10 نوفمبر 2024
ترامب مشروع رئيس خطر
تُبدي النخبة في صفوف الحزب الجمهوري (الأميركي) تخوفاً شديداً من فوز دونالد ترامب. لخص مسؤول سابق ومهم في إدارة بوش مخاوف هذه النخبة بجملة واحدة، لكنها معبرة، هي "ترامب خَطَرٌ على أمننا الوطني"، ووضعت مجلة دير شبيغل الألمانية على صفحتها الرئيسية صورة مقطبة لترامب، تظهره أبيضَ أكثر من اللازم، وكتبت تحتها بالأحمر العريض "مجنون"، وحتى مؤلفة قصص "هاري بوتر" قالت عن ترامب إنه أخطر من "اللورد فولديمورت"، الشخصية الأكثر شراً في السلسلة القصصية المشهورة، وكانت المغنية الأميركية سايروس آخر المندّدين بترامب، فقد تعهدت بمغادرة الولايات المتحدة، في حال فوزه بالرئاسة.
يبدو أنه إجماع نخبوي على رفض شخصية ترامب، لكن انتخابات قواعد الحزب الجمهوري تقول إن الرجل ذو شخصية محببة، وينعكس ذلك بوضوح في النتائج الأولية للانتخابات، أما التصريحات فتعكس نفوراً "رسمياً" منه، مقابل قبول شعبي كبير.
ليس ترامب رجلاً عصامياً، صنع نفسه بنفسه على النموذج الأميركي، بل هو سليل أسرة ثرية. تابعَ "فولكلور" عائلته بجمع مزيد من المال، وهو يتربع حالياً على تل هائل من الدولارات.
لا تستشعر النخبة التي لا تستسيغ ترامب الخطر من ناحية ثروته، إنما يكمن الخوف من جهله التام بالشوؤن الدولية، وخصوصاً في منطقة التوتر الكبير، الشرق الأوسط، فقد خلط ترامب، في مقابلة صحافية، بين قوات فيلق القدس التي يقودها قاسم سليماني وقوات الكرد، وبدا أنه يسمع لأول مرة بأسماء حسن نصر الله والجولاني وأيمن الظواهري، وأظهر جهلاً واضحاً بمناطق نشاط حركة حماس وحزب الله.
قد تشعر النخبة الجمهورية بالغبن، وهي ترى هذا الشخص يتربع قمة هرم واحدٍ من أعرق الأحزاب الأميركية، وهو على وشك أن يقود سياسة أميركا الخارجية مع هذا الجهل المعلن والمكشوف.
يضع الدستور الأميركي ضوابط كثيرة على سياسات الرئيس الداخلية، فيلزمه بمراجعة الكونغرس في كل كبيرة وصغيرة، بينما يطلق يديه في الخارج، فالرئيس حر التصرف إلى درجة إعلان الحرب، من دون الرجوع إلى أحد، وهذا الدستور الأميركي الذي يزود سواعد الرئيس بالصواريخ، لا يضع أي شروط بشأن مدى معرفته. وهنا، يكون تخوف النخبة الجمهورية مبرراً، وربما يجب أن يتبعه تخوف محلي أيضاً، فهذا الرجل يبدو ارتجالياً وعشوائياً إلى حد كبير، يظهر ذلك في نوعية التصريحات التي يطلقها، والتي لا تتوقف عن إثارة الزوابع. في الفترة الراهنة، يتقدم هذا المرشح بسرعة، ليتبوأ مركز أحد ديكي المصارعة النهائية على كرسي الرئاسة، ما يعطي تخوفاتنا منه مبرراً قوياً، والأسوأ من ذلك أننا لا نملك أكثر من التخوف، فيما تبدو النخبة الجمهورية في موقفٍ، لا تحسد عليه أيضاً، وقد تنضم في ظل قلة حيلتها إلى موقفنا المتخوف نفسه.
اتخذ سوريون كثيرون موقف العاتب على السياسة الأميركية الذي تجاهل كلياً الحالة السورية، وبدا متراخياً أمام روسيا، وظهر، في أحيان كثيرة، محابياً لنظام بشار الأسد، وأُخذ عليه "تردد" كبير في اتخاذ مواقف حاسمة توقف الحرب، وخرج سوريون بمواقفهم من مجرد العتاب تجاه السياسة الأميركية إلى حد الاتهام بالتواطؤ والخذلان. كانت هذه حال السياسة الأميركية في ظل رئيس "مثقف" مثل أوباما، ومن غير المعروف ما ستكون عليه سياسة ترامب، في حال فوزه، تجاه الحالة السورية، وقد لا تنفع معها كوكبة الخبراء التي سيحيط بها نفسه في المكتب البيضاوي، مع حالة الاستعصاء المعرفي التي يعيشها.
فوز ترامب بكرسي الرئاسة غير محسوم بعد، وقد لا يتحقق، لكن الأمر يتعلق بنموذج احتمالي، وضعه عالم إحصاء، يدعى هلموت نوربوث، استطاع هذا النموذج حتى الآن أن يتنبأ بشكل صحيح باسم الرئيس الأميركي منذ عام 1912 في كل مرة عدا مرة واحدة، وفي حالة ترامب، فالنموذج المذكور يتنبأ بفوزه بنسبة 97 إلى 99 بالمائة.
يبدو أنه إجماع نخبوي على رفض شخصية ترامب، لكن انتخابات قواعد الحزب الجمهوري تقول إن الرجل ذو شخصية محببة، وينعكس ذلك بوضوح في النتائج الأولية للانتخابات، أما التصريحات فتعكس نفوراً "رسمياً" منه، مقابل قبول شعبي كبير.
ليس ترامب رجلاً عصامياً، صنع نفسه بنفسه على النموذج الأميركي، بل هو سليل أسرة ثرية. تابعَ "فولكلور" عائلته بجمع مزيد من المال، وهو يتربع حالياً على تل هائل من الدولارات.
لا تستشعر النخبة التي لا تستسيغ ترامب الخطر من ناحية ثروته، إنما يكمن الخوف من جهله التام بالشوؤن الدولية، وخصوصاً في منطقة التوتر الكبير، الشرق الأوسط، فقد خلط ترامب، في مقابلة صحافية، بين قوات فيلق القدس التي يقودها قاسم سليماني وقوات الكرد، وبدا أنه يسمع لأول مرة بأسماء حسن نصر الله والجولاني وأيمن الظواهري، وأظهر جهلاً واضحاً بمناطق نشاط حركة حماس وحزب الله.
قد تشعر النخبة الجمهورية بالغبن، وهي ترى هذا الشخص يتربع قمة هرم واحدٍ من أعرق الأحزاب الأميركية، وهو على وشك أن يقود سياسة أميركا الخارجية مع هذا الجهل المعلن والمكشوف.
يضع الدستور الأميركي ضوابط كثيرة على سياسات الرئيس الداخلية، فيلزمه بمراجعة الكونغرس في كل كبيرة وصغيرة، بينما يطلق يديه في الخارج، فالرئيس حر التصرف إلى درجة إعلان الحرب، من دون الرجوع إلى أحد، وهذا الدستور الأميركي الذي يزود سواعد الرئيس بالصواريخ، لا يضع أي شروط بشأن مدى معرفته. وهنا، يكون تخوف النخبة الجمهورية مبرراً، وربما يجب أن يتبعه تخوف محلي أيضاً، فهذا الرجل يبدو ارتجالياً وعشوائياً إلى حد كبير، يظهر ذلك في نوعية التصريحات التي يطلقها، والتي لا تتوقف عن إثارة الزوابع. في الفترة الراهنة، يتقدم هذا المرشح بسرعة، ليتبوأ مركز أحد ديكي المصارعة النهائية على كرسي الرئاسة، ما يعطي تخوفاتنا منه مبرراً قوياً، والأسوأ من ذلك أننا لا نملك أكثر من التخوف، فيما تبدو النخبة الجمهورية في موقفٍ، لا تحسد عليه أيضاً، وقد تنضم في ظل قلة حيلتها إلى موقفنا المتخوف نفسه.
اتخذ سوريون كثيرون موقف العاتب على السياسة الأميركية الذي تجاهل كلياً الحالة السورية، وبدا متراخياً أمام روسيا، وظهر، في أحيان كثيرة، محابياً لنظام بشار الأسد، وأُخذ عليه "تردد" كبير في اتخاذ مواقف حاسمة توقف الحرب، وخرج سوريون بمواقفهم من مجرد العتاب تجاه السياسة الأميركية إلى حد الاتهام بالتواطؤ والخذلان. كانت هذه حال السياسة الأميركية في ظل رئيس "مثقف" مثل أوباما، ومن غير المعروف ما ستكون عليه سياسة ترامب، في حال فوزه، تجاه الحالة السورية، وقد لا تنفع معها كوكبة الخبراء التي سيحيط بها نفسه في المكتب البيضاوي، مع حالة الاستعصاء المعرفي التي يعيشها.
فوز ترامب بكرسي الرئاسة غير محسوم بعد، وقد لا يتحقق، لكن الأمر يتعلق بنموذج احتمالي، وضعه عالم إحصاء، يدعى هلموت نوربوث، استطاع هذا النموذج حتى الآن أن يتنبأ بشكل صحيح باسم الرئيس الأميركي منذ عام 1912 في كل مرة عدا مرة واحدة، وفي حالة ترامب، فالنموذج المذكور يتنبأ بفوزه بنسبة 97 إلى 99 بالمائة.