. وتأكيداً على ذلك، نشر مجلس الأمن القومي الأميركي، منذ أيام، على موقعه الإلكتروني تقريراً يقول إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل شهد، في عهد أوباما، انتعاشاً غير مسبوق على مختلف الصعد. وأكد التقرير، بعكس ما يُشاع، حرصَ الولايات المتحدة على أن تظل إسرائيل تتلقى النصيب الأكبر من المساعدات الأميركية الخارجية.
لا يعول الزعماء اليهود كثيراً على حالة الود المستجدة في العلاقات الإسرائيلية التركية، واللقاءات المتزايدة مع الروس. وخلافاً لذلك، يستمر قادة الكيان بمغازلة أميركا عبر رسائل معلنة وصريحة، ليس آخرها ما قاله الجنرال يعقوب عميدور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي: "اعتقاد بعضهم بأنه يمكنهم القيام بالدور السابق للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط خاطئ، ولن يكون ذلك، لأنه ليس هناك بديل".